يخلط كثير من عامة الناس والجمهور الكريم والمسافرين عبر المطارات في المملكة العربية السعودية بين مهام الهيئة العامة للطيران المدني والخطوط الجوية العربية السعودية التي تصنف من ضمن شركات الطيران وتخضع لسلطات الطيران المدني كغيرها من شركات الطيران العاملة بالمطارات الدولية بالمملكة العربية السعودية ففي كثير من الاحيان عندما يوجه السؤال لاي موظف في مطار ما, أين تعمل؟ فتكون الاجابة اعمل في مطار.. وقبل ان تكتمل الاجابة يتدخل من القى السؤال اكيد تعمل بالخطوط السعودية! ويبدأ بالقاء الاسئلة التالية:
لماذا لا تقدمون خدمة جيدة للراكب تليق باسم المطار؟ لماذا تتعاملون مع المسافر وكأنه يسافر بالمجان ولا يدفع قيمة التذاكر؟ لماذا لا تسيرون رحلات اضافية الى بعض مدن المملكة التي تكتظ بالسكان حيث لا يكفي تسيير رحلة واحدة يوميا اليها؟ لماذا التأخير بالرحلات والذي يصل في بعض الاحيان الى الغاء الرحلة؟ لماذا لا تقدمون وجبات غذائية تتناسب مع قيمة التذكرة؟ لماذا لا يبتسم الموظف عندما يتعامل مع الراكب؟ وتتوالى الاسئلة؟؟؟ ويختم اسئلته بالقاء باللائمة والتقصير على ادارة ذلك المطار.
ان السال بلاشك يبحث عن الخدمة المميزة ويرى ذلك بمطارات العالم المختلفة والا لما اشتط والقى بهذه الاسئلة التي تحتاج الى اجابة من موظف ومسؤول في مطاراتنا بغض النظر عن الادارة او الجهة التي يعمل بها. وقد يخفى على الغالبية الدور الذي تقوم به الهيئة العامة للطيران المدني في مطاراتها الدولية والاقليمية والمحلية والتي يبلغ عددها 26 مطارا ظنا منهم ان من يشرف على المطارات بالمملكة هي الخطوط الجوية السعودية.
ورغبة مني في ايضاح نشأة الطيران للقراء الكرام فان اول نظام للطيران المدني في المملكة صدر عام 1372هـ الموافق 1953م وكانت ادارة الطيران المدني عند انفصالها عن سلاح الطيران الملكي السعودي تضم الخطوط الجوية العربية السعودية والارصاد الجوية الى ان تم فصل الخطوط السعودية عن الطيران المدني في عام 1379هـ الموافق 1960م والتي تحولت في عام 1383هـ الموافق 1963م الى مؤسسة عامة مستقلة وفي عام 1386هـ الموافق 1966م تم فصل الارصاد الجوية عن مصلحة الطيران المدني واصبحت ميزانيتها مستقلة. وفي عام 1397هـ الموافق 1977م تم تعديل مسمى مصلحة الطيران المدني الى رئاسة الطيران المدني حتى صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر رقم 13 وتاريخ 17/1/1425هـ المتعلق بتحويل رئاسة الطيران المدني الى هيئة عامة ذات شخصية اعتبارية واستقلال مالي واداري.
ولكي يعرف الجمهور الكريم الفرق علينا ان نستعرض غرض ورسالة ومهام الهيئة العامة للطيران المدني:
اولا: ان غرض الهيئة الاساس هو تنظيم قطاع الطيران المدني وصناعة النقل الجوي وتنميتهما وتطويرهما في اقليم المملكة, وتفعيل اسهاماتهما الوطنية وتهيئتهما كعنصر جذب استثماري للقطاع الخاص الوطني والاجنبي باعتبارهما رافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني.
كما ان رسالة الهيئة العامة للطيران المدني هي بناء وادارة وتشغيل وتوفير وتطوير التجهيزات الاساسية للمطارات والملاحة الجوية وفق احدث النظم ووضع الاجراءات الكفيلة بسلامة وامن النقل الجوي وتطويرها ومراقبة مقاييس التشغيل والصيانة والعمل على تنمية الايرادات وتشجيع فرص الاستثمار بالمطارات.
ان الهيئة العامة للطيران المدني تضطلع بتنفيذ العديد من المهام والمسؤوليات في مجال الطيران والنقل الجوي والمطارات. ويمكن القاء الضوء على اهمها فيما يلي:
1- انشاء وادارة وتشغيل وصيانة المطارات المدنية في المملكة والاشراف على العاملين فيها.
2- انشاء وادارة وتشغيل وصيانة نظام الملاحة الجوية ودعمه بالاجهزة الملاحية المساعدة.
3- تنفيذ انظمة الطيران المدني والتعليمات المنظمة للنقل الجوي باقليم المملكة بعد اقرارها من صاحب الصلاحية.
4- عقد اتفاقيات النقل الجوي بين المملكة والدول الاخرى ومتابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات ووضع الاجراءات الكفيلة بسلامة وامن النقل الجوي.
5- تنظيم الحركة الجوية في اقليم المملكة ومنح تصاريح العبور والهبوط للطائرات في اقليم المملكة.
