DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العباس

معرض الكتاب خطوة رائدة والمثقفون فشلوا في استغلاله

محمد العباس
أخبار متعلقة
 
أجمع عدد من الكتاب والمشاركين في معرض الرياض الدولي للكتاب على نجاح ما سموه بالتظاهرة الثقافية، وحرص البعض على ذكر أنها المرة الأولى التي تسير فعالية بهذا الشكل. وعلى الرغم من بعض المحاولات التي رغبت في إفشال تلك التظاهرة التي فرح بها المثقفون إلا أن الأمور سارت بطريقة سلسة نوعاً ما. من ذلك محاولات البعض لإفشال الندوات المصاحبة، فقد كانت بعض المداخلات والمشاحنات في ندوة مثل ندوة (الرقابة الإعلامية) وغيرها، لكن حكمة اللجنة المنظمة ومديري الندوات أفشلت تلك المحاولات. وأرجع عدد من المثقفين ذلك إلى أن هناك رغبة أكيدة من قبل القيادة السعودية على أعلى المستويات ممثلة بخادم الحرمين الشريفين في إنجاح مسيرة الإصلاح التي اتخذت خطواتها منذ عدة سنوات. وبداية تحدث الناقد محمد العباس قائلاً: رغم كل السلبيات يعتبر المعرض ناجحا إلى حد ما، فقد أراده القائمون عليه حدثا ثقافيا بامتياز، ولكن يبدو أن المثقف هو أكثر العناصر التي أفشلت هذا التوجه، فقد انشغل أغلب المثقفين بتلميع ذواتهم من خلال الإدعاء بمنع ونفاد إصداراتهم، وتوزيع التصريحات الصحفية المغلوطة، بل ان بعضهم كان يطارد الصحفيين بشكل مخجل، ويبدو أن البعض قد وجدها فرصة لتأكيد نجوميته، واستثمار كل مقدرات المناسبة لمصالح آنية ضيقة، مع انصراف شبه تام عن التحاور الحقيقي وتبادل الرأي بين المثقفين. بعد هذه المقدمة يستدرك العباس قائلاً: هذا لا يعني بالتأكيد أن الحدث كمعرض وفعاليات كان على نفس الدرجة من تطلعات المثقف، ولكنه قياسا للحظة، ولما اعتاد المشهد عليه يعتبر ثريا، ومختلفا، وواعدا، فالكتب متوفرة بشكل أفضل من أي وقت مضى، والرقابة تكاد تنعدم، إلا من بعض الكتب القليلة جدا والتي تم التحفظ عليها لأسباب لا علاقة لها بالثقافة أصلا، إذ لا يوجد معرض كتاب لا تتم فيه مصادرة كتاب حتى في الدول التي تعتبر منارات لحرية الاعتقاد والتعبير. وأضاف قائلاً: جاءت الفعاليات كمختبر لمنسوب الوعي بين أفراد المجتمع، وللتأكيد على افتراضات أو أوهام سرعان ما انكشفت لحظة المجابهة، وقال: المهم أن المعرض قدم فرصة للمثقف لكي يعبر فيها عن وجوده بصدق، ولكن للأسف لم يستثمر المثقف هذه الفرصة كما ينبغي، وأظن أن الأمر بحاجة إلى شيء من المتابعة، فحدث المعرض يمتد إلى ما بعد انقضائه، ويفترض أن تتم مجادلته لاختبار ما أعلنته وزارة التعليم العالي من عناوين كبرى، لم يتحقق الكثير منها لأسباب فنية ربما، ولقلة الخبرة، وليس بسبب انخفاض سقف الحرية. الدكتور أحمد الطامي أستاذ الأدب العربي بجامعة القصيم قال: أعتقد أن معرض الرياض الدولي بالرياض من أفضل معارض الكتب التي نظمت في بلادنا إن لم يكن أفضلها على الإطلاق. وقال: لقد شاهدنا معرضا دوليا بالفعل هناك تنوع كبير في دور النشر المشاركة، وثراء خصب في العناوين المعروضة، إضافة إلى المساحة المكانية الجيدة للمعرض. وعن اللجنة المنظمة قال الطامي: أعتقد أن وزارة التعليم العالي نظمت معرضا ناجحا وكانت موفقة في تنظيمه. وقد لاحظت في هذا المعرض تنوعا فعليا في موضوعات الكتب إلى جانب أن كثيرا من دور النشر المشاركة حرصت على عرض الجديد من الكتب. أما فيما يتعلق بالرقابة، فقال الطامي: يجب أن نكون واقعيين وموضوعيين في هذه المسألة. نحن بلد محافظ ومجتمع محافظ. ولكن هناك مستويات من الرقابة. هناك رقابة واعية متفتحة تؤمن بأن الكتاب للإنسان كالماء والهواء لا يمنع منه إلا الهواء الفاسد، أي أنها تفترض أن جميع الكتب صالحة وما يثبت فسادها يتم منعه أي أن الكتاب برئ حتى تثبت إدانته، وهناك رقابة تعكس المسألة فتفترض ان الكتاب مدان حتى تثبت براءته. وتابع قائلاً: ما شاهدته من تنوع في الكتب في المعرض أعطاني انطباعا أن مساحة