تشير توقعات اقتصادية إلى زيادات جديدة في أسعار مواد البناء ، وخاصة الأسمنت والحديد وهذه الزيادات تتسبب في حالة من عدم الاستقرار في سوق البناء لاسيما والمتأثرون بهذه الزيادات هم من محدودي الدخل وصغار المقاولين بالاضافة الى الخصوصية الثقافية والاجتماعية التي ترفع تكاليف بناء المساكن طبقا للحاجات التقليدية للاسرة .
ولم يعد هناك حديث أكثر جدلاً في المجالس من الحديث عن ارتفاع أسعار مواد البناء والبحث عن المقاولين. أصبحت مشكلة الأفراد ليست في الحصول على الأرض أو المسكن الجاهز.. ولكن في تكاليف البناء غير المستقرة وما يترتب على ذلك من احتياجات للتمويل، بالإضافة إلى صعوبة التعاقد مع مقاولين والذي أصبح أكثرهم يمتنع عن البناء لأصحاب المشاريع السكنية الصغيرة. ويرفضون الدخول في مناقصات لتقديم أفضل الأسعار، وإن دخلت في تلك المناقصات بأسعار خيالية وتعجيزية كفيلة بصرف كل من يفكر في البناء عن التعاقد معها ، بالإضافة إلى أن بعض الملاك اضطر للتعاقد مع مقاولين لا تتوافر فيهم المصداقية المطلوبة فوقعوا في مشكلات عطلت إنجاز مشاريعهم حسب الفترة المتفق عليها، وأصبحت الغرامات مكلفة للطرفين، المقاول والمالك، دون أن يكون هناك حل جذري لهذه المشكلة ..
نمو سريع
فالواقع الملموس يؤكد بأن قطاع المقاولات على أثر التنامي العمراني السريع الضخم الذي تشهده المملكة يعاني من أزمة كبيرة في عدد الشركات . . وعدم قدرتها على تلبية احتياجات السوق المحلية ومساهمتها في حل أزمة السكن للكثير من محدودي الدخل ، وهذه الأزمة لو استمرت ستطال آثارها السلبية المجتمع، فالمواطنون إذا عجزوا عن بناء مساكن خاصة بهم بسبب هذه الأزمة فنحن نجعلهم عرضة للإحباط واليأس اللذين حتما سيكونان نتيجة متوقعة بسبب عجز الإنسان عن تحقيق أهم متطلبات الحياة وهو السكن الآمن . .
عوامل اجتماعية
ويضيف نبيل الغوينم " متعامل في قطاع المقاولات في الأحساء" بأن العامل الاجتماعي والخصوصية الثقافية مسؤولون بالدور الأكبر عن زيادة تكاليف المساكن بالمملكة ، حيث إن الاسره الصغيرة التي لا تحتاج لمسكن يزيد عن 3 إلى 5 غرف تجد إن مطالبها في الغالب أن يكون هناك دور كامل للضيافة يحتوي علي مجلس وصالون طعام ومكتبه وصالة جلوس ومطبخ ومخزن بالدور الأرضي وأربع أو خمس غرف بالدور الأول وغرفة خادمة ومستودع بالسطح كما لابد أن يشمل الحوش على غرفة للسائق وحديقة ومسبح ...الخ ، يعني في الغالب قصر صغير لموظف من ذوي الدخل المحدود . قناعة وتحديد
ويشير الى ان القناعة وتحديد الهدف والغاية غير متوفرة في غالب مجتمعنا بالإضافة إلى انك لا تجد تصميما موحدا نظرا لان لكل شخص متطلبات خاصة وهذا ما يخفض قيمة المبنى بعد السكن في المملكة رغم انه يزيد أو يثبت في الدول الاخرى في الغالب .
كما أن المجتمع اخذ على الطابع التقليدي بالبناء ويرفض غيره مثل البريكاست وغيره من أنظمة البناء كون الساكن يريد أن يغير ويعبث بالبناء من أول يوم يسكن فيه .. هذا بالنسبة للفلل .
أما الشقق فهي غير مرغوبة حتى الآن لأسباب مختلفة وأهمها ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع قيمة الأراضي وقلة ارتفاع الأدوار بالمباني والتي تسهم الارتفاعات العالية بتخفيض قيمة الشقق وسعر الأراضي .
