ما الدور الذي يجب على العمدة القيام به؟ فهل دوره يقتصر فقط على ختم الأوراق التي قد تطلبها الجهات الحكومية من المواطن ويقوم هو بتصديقها ام له ادوارا اخرى لا تقف بين الختم والورقة بل هناك مساحة كبيرة يستطيع ان يلعب فيها ادوارا كثيرة فهو المدافع تارة والحارس تارة اخرى بل وقد يكون المهاجم اذا اقتضى ذلك.
(اليوم) اخذت اراء بعض المواطنين حول دور العمدة في المجتمع وما المهام التي ينبغي عليه القيام بها وما الامكانيات التي يجب ان تتوافر ليتسنى له خدمة الحي؟
دور مغيب
يرى محمد الغامدي انه من الضروري وجود عمدة في الحي وان يكون نشيطا ومخالطا للمجتمع ولا يقتصر عمله فقط على التعريفات وختم الأوراق بل يجب عليه السعي في حل مشاكل الحي وان يكون على معرفة تامة بأبناء الحي لذا يجب ان يكون العمدة من نفس ابناء المنطقة التي يتولى مسئوليتها وان يكون من مواليدها, ويقول الغامدي: إن العمدة في الماضي كان يعرف جميع ابناء الحي بالاضافة الى انه يعرف ويميز صاحب الأخلاق الحسنة وصاحب المشاكل بحكم تعامله مع كافة الشرائح اما الآن فدور العمدة مغيب ومقتصر فقط على الختم والتعريف.
ويتفق معه في الرأي ابراهيم الدخيل ويضيف أن العمدة كان في السابق له دور كبير فهو يفتح مجلسه بعد العصر ويستقبل الناس ويسعى في حل مشاكلهم بل ومن خلال تجوله في الحي يعرف الغريب الذي قد يأتي للحي فإن كان هذا الغريب يريد مساعدة سعى له في قضائها وان كان غرضه شيئا آخر قام بالوقوف ضده وطرده من الحي.
ويقول الدخيل: إن العمد الحاليين وليسوا كلهم لا يقومون بهذه الادوار التي يقوم بها العمدة في السابق فمثلا عمدة الحي السابق اعرفه وذلك لمخالطته الناس ومشاركته في افراحهم واحزانهم اما العمدة الجديد فلا اعرف حتى اسمه ويعتقد الدخيل أن العمدة اذا كان دوره فقط الختم والتعريف فلا داعي من وجوده.
دور ملموس
ويقول توفيق الحسين: من المفترض ان العمدة يعرفه الجميع ولا يعرف الا اذا قام بدور ملموس وان يحتك بالمجتمع ويقوم بزيارة المرضى وان يعرف الحالات الانسانية التي بحاجة الى مساعدة ويسعى لمساعدتها وكذلك يقوم بالصلح بين المتخاصمين.
ولتفعيل دور العمدة يقترح توفيق الحسين أن توضع ميزانية خاصة له اضافة الى تزويده بجهاز كمبيوتر وعمل مقر خاص له في مكان بارز وواضح في الحي اضافة الى لجنة تساعده على جمع المعلومات عن ابناء الحي وتساعده في حل مشاكلهم وهمومهم.
مسئولية كبيرة
والتقينا بالعمدة نياف مطر العضيلة في منزله وتحدث لنا عن دور العمدة وواجباته وعن الاشياء التي من المفترض ان تكون لديه للقيام بدوره.
بداية قال: إن له عشر سنوات وهو في هذا المنصب وهو مسؤول عن تسعة احياء وهذا يعتبر عبئا ومسئولية كبيرة فدوامه الرسمي يبدأ من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الثانية ظهرا في الشرطة حيث يستقبل كل من يريد تعريفا او ختما او غير ذلك من القضايا التي يحتاجها المواطن ويضيف: إن عمله لا يقتصر فقط على الدوام الرسمي بل مجلسه مفتوح من بعد المغرب الى الساعة التاسعة على الرغم من انه غير مطالب بذلك ولكن هذا تطوع منه بل كما يقول هذا هو دور العمدة وواجبه فلا يقتصر على الدوام بل من دوره ومهامه القيام على خدمة المجتمع والسعي لحل مشاكلهم والوقوف على وضعهم الاجتماعي خاصة الأسر الفقيرة والمحتاجة او التي لا تملك من يعيلها وان يتدخل في حل قضاياهم ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن الحي وسكانه.
صفات محدودة
وعن صفات العمدة التي يجب أن يتحلى بها فيقول: يجب أن يتحلى بالأخلاق الحميدة والحسنة وان يؤدي دوره الفعال ويكون على قدر من المسئولية ومختلطا بالمجتمع ويشاركهم في الافراح والاحزان ويعطي كل ذي حق حقه ويمتاز بسعة الصدر والصبر وذي حنكة في حل القضايا.
لائحة تنفيذية
ولتفعيل دور العمدة في خدمة المواطن والدولة يتمنى العضيلة ان تطبق اللائحة التنفيذية التي صدرت سنة 1406هـ, والتي تنص على ان يكون للعمدة مكتب بوسط الحي ويزود بجميع الوسائل التي تساعده على اداء دوره كالهاتف والفاكس اضافة الى موظف عسكري وجهاز كمبيوتر لتسجيل اسماء سكان الحي مع كامل المعلومات الضرورية مثل عنوان السكن والتليفون وعدد افراد الأسرة.
وكذلك على العمدة ان يقوم بتأسيس مجلس برئاسته يعقد اجتماعا دوريا بين العمدة واهالي الحي للتشاور والتحاور في كل ما يهم امر السكان وما يتعرضون له من مشاكل وان يكون العمدة همزة وصل بين ساكني الحي وجميع مرافق الدولة بمختلف فئاتها وعن طريقه يبثون ويوصلون همومهم.