الحرية التي أتيحت للكتب كانت كبيرة ومقنعة إلى حد كبير. وأكد الطامي عدم وجود ما يسمى بالحرية المطلقة، وقال: ما حصل في الصحف الدانماركية وغيرها من إساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وردة فعل المسلمين وعقلاء الغرب يثبت ذلك. فلا بد من وجود رقابة ذاتية على الأقل ورقابة رسمية مستنيرة تؤمن بأهمية الكتاب ومتغيرات العصر. الكاتبة والصحفية إيمان القويفلي قالت يجد الإنسان نفسه سعيدا في منشط قوي يتم برعاية الدولة، وفي نفس الوقت عاجز عن توظيف حس النقد أو الساخر تجاه ما يرى، ويشعر بتقدير تجاه الجهد المبذول. وقالت: في هذا المعرض لم نشاهد الأشخاص المعنيين فقط أو الكتاب المحترفين وأصدقاءنا من الكاتبات والمبدعات. لقد شاهدنا ربما للمرة الأولى القطاع الجماهيري الواسع، وهو يتدافع لاقتناء الكتاب. وتحدثنا مع أناس يقتنون الكتاب لأول مرة، واصفة ما شاهدته بأنه نقطة نجاح ثورية في المعرض. وبالنسبة للاستضافة التي بادرت إليها إدارة المعرض قالت القويفلي، هي خطوة رائعة فتواجد أشخاص من مختلف الاتجاهات ومختلف مناطق المملكة ساعدنا على اللقاء بأشخاص لم نلتق معهم لمدة طويلة، أو لم نلتق بهم أصلاً. وتابعت قائلة: هناك قفزة كبيرة في نوعية الكتب، على الرغم من أنني لم أتجول كثيراً نظراً لقصر المدة التي استضفت فيها، لكننا وجدنا كتباً لم نتوقع أن تتواجد بين رفوف المعرض، وضربت بذلك مثلاً رواية الإرهابي 20 لعبدالله ثابت، معتبرة ذلك احتفاء بالكتاب السعودي. وطالبت القويفلي في ختام مداخلتها بفسح المجال أكبر للعوائل لأن ذلك من شأنه أن يعطي النساء فرصة أكبر للتسوق الثقافي والاستفادة من هذه الفعاليات الهامة. وبررت ذلك بأن عدد النساء في مجتمعنا أكبر بكثير من عدد الرجال. وتوافق القاصة والصحفية روضة الجيزاني على هذا الطرح وتضيف أن الأكثر سعادة أن تكون الزيارات عائلية بشكل يومي، فما الذي يعنيه أن نفصل المرأة عن زوجها وأولادها، ونجعل أياماً للعوائل وأياماً أخرى للرجال فقط، متسائلة ماذا تفعل المرأة المطلقة، والمرأة الموظفة أو تلك التي لا يستطيع زوجها الحضور، خاصة وأن المرأة لا تستطيع وحدها أن تدخل في أيام العوائل، وهو ما وصفته الجيزاني بالأمر المحزن والظالم للمرأة، مؤكدة أنها وعلى الرغم من كونها صحفية حضرت للتغطية منعت من الدخول بداية الأمر. وقالت الجيزاني: تفاجأت في بداية زيارتي من حجم الكتب المفسوحة، وقد تحدثت مع بعض البائعين وكانوا بدورهم مندهشين من أن هناك مساحة واسعة من الحرية لطرح النتاجات، وبدوري سألتهم عن أسماء بأنها غير متواجدة وكانت إجابتهم أنهم لم يتوقعوا أن تفسح هذه الكتب، وقالوا ان اللجنة المنظمة لم تصادر شيئاً. لكنها استدركت قائلة حصل أن بعض الجهات أو الأشخاص صادروا بعض الكتب، وهو أمر شخصي، لكنه ربما حسب على جهة معينة، وذلك بحجة مخالفة التقاليد، وهو ما رفضته الجيزاني مبدئياً وقالت: المعرض دولي ويعتبر واجهة للدولة، فمن المفروض ألا يحدث مثل هذه التصرفات، خاصة وأن هناك الكثير من الأجانب من جنسيات مختلفة يزورون المعرض لأول مرة معتقدين أن هذا المعرض دولي، ولذلك علينا أن نحافظ على هذه الصبغة، فهي مكسب كبير. واختتمت الجيزاني بإظهار سعادتها عندما قالت: إن إشراك عدد من المفكرين والكتاب العرب من خارج المملكة أمر مفرح، وهو دليل واضح على وجود مساحة من الحرية علينا الاستفادة منها، خاصة في بعض الفعاليات الثقافية كالندوات وغيرها. الكاتبة والقاصة شريفة الشملان كانت من الضيوف المدعوين لكنها أسفت لأنها لم تتمكن من استلام الدعوة لظروف فنية، ومع ذلك فقد سافرت للرياض لكيلا يفوتها مثل هذا الحدث، لكن ظروفاً استثنائية لم تمكنها كونها لم تحمل الدعوة معها من الدخول لمكان الفعاليات والمعرض بسبب الازدحام الشديد. وأرجعت سبب هذا الأسف لأنها لم تحضر بعض الفعاليات خاصة ندوة الإعلام والرقابة وندوة التعليم.