6- اصدار اجازات وتراخيص الطيارين المدنيين واطقم الطائرات ومحطات صيانة وتصنيع الطائرات المدنية بالمملكة او خارجها اذا كانت الطائرات مسجلة بالمملكة.
7- وضع التعليمات والاجراءات المتعلقة بأمن المطارات والتسهيلات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ومتابعة تنفيذها بعد اقرارها من صاحب الصلاحية.
8- توفير وتطوير البنية التحتية والتجهيزات الاساسية للمطارات والملاحة الجوية وفق احدث النظم والمقاييس العالمية.
9- وضع الاجراءات اللازمة لرقابة مقاييس التشغيل والصيانة.
10- تقديم الخدمات اللازمة لرواد المطار.
11- الحفاظ على الاستثمارات وتنمية ايرادات مطارات المملكة ومرافقها وتشجيع فرص الاستثمار فيها.
ثانيا: الخطوط الجوية العربية السعودية هي مؤسسة تخضع لانظمة ولوائح الهيئة العامة للطيران المدني وتتميز عن شركات الطيران الاخرى العاملة بالمملكة بانها (الناقل الوطني) الذي يسير رحلاته من والى مطارات المملكة الدولية والاقليمية والمحلية وهي تقدم خدمة للمسافر كمثيلاتها من شركات الطيران وتقوم (السعودية) الخطوط الجوية العربية السعودية بنقل الركاب والامتعة والبضائع حسب القوانين والاحكام الدولية وحدود المسؤولية الواردة في اتفاقية وارسو والمعدلة بموجب بروتوكلات لاهاي.
واعتقد ان القائمين على خطوطنا الجوية (السعودية) حريصون على المضي قدما في خدمة المسافر والشاهد على ذلك شعارهم (نعتز بخدمتكم).
ان المطارات في المملكة وبالاخص الدولية منها يعمل فيها بالاضافة الى ادارات المطار المختلفة والتي تمثل الهيئة العامة للطيران المدني - شركات الطيران الاجنبية وشركات متعاقدة مع المطار وادارات حكومية مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر (القوات الجوية الملكية ويطلق عليها وحدة امن المطار, المباحث العامة, الشرطة, ادارة المخدرات, الامن العسكري, الجمارك, الجوازات, الاستخبارات العامة, فرع لوزارة الثقافة والاعلام, المحجر الحيواني التابع لوزارة الزراعة, المركز الصحي التابع لوزارة الصحة, الارصاد وحماية البيئة).
ومع عدم الاخلال بمباشرة الجهات الحكومية العاملة في المطارات لاختصاصاتها تشرف الهيئة العامة للطيران المدني وتمثلها ادارة المطارات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على العاملين في المطارات التابعة لها وذلك في الامور التي تكفل عدم الاخلال بالانظمة والتعليمات الخاصة بتلك المطارات وسير العمل فيها.
ان المسافر او القادم عبر المطارات يمر باجراءات مختلفة قبل سفره او قدومه تشرف عليها جهات تنفيذية عديدة تبدأ بشركة الطيران المستخدمة ومرورا بالاجراءات الامنية المتبعة وينتهي عند شركة الطيران الناقلة.
ان التصرف المثالي والحضاري مع المسافر او القادم من قبل الجهات التنفيذية في المطار والتي تتعامل مباشرة مع المسافر يعكس صورة ايجابية عن المطار وادارته والعاملين به ويعزز من الجهد الذي تقوم به الهيئة العامة للطيران المدني في تقديم الخدمات للمسافرين عبر مطاراتها, اما اذا حدث تصرف غير محمود من احد الموظفين بالجهات التنفيذية مع المسافر فان هذا التصرف يعود بالسلب على الادارات العاملة بالمطار مجتمعة ويعرقل جهود الهيئة المستمرة للوصول الى رضا المسافرين وكسب ثقتهم لذلك نرغب في مسؤولي تلك الجهات العمل المتواصل على تدريب افرادها وتنمية مهارات التعامل مع الجمهور لديهم. فالمطارات هي اول مكان تطؤه قدم الزائر وهي الواجهة الحضارية لاي بلد في العالم.
لذا نتطلع كمواطنين ومراقبين من العاملين في المطارات ان يعملوا بروح الفريق الواحد وان يكون هدفهم وديدنهم تقديم خدمة ممتازة للمسافرين والمغادرين كما ان على المسافرين واجبا وطنيا هو المحافظة على ممتلكات المطارات وعدم العبث بها او تشويهها ومساعدة القائمين عليها باقتراحاتهم وآرائهم الايجابية في تطوير الخدمات.
كما انه لا يخفى الدعم غير المحدود من سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس ادارة الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو سيدي الأمير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني نائب رئيس مجلس ادارة الهيئة والذي بفضل الله ثم بدعمهما وتشجيعهما حققت المملكة خلال السنوات الاخيرة نموا قياسيا وقفزات نوعية في مجال صناعة الطيران المدني اعلن عنها معالي رئيس الهيئة العامة للطيران في مناسبات مختلفة شملت تطورات هائلة في نقل المسافرين والشحن الجوي وبناء المطارات وتجهيزاتها والملاحة والمراقبة الجوية.
محمد يحيى سعيد الشهراني - الدمام
