أخبار متعلقة
نتائج ايجابية عديدة, حققتها زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لكل من اليابان وسنغافورة وباكستان. ويمكن قراءة هذه النتائج الايجابية على اكثر من مستوى, كما يمكن النظر الى "حصاد" الجولة الآسيوية و"مخرجاتها" من زوايا متعددة, وعبر رسائل واشارات كثيرة, بعثت بها الزيارة, كما بعثت بها "العواصم الاسيوية" - التي زارها سمو ولي العهد - وكانت لها دلالات على المستويات الدولية والاقليمية. (اليوم) تـحاول هنا تقديم قراءة في مؤشرات ونتائج الجولة الآسيوية لسمو ولي العهد, وتسعى - في الوقت نفسه - الى استشراف آفاقها المستقبلية وتأثيراتها دوليا واقليميا ومحليا.
الأصداء الواسعة للحديث التلفزيوني الذي أدلى به صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لمحطة (NHK) اليابانية، دوليا وعربيا ومحليا، اكدت جملة من الحقائق التي تتميز بها المبادئ والقيم الحاكمة للاستراتيجية السعودية والموجهة لها، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ما أهم هذه الحقائق ودلالاتها كما يعكسها هذا الحديث التلفزيوني؟ سؤال نحاول أن نجيب عنه في هذه (القراءة)..
أولى هذه الحقائق والدلالات السياسية التي يكشف عنها حوار سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع قناة (NHK) التليفزيونية اليابانية، هي العلاقة الاستراتيجية بين المملكة واليابان. فقد اكد سمو ولي العهد في حديثه التليفزيوني ان هذه العلاقات ليست مؤقته او طارئة.
واشار الى الطابع الاستراتيجي والثابت والدائم، وهو ما يؤكد ان التوجه السعودي الى الشرق يعكس نظرة ثاقبة ترتكز الى أسس ومقومات تاريخية تمتد في الماضي والحاضر وتتجه الى المستقبل.
واوضح سموه ان هذه العلاقات بقدر ما تعتمد على الرغبات المشتركة لدى القيادتين فانها تنطلق من رغبات الشعبين، وتستند الى مصالح البلدين. ويبدو ذلك كله في اقامة علاقات متوازنة مع شعوب القارة الآسيوية ودولها حتى لو اختلفت سياسات بعضها وتوجهاتها مع سياسات وتوجهات البعض.
لا فرق بين الدول
واكد سموه ان المملكة لا تفرق في تعاملاتها بين دولة واخرى، خصوصا في شرق آسيا.. واوضح ان هذا المنهج ثابت لا يتغير مهما تغيرت الاوضاع والظروف.
واشار الى ان زيارة خادم الحرمين الشريفين الى الشرق الآسيوي منذ اشهر قليلة، كانت مقررة منذ ثلاث سنوات الا ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان منشغلا مما أدى لتأجيل الزيارة حتى سمح الوقت بالزيارة الناجحة، وأوضح سموه:
ـ بالنسبة لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الدول الآسيوية فقد وجهت اليه حفظه الله دعوات رسمية منذ ثلاث سنوات لزيارتها. لكن انشغال الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقتها لم يسمح له بتلبية هذه الدعوات. وحين سمح الوقت المناسب قام حفظه الله بالزيارة.
اما عن علاقتنا مع الصين فهي علاقات جيدة جدا، والصين دولة كبرى، وتعاملها معنا تعامل جيد، وبالنسبة الى الهند فان تعاملاتنا معها تعود الى أكثر من مئة سنة.
وحول ما يقال انه توجد خلافات مع الهند نتيجة علاقاتنا الطيبة مع باكستان، فهذا غير صحيح، فنحن لا نفرق في تعاملاتنا بين الدول فكل الدول عندنا في تساو ولنا تصرفاتنا ولنا علاقاتنا. وأؤكد أنه ليس هناك أي تغيير في سياستنا الواحدة، وهي ان نتعامل مع الذي يتعامل معنا بحسن أيا كان.
