لن نبالغ إذا قلنا، إن الدبلوماسية السعودية تمثل ركناً مهما في الحركة السياسية العالمية، لما تمثله المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين من ثقل استراتيجي له دوره المؤثر إيجابياً اقتصادياً ودبلوماسياً.
من هنا، مدت الرياض أيديها شرقاً وغرباً للتنسيق وبناء أواصر الصداقة والتآخي، وتدعيم قيم الحوار والتسامح والمصالح المشتركة، ومثلت جولتا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، جسوراً متميزة لهذا البناء الذي تحرص عليه المملكة منذ تأسيسها، وتواصلت الحركة النشطة من المملكة وإليها في سعي حثيث لترسيخ هذه الدعائم السامية، والمساهمة مع عواصم العالم في بناء مجتمع مستقر وآمن وخالٍ من النزاعات والشرور.
وفي إطار هذه الدبلوماسية، استقبلت الرياض العديد من زعماء العالم خلال الفترة الماضية، وتستقبل المملكة اليوم الرئيس الصيني في ثاني محطة له عقب زيارته الولايات المتحدة الأمريكية، ـ ولهذه وحدها دلالتها ـ لسببين، أولهما أنها تأتي عقب أقل من ثلاثة أشهر لزيارة قام بها خادم الحرمين الشريفين لبكين،. والتي شهدت نجاحاً منقطع النظير بين الصين كأكبر كتلة بشرية في العالم، والمملكة كأكبر منتج نفطي أيضاًَ، والثانية فتعني اعترافاً صينياً ضمنياً بالأهمية الاستراتيجية للمملكة ليس في المنطقة فحسب لكن في العالم أجمع.
هذه الزيارات المتبادلة تؤكد لنا حقيقة مهمة، ألا وهي الدور السعودي المشهود له، وتعني أن السياسات المتوازنة والحريصة على كل دول العالم تلقى كل تقدير واحترام، وتعني أيضاً أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين نجحت فيما فشل فيه آخرون، واكتسبت مصداقية مشرفة يحق لنا ـ كسعوديين وكعرب وكمسلمين ـ أن نفخر بها ونستلهم معانيها.. وهذه في النهاية ثمرة من ثمار القيادة الحكيمة والخطوات النهضوية التي نمر بها ونعيشها وسيجنيها أبناؤنا بإذن الله.
