DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ندوة النشر للأطفال "كتاب يرى ويري النور" والتجربة العربية

ندوة النشر للأطفال "كتاب يرى ويري النور" والتجربة العربية

ندوة النشر للأطفال "كتاب يرى ويري النور" والتجربة العربية
ندوة النشر للأطفال
في جوّ مشبع بالألفة ومن منطلق الاهتمام با لاطفال اقيمت ندوة ( النشر للأطفال في العالم العربي ) تحت شعار: كتاب يرى النور ، وذلك في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض فرع حي المربع ، برعاية رسمية لحرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة الشعلان ، وبتنظيم بحجم رقي نشاطات المكتبة ممثلة بجهود مديرتها فاطمة الحسين ذات روح النحلة التي لا تتوانى عن العمل والمزيد منه للنهوض بثقافة الطفل على كل المستويات . بدأت الندوة بحضور شحيح رغم تكثيف الإعلانات التي حرصت المكتبة على بثها عبر الصحافة حتى يوم الندوة ، وهو ما يفتح للسؤال بابه حول وعي المجتمع بأهمية مثل هذه التظاهرات النادرة محلياً . أضف إلى ذلك قلة الحضور نسبياً للأكاديميات ذوات اختصاص رياض الأطفال خاصة ، ومع ذلك شهد انتصاف الندوة الانفراج في كمِّ الحضور الذي تكاثف بعد ذلك حتى اللحظات الأخيرة من الندوة. تجربة المنى دُشنت الندوة بكلمة لفاطمة الحسين توجت فيها آمالاً كبيرة للنهوض بثقافة الطفل عبر تكاتف حقيق بين الأسرة والكتاب ، انتقل بعد ذلك الحديث لمديرة الندوة وفاء السبيّل ( الحائزة على درجة الماجستير عن بحثها المتعلق بقصص الأطفال في الأدب السعودي ) ، والتي قدمت المشاركات مبتدئه بالضيفه منى هنينغ الأردنية الحاصلة على الجنسية السويدية صاحبة دار المنى للترجمة والنشر العربي المتخصص للأطفال كجهة فريدة في توجهها عبر 20 عاما هي عمر الدار. وفي معرض حديثها قالت منى بأن بداية الجهد كانت عرضية بحتة دون تخطيط.. ببساطة موقف عائلي مع أختها إبان إقامتها في روما والتي كانت تقرأ لأطفالها كتباً باللغة الانجليزية ، وحين سألتها عن سبب عدم قراءتها لهم باللغة الإيطالية التي يجيدونها أخبرتها بشح النوعية الجيدة الموجهة للأطفال بهذه اللغة ، ومن ثمَّ لاح سؤال واحد: منى لم َ لا تبدئين بالترجمة!. وهكذا بدأ الأمر بترجمة سلسلة برهان والتي وصلت اليوم إلى الجزء الـ 25 ، وحول ذلك كان هناك موقف طريف أثاره أكثر من شخص حول برهان الذي ظهر طوال تلك المسيرة القصصية برفقة والده في حكاياته دون أمه ، وحين حاولت منى سؤال الكاتبة السويدية حول السبب أجابتها ببساطة أنه سر ، وقد أفصح عن نفسه في الجزء الـ 25 من أن الكبار وحدهم سألوا عن ذلك ، بينما لم يخطر لطفل واحد سؤال الكاتبة حول ذلك!. وفي معرض حديث منى ( والتي عُينت مؤخراً قنصلاً فخرياً للمملكة الأردنية في السويد ) ، أوضحت أن الجهد الذي تبنته اهتم بالنهل من الأدب العالمي قدر المستطاع لإثراء الطفل العربي ، الذي مرَّ أدبه ( إن وُجد فعلياً ) بانتقال فج من حكايات الموروث الشعبي إلى