وقال سمو ولي العهد:
ـ علاقاتنا باليابان متميزة لأنها ليست مبنية على تدخلات سياسية، ولا على انطباعات مخالفة لرغبات الشعبين السعودي والياباني.. انها علاقات بناء، وعلاقات علم. وعلاقات تقنية. وبجانبها دعم لليابان بالبترول وفي كل الأمور التي تجعل اليابان يقف كما يجب ان يكون.
الزيادة غير معقولة
وردا على سؤال حول موقف المملكة من ارتفاع الاسعار العالمية للنفط، اكد سموه الموقف الثابت للمملكة وسياستها البترولية التي تهدف الى تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، موضحا حرص المملكة على استقرار الاسعار العالمية للبترول، مشيرا الى ان الارتفاع في اسعار هذه السلعة الاستراتيجية لايخدم كلا من الدول المنتجة والمستهلكة، ولفت سموه الى ان السياسة البترولية للمملكة تقوم على تحقيق اسعار مستقرة، وتسعى الى تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي ومن ذلك قوله:
نحن لا نؤمن بزيادة الأسعار هذه ولا نرضاها لكن الامر ليس بيدنا، هناك عالم دولي يوجد فيه شعوب وفيه مشاريع وشركات وفيه استثمارات. ونحن في المملكة قد بذلنا مجهودا حتى وصلنا بانتاجنا البترولي الى نحو 12 مليون برميل في اليوم. كما اننا اكبر دولة في العالم تصدر هذا البترول، ونراعي الا تزيد اسعار البترول وان تنتفع الدول الصديقة وينتفع الانسان ايا كان، وأعتقد ان الاسعار هذه لن تستمر في هذه الزيادة غير المعقولة، انما الانخفاض الى شيء معقول هو الاسلم للمنتج وللمستثمر.
دولة فلسطينية مستقلة
الحقيقة الثالثة في الحديث التليفزيوني الذي ادلى به سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى محطة (NHK) اليابانية، هي تأكيده الموقف الثابت والدائم من القضية الفلسطينية، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز ال سعود ـ طيب الله ثراه ـ وحرص المملكة على استرداد التراب الفلسطيني وتأييدها لاقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة، واعتبار الشعب الفلسطيني وحدة متكاملة، لا تفريق بين فلسطيني او اخر على أساس الانتماء السياسي او الحزبي او الديني او الطائفي، مؤكدا الموقف الاستراتيجي للمملكة من القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز، داعيا العالم الى احترام ارادة الشعب الفلسطيني التي جاءت بحماس الى الحكم عن طريق الديمقراطية.
ـ إن سياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) الى يومنا هذا لم تختلف، وهي سياسة تؤكد دعم الشعب الفلسطيني، في قضيته لاستعادة وطنه وترابه ومشرديه في العالم، وان تكون فلسطين دولة قائمة بذاتها.
اما ما يتعلق بحركة حماس وفوزها بالانتخابات فنحن نعتقد ان حماس او غيرها هي من الشعب الفلسطيني، كما اننا لا نميز بين حماس او غير حماس، فكلهم اخواننا واصدقاؤنا، ولم يتأثر موقف المملكة العربية السعودية بنتائج الانتخابات التي جرت.. بل هذا ما تدعو اليه الدول الكبرى كلها. وهو ان تكون هناك انتخابات حرة وديمقراطية.. ولا بد للعالم ان يرضى بنتيجة هذه الانتخابات اذا ارادها الشعب الفلسطيني نفسه.
زد على ذلك لا يجوز ان تمتنع الدول كلها عن تقديم مساعدات الى الفلسطينيين، من أجل خلافات غير جوهرية بين معتقدات مختلفة، فهناك في الشعب الفلسطيني اليتيم والفقير وكبير السن والمحتاج.
