متداولون في احدى صالات الاسهم بالبنوك المحلية ومتابعة لتواصل لم يعرف هل هو انهيار او تصحيح
عزيزي رئيس التحرير
واجه السوق تقلبات وتغيرات كبيرة الاسابيع الماضية فيوما نجد ارتفاع المؤشر 800 نقطة واخر نجد انخفاضا يتعدى 1100 نقطة!!
لا شك ان ذكرى انهيار فبراير 2006 ستبقى في أذهان الكثير من المتداولين فكثير منهم هجر السوق من بعد بيعه رافضين حتى الاستماع لكلمة اسهم واخرون عالقون في اسهمهم الخاسرة حتى اللحظة ولا ننسى من استقبلت صحته المرض من السكري والضغط..
ومع كل هذه المآسي في الآونة الأخيرة يجدر بي القول ان شر البلية ما يضحك.. فقد اصبح الكثير يستفسر عن المؤشر بكلمة طاش؟؟ وكان الجواب في الغالب (ما طاش)!!
بمعنى انه كان ارتدادا وهميا..
وعن الحديث عن الارتدادات المسماه بالوهمية والتي ارتبط الكثير من النفسيات بها..
فاللون الاحمر والأخضر اصبحا هما المسيطرين على مؤشرات العقول...
وليس الكم والحجم..
وهنا تكمن الخطورة التي قد تدفع المضارب للاحتفاظ بأسهمهم الخاسرة ففي فترة انتعاش السوق لا يهم الناس كثيرا البقاء او الخروج رغم انخفاض اسهمهم بنسبة 10% محاولين اقناع انفسهم بأن اسهمهم سوف تعود للارتفاع مرة اخرى غافلين ان النقطة الاساسية في المضاربة او الاستثمارات قصير ومتوسط الاجل هي التصرف عند خسارة 8 بالمائة - 10 بالمائة في احد الاستثمارات وليس البقاء متفرجا.
الا انه وبعد ان وقع الفاس بالرأس..
لم يجد كثير من المتداولين حلا سوى انتقاد نظام السوق..
اخي المواطن اختي المواطنة لننتقد نظاما ما يجب ان نعرف النظام اولا و اسراره ليحق لنا انتقاده ولنعرف ماذا ننتقد فيه..!!
ففي ليلة وضحاها سرعان ما اصبح الكثيرون محللين ومفسرين لحركات السوق وتوجهاته المستقبلية..
لقد اوضح العديد من الدراسات انه من المشكلات الشائعة التي قد تصيب من ذاق طعم النجاح في السوق هي الثقة الزائدة.
ولا نقصد الثقة المتوازنة فهي ضرورية للاستثمار الناجح وانما نقصد الغرور الذي يؤدي الى الخطر..
فمثلا.. بعد ان حقق الكثير من المساهمين مكاسب كبيرة في السوق لهم ولغيرهم من خلال اعطائهم توصيات اسهم معينة عن طريق المنتديات او الرسائل القصيرة اصبح الكثير المطلق عليهم فئة القطيع يتبعون هذه التوصيات وكأنها تعاليم لا مجال للشك بها ليجنوا من ورائها ارباحا تلي الارباح..
مندهشين بصدق ونجاح توصية هؤلاء العباقرة ليقوموا بالبيع والشراء وراءهم غافلين انهم يعيشون في سوق منتعش في ظل اقتصاد متين..
ان المتتبع لشركات المملكة يجد ان البعض منها تحقق ارباحا قليلة مقارنة برأس مال الشركة..
الا يعد هذا خللا ايضا؟!
تسعى هيئة سوق المال التي منذ تأسيسها عام 1424هـ لتنظيم السوق و حماية مستمثريه وتزويدهم بكافة بيانات الشركات من قوائم مالية وارباح وذلك عبر موقعهم تداول وجعله في متناول الجميع كما يتيح معرفة اسعار العروض والطلبات قبل الافتتاح ولكن للأسف لم يسلم هذا الموقع من بعض المتلاعبين وقيامهم بتدوير كميات كبيرة في شركة ما بهدف تضليل المتداولين مع علمهم بنفسياتهم لاجبارهم على البيع او الدخول في عمليات شراء غير مدروسة..
ان الطلبات الكبيرة والعروض القوية ليست دليلا على تحرك وشيك للسهم في اتجاه توقع المتداول فقد تكون الطلبات القوية في شركات متعثرة بدون سبب لتحفيزها الى اسعار جديدة ليست الا مجرد وسيلة تخلص من هذه الاسهم اي تصريفها اما اذا لاحظنا وجود عروض قوية في شركات ممتازة فغالبا ما يكون بغرض تثبيت اسعارها لمدة طويلة بهدف جمع اكبر كمية منها قبل اعلان محفزاتها اي التجميع في السهم فاذا كان التنفيذ كبيرا والسعر لا يزال ثابتا فهي ليست سوى عمليات تدوير وهي ما تحاول الهيئة ايقافها وايقاف من يقوم بهذا التلاعب والتضليل محاولين اصلاح هذا الخلل ومع الحركات التصحيحية وخاصة عند دخول الموجة التصحيحية الخامسة او انهيار فبراير كما اسماها البعض.
غضب الكثير وابدى سخطه تجاه نظام تعامل هيئة سوق المال واتهمه بعدم الشفافية مطالبا بتوضيح من رئيس الهيئة عما يحدث. اخي المتداول اختي المتداولة جميعنا يعي كيف ان سوق الاسهم يؤثر ويتأثر بالمتغيرات من احداث جارية وشائعات وكم من شائعة جعلت اسهما تتوالى بالنسب العليا دون محفر سوى هذه الشائعة فكيف يطالب البعض رئيس الهيئة بالتحدث رسميا وتوضيح ما يحصل او بالاحرى مطالبته بطمأنة المستثمرين؟! ان الهيئة تسعى جاهدة لوقف متلاعبين ضروا بالسوق ومستثمريه دون وعي المستثمرين بذلك.
وبطبيعة الحال لا شك ان هؤلاء المتلاعبين يريدون النيل ممن كشف تلاعبهم وباعتقادي انه لو قام رئيس الهيئة بطمأنة المستثمرين سيقوم المتلاعبون بانزال السوق ورش اسهمهم اكثر لكيده ولا شك ان الهيئة والقائمين عليه حريصون على المستثمرين ولهم نظرة بعيدة بهذه الناحية.
اخي المتداول اختي المتداولة لا شك ان الكثير منكم يذكر ما سمي بشبح ما يو 2004 هذه الفترة التي واجه السوق بها عمليات تصحيحية كبيرة بالكم والحجم لكنه تعافى من حمته وواصل صعوده بفضل من الله وما ينعم الله به على اقتصاد المملكة من محفزات.
اكتب هذه المقالة مع التفاؤل ان السوق السعودي سوف يعود لأدراجه بإذن الله ليس بصفتي محللة اقتصادية او فنية ولكن بصفتي ابنة هذا البلد واثقة باقتصاده المتين وبالقائمين عليه مؤسسي هيئة سوق المال عام 1424هـ, حرصا منهم على ابناء هذا البلد بتنظيم السوق وحماية مستثمريه وهو ما تسعى اليه دائما.
اخي المواطن اختي المواطنة قبل دخول سوق الاسهم يجب ان تتوكل على الله سبحانه وتعالى وتعلم ان ما اصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وان تكون مؤهلا وتتخلى عن الخوف بالرغم من انه عليك ان تأمل بما هو افضل دائما الا انه يجب ان تكون مؤهلا لماهو اسوأ.
ريم عبدالعزيز المهيزعي ـ الخبر