الأدب الحديث مباشرة ، بينما كان لأدب الطفل نسقه السلس في التطور حول العالم لمدة 500 عام باستقلالية عن عالم أدب الكبار ، وإن تبع له في المعايير . وتضيف: يجب الإيمان بأن الكتب الجيدة هي التي تجعل الأطفال يتكلمون ، خاصة إذا نهل منها في سن مبكرة ، كما أن الطفل يحتاج للغة مشتركة تربط عالمه الصغير بأفق العالم الأكبر ، وهو ما حمّسها لترجمة أدب الأطفال الكلاسيكي العالمي ، بما يصل عمره لـ 100 عام سابقة ، متوجة ذلك بقسم كلاسيكيات في دار المنى . دار الحدائق من ثمَّ قدمت وفاء السبيّل نبيهة محيدري ، قاصة وصاحبة دار الحدائق للنشر والتوزيع المتخصص للأطفال في بيروت ، وتدير تحرير مجلة (أحمد)، ومجلة (توتة)، و (الملف التربوي)، والتي سبق محطتها لمدينة الرياض نيلها جائزة صحافة الطفل عن مجلة (توتة) في مدينة دبي ، والتي تحدثت عن بدايات جهودها للنهوض بأدب الطفل منذ 18 عاماً ، في وقت كان فرح الطفل الفعلي فيه بكتاب يُهدى إليه بمثابة أفضل لعبة ، ومن ثمَّ نوهت في معرض حديثها عن أنه لا شك في أهمية ترجمة روائع الأدب العالمي للطفل العربي ، إلا أن النهوض الحقيقي بمكتبة الطفل يستلزم تطويراً بنّاءً للمؤسسات الرافدة لهذا المجال ممثلة بالتأليف والرسم والصحافة المختصة بالطفل. وأن من أهم الأهداف التي عناها إحقاقها تغيير النمطية الموجهة للطفل خاصة فترة تكريس البطل الخارق في القصص ، والذي انتقل للاستحواذ على الموارد السمعية والبصرية للطفل كذلك. ومن ناحية _ كما تضيف _ يجب أن لا نجعل فكرة العزوف عن القراءة شماعة تجعلنا نكف عن الإيمان بأهمية الكتاب ، خاصة أن مجرد التوجه للطفل في سن صغير كفيل بالتغلب على هذه المعضلة ، من باب أن من شبَّ على أمر شاب عليه . ومن ثمَّ شددت على الاهتمام بالذائقة الفنية للطفل بتنمية الأفق البصري حوله، إذ ان كثيرا من التجارب المطبوعة أفشلها رغبة البعض في التركيز على مماثلة التقدم الغربي في الإخراج لدرجة الفشل بالمضمون ، أو العكس كذلك . دار النبتة بعد ذلك جاء دور وفاء عبد الله كامل ، صاحبة دار النبتة في مدينة جدة ، والتي عرفت عنها مديرة الندوة بأن أمومتها كانت مصدر إلهامها الأول ، وأوضحت وفاء أن فكرة هذه الدار راودتها منذ 24 عاماً ، وبرغم ذلك فهي لم تر النور سوى قبل 8 أعوام مضت ، برغبة بسيطة لموعد تشرح فيه حلمها لوزير الإعلام لا أكثر ، تلا ذلك مرحلة من التحديات لمواجهة التسويق وإثبات الوجود ، خاصة في وجود هاجس يتربص بناشر الأطفال من نمطية النظر إليه كمستغل يرغب في الربح أكثر منه كمثر لثقافة الطفل ، إلا أنها مازالت تجد أن الأمر يستحق العناء ، متوجة في فترة لن تتجاوز الشهر بإذن الله توجهاً حديثاً للنشر للأطفال عبر الانترنت. مداخلات وحوارات بعد ذلك بدأت سلسلة من النقاشات بين مديرة الجلسة والمشاركات جاء سؤالها الأول ل منى هنينغ حول سبب هذا التوجه للترجمة بالذات وكيف صقلت هذه الفكرة لتتبلور بهذا الصورة الراقية؟ فأجابت: بأن الأمر لم يعد تطوير قدراتها بالتعلم الذاتي الذي حرصت عليه دورياً ، إضافة الى أن ظروف تواجدها في بلد مثل السويد خدمها كثيراً لزخم النشاط الأدبي فيه ، مما يُسهل تواجد أي مشير فيما يتعلق بأي تساؤل طارئ. وإنه ليحضرني _ كما تضيف _ حين يسألني أي أحد عن سبب الاهتمام بالترجمة بأني لم استحدث ذلك كونه موجودا منذ أيام دار حكمة بغداد، فالأولون وعوا أهمية هذا الجانب واستغلوا فائدته فعلياً منذ القدم ، كما أن هذا التوجه عامل مساعد إثر تأزم نشر الأطفال عربياً واتكاله على جهود فردية فقط ، ولا ينسى أحد حين أعلنت الأمم المتحدة عام 1979م عاماً للطفل أن العرب اكتشفوا عدم وجود مواد مقروءة ذات جودة تناسب احتفائية المناسبة! . كما أنها سبق وطلبت عام 1982م من إحدى الجهات المسحية عمل دراسة حول نوعية المطروح من أدب الأطفال في العالم العربي فلم تجد سوى الحكايات الشعبية! . وبالتالي يجب الانتباه إلى أن ظهور المدارس الخاصة فترة الثلاثين عاماً السابقة في العالم العربي ساعدت نسبياً على تطوير العلاقة بين الطفل والأدب العالمي كونها ذات توجه ثنائي اللغة . ومن ناحية يجب أن نعي أن الطفل حين لا يتقن لغته الأم (الفصحى) منذ فطرية سنينه الأولى ستظل له دائماً كلغة ثانية كما أثبت الباحثون ، كما أنه يجب استغلال أن مجتمعاتنا العربية يغلب فيها كثرة الأطفال في العائلة الواحدة مما يُيسر تكفل الأبناء الأكبر بإثراء الأصغر منهم بما لديهم من كتب أو قراءة حتى . وشددت ختاماً على أن دار المنى ظهرت قبل ظهور مصطلح العولمة ذاته رداً على من يتهمها بالرغبة في التغريب لمواكبة العولمة ، مؤكدة أن رسالتها تدفعها للبحث عن الجمال الذي لو كان في الصين ستذهب لأجله إليها . ومن ثم فُتح المجال لنبيهة محيدري للتحدث عن تجربة دار الحدائق في تبني المواهب الناشئة بطريقة ناجعة ، موضحة أن التركيز كان في استقطاب فرق عمل متكاملة ممثلة بالمؤلف الجيد مغموراً كان أم معروف ، والعناية باستقطاب مواهب تشكيلية مميزة ، حتى أنه سبق وتم التعاون مع مجموعة من الفنانات التشكيليات اللاتي مارسن الرسم للأطفال بأسلوب اللوحة الكاملة المقارب لفن الكبار أكثر من الأطفال ، ونالت أعمالهن استحساناً كبيرا. وأشدد _ كما تؤكد _على أن أبوابنا مفتوحة للمواهب الشابة على كافة الأصعدة . وفاء كامل ناقشت بعد ذلك بعضاً من التحديات التي تأتي عائقاً للناشر ممثلة بجهل الأُسر ، والتقليد للإنتاجات المميزة ، أضف إلى ذلك الظن بأن منشورات الأطفال غير مجدية أو تهدف للتسلية فقط متناسين أن الأثر لا يظهر وليد اللحظة بقدر ما يبرز مع تقدم العمر ، كما أنه ورد لأحد الباحثين المهتمين بأدب الأطفال في بحث حديث له أن الطفل يستطيع تعلم القراءة منذ سن الـ 6 أشهر ، وأخيراً يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن من لم يُقرأ له في الصغر.. لا يقرأ في الكبر. من ناحية اخرى أوضحت أنها لم تجد أي دعم بخلاف وزارة الإعلام ، إلا أنها لا تُنكر