للدعم أشكال مختلفة
رابعة الحقائق التي عكستها تصريحات سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز للقناة التلفزيونية اليابانية، تتعلق بالدعم السعودي للشعب الفلسطيني، اذ اكد سمو ولي العهد استمرار هذا الدعم، عبر العديد من الاشكال والطرق والوسائل، مشيرا الى ان دعم المملكة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لايقتصر على جانب واحد، أو أسلوب واحد، أو وسيلة واحدة، لافتا الى رعاية المملكة لأبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في المملكة، الى جانب دعم المملكة عن طريق الصندوق الفلسطيني الذي دعا اليه واقترحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز واكد سموه ان الدعم يتم على مستويات ومحاور مختلفة منها المالي والسياسي والمعنوي والاقتصادي والاجتماعي. من دلالات ذلك قول سموه:
ـ الدعم للشعب الفلسطيني. ليس هو طريقا واحدا أو نوعا واحدا، أولا.. دعم عن طريق المملكة العربية السعودية مباشرة، وهذا مستمر في مساعدات عينية ومساعدات لكل الشعب الفلسطيني الموجود في المملكة وهم نحو ثلاثمائة ألف مواطن فلسطيني، ما بين امرأة وشاب صغير، وقد فتح لهم مجال التعليم في كل المدارس والجامعات، كما فتحت المستشفيات لكل مريض فلسطيني للعلاج على نفقة الدولة، وهذه من أكبر المساعدات التي تقدم لبقاء الانسان كإنسان.. كما منحوا حق الاستثمار والعمل في المملكة والشراكة مع أي مواطن سعودي.
أما الدعم الثاني فهو عن طريق الصندوق الفلسطيني، الذي اقترحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل ثلاث أو أربع سنوات.. وقد وضعنا في الصندوق مبلغا واقترحنا على جميع الدول العربية أن تساهم بمبالغ فيه، ونحن مستمرون في دعم هذا الصندوق.. ويساعد الفلسطينيين سنويا بالقدر الذي وضعته المملكة العربية السعودية، ونطلب من اخواننا العرب كلهم أن يساهموا في هذا الصندوق، وهذا ما يجب، حتى تستمر المعونة للفلسطينيين بما يجب أن تكون عليه.
كما أنه ليس من الصالح أن نعطي بيانات عما نعمل لاخواننا الفلسطينيين، ولكن أحب أن توجهي السؤال الى اخواننا الفلسطينيين أنفسهم، ما موقف المملكة مع فلسطين، منذ أن بدأت قضية فلسطين الى الآن، سواء من حيث الدعم المالي أو السياسي أو المعنوي.
علاقة التعامل المثمر
الحقيقة الخامسة التي أكدها سموه في حديثه لمحطة (NHK) اليابانية، تتصل باستقلالية القرار السعودي، وتعاطيه مع كافة الدول في العالم من خلال الاحترام وعدم التدخل في شؤون الاخرين، وعدم السماح للاخرين بالتدخل في الشأن السعودي.
وأشار سموه الى ان علاقة المملكة مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى، هي علاقة احترام متبادل وعلاقة مصالح مشتركة لصالح الاستقرار الدولي وترسيخ السلام والامن الدوليين.
وردا على سؤال حول هذه المسألة قال سموه: أعتقد ان علاقتنا بالولايات المتحدة الامريكية، ليست علاقة الرئيس والمرؤوس.. لا.. انما علاقتنا معها علاقة الند للند، وعلاقة التعامل المثمر في بناء الانسان السعودي في ظل القيادة السعودية تحت ظل الشريعة الاسلامية.
وكل ما يقال ان الولايات المتحدة سواء من فخامة الرئيس جورج بوش أو غيره لهم نظرات ضد السعودية، غير صحيح.. لكن البعض من الناس يريد الافساد بالسياسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية تجاه الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة. والاعتدال أن تقر بأن هذا الاتجاه هو الاعتدال، ولذلك نحن لم نتأثر بهذه الأقاويل أبدا.
الارهاب والفئة التخريبية
سادسة الملاحظات أو الحقائق التي أوردها سمو ولي عهد المملكة في حديثه التلفزيوني للمحطة اليابانية، تأكيده ان المملكة تتصدى للارهاب بكل قوة وحزم.
