DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبد العزيزاليوسف

عبد العزيزاليوسف

عبد العزيزاليوسف
عبد العزيزاليوسف
أخبار متعلقة
 
الحياة الزوجية يفترض فيها أنها رابطة حياتية شرعية دينية ، واجتماعية ، ونفسية ولا تعنى استمرارها فقط في الحياة الدنيا بل تعنى أيضا امتدادها في الحياة الآخرة بشكل أكثر روعة وإمتاعا في حالة كونهما زوجين وفيين مخلصين صالحين وبرحمة الله يجعلهما مع بعضهما في الجنة . ولاشك أن مما يحفظها بعد توفيق الله عز وجل هو الفعل ورد الفعل الايجابي من الكلمة الطيبة إلى الغزل الرقيق ، إلى النظرة المحبة الودودة إلى اللمسة الحانية ، إلى الاهتمام الدافئ ، إلى العلاقة المشبعة ، إلى نظرة الشكر والامتنان ، إلى الهدية المعبرة ، إلى النوايا والأمنيات البريئة والجميلة. إلى تبادل الاحترام والتقدير وحمل الجميل والاعتراف بالفضل بعد الله فيما بين الطرفين. و للأسف يحدث في بعض الأحيان خلل أو فشل في منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة في أحد الزوجين أو كليهما أو مشكلة في توافقهما أو مشكلة في طبيعة العلاقة بينهما أو بسبب تأثرهما من الظروف المحيطة بهما. وتتعدد أسباب ذلك الفشل بين الأسباب الشخصية التي تكون في القصور في فهم احتياجات الطرف الآخر بشكل خاص واضطراب شخصية أحد الزوجين أو عدم التوافق الفكري والذهني ، العناد وما أدراك ما العناد فهو سبب لكل مشكلة ، عدم التحمل وسرعة التوتر والشحن ومن وجهة نظري المتواضعة أن الأسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص في هذه الأيام نظرا لما قد يرتديه بعض الناس من أقنعة تُخفي حقيقتهم ، ونظرا لعدم أو ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج ، وصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الأقارب أوالجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد لديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم . كما ان حقيقة المعرفة لا تعني فهم العشرة وماذا سيكون عليه الزوج أو الزوجة مستقبلا فقد يسمع الرجل الكثير عن المرأة عن طيبها وإدراكها ولكن مع بدء الحياة الزوجية والعشرة قد يحدث اختلاف كثير ولا أحد يضمن عدم هذا الاختلاف وليس لاحد الزوجين ذنب عند تبدل شخصيتهما بمؤثرات مفروضة وسلبية حولهما ولكن لعل حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وجهنا للتعامل مع مثل ذلك بانه إذا وجد الزوج ما يقبله من زوجته في بعض الأمور ويسعد به فليتغاض عما قد يزعجه وكذلك الزوجة . وهناك أسباب عاطفية تتلخص في الغيرة الشديدة وغياب الحب والشك ومرات الرغبة في التملك والسيطرة . وهناك أسباب عائلية بما يكون في التدخلات السلبية والمفرطة بحاجة أو دون كذلك التأثر بمشكلات العائلة نفسها ككثرة الطلاق فيها وانعكاس ذلك على الحياة الزوجية ، أضف إلى ذلك تقديم بعض الاهتمامات العائلية المتعلقة بعائلة الزوج أو الزوجة على الاهتمامات الخاصة بالعلاقة الزوجية نفسها فانشغال احد الطرفين بمشكلات عائلته بشكل مفرط وعميق دون توازن ولا تدقيق يؤثر سلبا وهناك الأسباب الاجتماعية كضغوط العمل وتداول العلاقات الاجتماعية بشكل سلبي وتتبع المجاملات المفرطة على حساب حياة الزوجين وهناك الأسباب الاقتصادية كالضغوط المادية أو البحث عن الرزق أو تحمل التكاليف المعيشية المختلفة ومتطلبات الحياة المختلفة وتأثير المجاملات المادية وغير ذلك ولعلي أصل إلى أهم الأسباب التي أجدها سببا قويا في تأثرالعلاقة الزوجية فمن وجهة نظري المتواضعة أن عدم فهم وإدراك قداسة العلاقة الزوجية وغياب مفهوم المودة والرحمة من الحياة الزوجية بالإضافة إلى عدم وضوح دورالمرأة والرجل وفهم واجباتهما وحقوقهما الحقيقية والواقعية كذلك سوء استغلال مفهوم القوامة من قبل الرجل فبعض الرجال قد يرى هذا المفهوم يمنحه تحكما وتهكما وانتقاصا من حرية المرأة المفروضة بالعقل والدين ويتناسى أن مفهوم القوامة هو القيادة الحكيمة والرعاية المسئولة ، وكذلك من الأسباب ضيق الصدر وعدم قدرة الزوجة او الزوج على احتواء الآخر والصبرعليه والرضا ، وعدم الإقدام والمسارعة للتسامح بنية كسب الأجر من الله عز وجل ، ولعل من أهمها أيضا النشوز وهو استعلاء احد الزوجين على الآخر وتمرده بدون مراعاة لله عز وجل أو خوفا منه أو إحساس للمسئولية ولا إدراك للحقوق. ولاشك في ان علاج مثل ذلك لا يكفيه مقال بل أطروحات كثيرة وغنية بالتفكير والحلول ولكن تبقى معرفة أساسيات مهمة لاحتواء تفاقم بعض المشكلات بين الزوجين كاللجوء إلى الله عز وجل وطلب التوفيق والسداد والرشد منه والاستعاذة من الشيطان ثم ضبط النفس وعدم التقليل من الإحساس السلبي بالآخر ، والابتعاد بسرعة عن المشاحنات والخلافات المستمرة ،عدم تهميش وجود الآخر وكأنه غير موجود. ثم التفكير الايجابي في محاولة الإنقاذ المبكر وضبط المشكلة وتحجيمها والاستشعار بآثار المشكلة والجلوس لبعضهما لتهيئة مناخ العلاج المناسب ونبذ رفع الصوت وطرح الكلمات والألفاظ غير المقبولة والإحساس بالاحترام عند مثل هذا الجلوس ، كذلك هناك جانب مهم هو تغييرالجو والبيئة وحتى المكان والزمان والبحث عن مداخل ايجابية ومقبولة ومحببة لدى الطرفين للحوار، كذلك الابتعاد عن قتل العاطفة بكثرة اللوم أو الشكوى أوالإسقاط أوالإقصاء وغيرها كما ان مواجهة مثل تلك العلاقة تحتاج إلى المبادرة بالخيرواحتساب الأجر ، وتحتاج إلى التضحية دونما حساب إلا من عند الله ، وتحتاج إلى الصبر والتصبر والتعقل والهدوء وهكذا تهدأ العاصفة في القفص الذهبي بإذن الله .. [email protected]