الاحتفائية التي حظيت بها في معرض الرياض الدولي للكتاب ، إلى جانب الاهتمام من قِبل مكتبة الملك عبد العزيز ، وصولاً لمرحلة من الدعم المعنوي ممثلة في انتقاء مجموعة من مؤلَّفات دار النبتة لمرافقة ولي العهد في زيارته الأخيرة لليابان للتعرف على ثقافة المملكة . بعد ذلك رُفعت الندوة لتكريم المشاركات من قِبل الأميرة حصة الشعلان ، ومن ثمَّ كرمت الأستاذة فاطمة الحسين مديرة مكتبة الملك عبدالعزيز الأميرة حصة الشعلان بدرع تذكارية، وقد تلا التكريم افتتاح معرض إنتاجات الدور المشاركة ، الذي نقل جو النقاش والتساؤلات لمكان العرض ، حيث تحلّقت الحاضرات حول المشاركات في الندوة لالقاء الأسئلة وعرض تجاربهن المختلفة حول أدب الطفل . مكتبة حضارية وفي تعليق لمنى هنينغ لنا قالت: إن مكانا كمكتبة الملك عبد العزيز وبجهود حضارية كالتي تتبناها فاطمة الحسين كفيلة بدفع الوضع الثقافي للطفل للأفضل ، وحول توفير فروع لتسويق دار نشرها محلياً قالت إنه وللأسف مازال الوضع صعباً في ظل عدم وجود دعم يسمح بذلك ، إلا أن تطوير نوادي كتب الأطفال كالموجود في مكتبة الملك عبد العزيز كفيل بتوسيع نطاق الاستيراد بما يرفعه من سقف الميزانيات المخصصة لذلك ، فمجموع المشاركين في النادي وصل إلى 300 مشترك ، وهو قليل على مدينة بكثافة سكانية كالرياض. من آخر جانب وجدت تجاوب الحاضرات وتسابقهن لاقتناء أفضل المؤلفات لأطفالهن ذا دلالة سارة تدفع للمضي للأفضل ، وأنه لم يسعدها أمر في الفترة السابقة بقدر ما أخطرتها إحدى الصديقات بأن ابنها البالغ 20 عاماً مازال يشتاق لقصة ترجمتها بعنوان (سعد يقص شعره) الذي يدعى بالسويدية (نسسي) ، لدرجة تدفعه للبحث عنها من حين لحين لقراءتها من جديد ، فمثل هذه الدلالات كفيلة بدفعها للاستمرار فيما تفعله. وأضافت إنها مؤخراً كلّت من البحث عن مؤسسات عربية تهتم بدعم توجه خطوتها المقبلة للترجمة للكبار ، فوزارات الثقافة العربية تكرس اهتمامها للمؤلفين المحليين ، والمؤسسات الخاصة لم تبد أي اهتمام! من ناحية أخرى تواجدت الشاعرة د. فوزية أبو خالد كأكاديمية تُدرس علم اجتماع الطفل ، والتي اعتبرت المناسبة تحية للمرأة المكافحة خاصة في تواجد ثلاث ناشرات محترفات ، وشكرت كذلك جهود الأستاذة فاطمة الحسين، وتمنت إنفاذ خطط حقيقية بعد هذه الندوة على غرار ما يحصل في الاتفاقيات السياسية. من أجواء الندوة @ للصدفة كانت جميع المشاركات ذوات تخصص أكاديمي بعيد عن أدب الأطفال ، فمثلاً هنينغ صيدلانية، بينما تخصصت محيدري في العلوم الطبيعية ، إلا أن ذلك لم يمنعهن من التوجه بتفان لعالم الطفل وتطوير ذواتهن فيه . @ لم تخف هنينغ ومحيدري شعورهن بحميمية الزيارة الأولى للرياض بما يشبه الجو الأسري أكثر منه الوظيفي . @ اهتم العديد من الحاضرات باقتناء أكبر كم من المطروح خاصة المتعذر تواجده في المكتبات المحلية . @ تواجد أطفال بعدد الأصابع تقريباً في المعرض رغم أن المناسبة مكرسة لهم.

أخبار متعلقة