واشار الى نجاح المملكة بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم بجهود خادم الحرمين الشريفين ورجاله ورجال الامن والقوات المسلحة في ضرب المخططات الارهابية لزعزعة الاستقرار والامن في المملكة. وأوضح ان الارهاب والتطرف ظاهرة عالمية. ومن ذلك قوله: القدرة لله سبحانه وتعالى الذي يمنع كل شيء اذا أراد سبحانه، لكن نحن كخلق من خلق الله بذلنا مجهودا وسنبذل مجهودا لحماية وطننا ومواطنينا وكل من يقيم في المملكة سواء كان سعوديا أو غير سعودي، ليكون في أمان.. أما ما حصل في ابقيق فسيحصل الآن وبعد الآن وفي كل بلد في العالم، بل انه حصل أكثر من ذلك وراحت ضحيته مئات الأرواح، لكن الذي يرى ما حدث في ابقيق وكيف عولج، يرى أن القضية عولجت على أعلى مستوى من العلم والمعرفة والتوفيق من الله لرجال الأمن والمسؤولين في حماية المواقع البترولية بعد حماية الله لها، لأن العملية انتهت خلال ساعتين، وقبض على المعتدين ولم تتأثر ابقيق ولا مواقع البترول فيها بأي شيء ولله الحمد لا بالكثير ولا بالقليل.
وقول سموه: بتوفيق من الله سبحانه وتعالى للبلاد، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وبعده رجاله ورجال الأمن والقوات المسلحة كلها، قبض على 42 شخصا ينتمون الى الفئات التي أرادت أن تقوم بأعمال تخريب في ابقيق بالذات.
ثانيا: الآن لدينا عدد من السجناء الذين ارتكبوا حماقات وارتكبوا أعمالا تخالف دينهم ووطنيتهم، سواء مدفوعين من خارج المملكة أو أن لهم أفكارا غريبة، وهذا ليس شيئا جديدا علينا ففي العالم كله أفكار غريبة، لكن الدولة اتجهت الآن لإنشاء محكمة مدنية تتألف من قضاة ومن رجال علم يحاكمون كلا على جريمته، وعندئذ تعلن الحقائق كلها في أوقاتها.
المرأة جزء من النهضة
سابعة الحقائق التي تعيشها المملكة والتي تنتهجها في اتجاهها نحو المستقبل، كما اكد سمو ولي العهد في حديثه التلفزيوني لمحطة (NHK) اليابانية، هي تلك النهضة الحضارية التي يعيشها المجتمع السعودي في كافة المجالات، مشيرا الى ان التطور العلمي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه المرأة السعودية، هو جزء من نهضة حضارية شاملة في المملكة، وليس منعزلا عن تطور المجتمع ككل، وفي كل ميدان. فقد قال سموه:
ـ الشيء المطلوب منا الآن، عملته الدول الكبرى بعد خمسين أو ستين سنة من استقلالها، بل متى بدأت تؤمن بالديمقراطية التي تعتقدها هي.. إلا بعد مرور خمسين أو ستين سنة حتى بنت الدولة كدولة، والمملكة العربية السعودية عمرها حوالي سبعين سنة منذ أن استقرت واستخرج البترول، وبدأت التنمية فيها، وفتحت الجامعات والكليات والمعاهد المهنية، حتى بنى الانسان نفسه، وقد وضعت الدولة كل الأنظمة التي تخدم الانسان السعودي وتحميه من اعتداءات أي انسان عليه، وتحميه من المزايدات غير الصحيحة والمخالفة للشريعة ومن جميع النواحي، ولذلك الشعب السعودي يعتبر من أفضل الشعوب حتى الآن في الاستقرار والنمو والتطور، وأدعوك أن تزوري المملكة العربية السعودية وتقابلي النساء السعوديات، وتقابلي النساء في المعاهد والجامعات، وتشاهدي الوظائف السعودية للنساء بالذات، ثم تنظري الى التجارة السعودية والى العمران السعودي، والى الأسواق السعودية، والى الاستقرار النفساني في المملكة.
طفلة سعودية في طوكيو تهدي سموه باقة ورود