مما لاشك فيه ان الرياضة تلعب دورا هاما وبارزا في التحكم بالسكري باعتبارها ركنا اساسيا من اركان العلاج الاخرى مثل الحمية والدواء فهي تساهم بدرجة كبيرة في تنظيم نسبة السكر بالدمام وتنشيط الدورة الدموية والمحافظة على الوزن المثالي للمريض وكذلك يجعل الجسم اكثر لياقة. وتعرف (اللياقة البدنية بالمقدرة على العمل بنشاط وحيوية دون الشعور بالارهاق وتعتبر مقياسا لقوة الجسم ومرونته وقدرته على التحمل).
ويمكن لاي شخص ممارسة التمارين وهي ليست مقيدة بعمر اوجنس او نوع السكري ولكن الفكرة تكمن في نوعية ومدة الرياضة التي يمارسها الشخص والهدف المنشود وهو التحكم بالسكر.
وينتج تأثير الرياضة بشكل رئيسي على السكر من خلال استهلاك قدر اكبر من السعرات الحرارية والاداء الافضل للانسولين الموجود بالجسم. فعند ممارسة الرياضة يتحسن تأثير الانسولين على النسيج العضلي وبالتالي استهلاك كمية الجلوكوز المتراكمة بالجسم وتقل الحاجة للانسولين كلما زادت الرياضة, وبالنتيجة المحافظة على مستوى سكر الدم ضمن المعدل الطبيعي.
ومن المهم ان الرياضة عامل مساعد مكمل وليست علاجا نهائيا للمرض لذا على المريض اتباع الحمية والعلاج الدوائي بجانب الرياضة. للبدء في اي برنامج رياضي للمصابين بداء السكري شروط وقواعد لابد من اتباعها لضمان عدم تعرض المريض لبعض المضاعفات الحادة مثل هبوط السكر الشديد وتتمثل الشروط في الآتي:
الشرط الاول: لابد من اجراء فحص طبي شامل خصوصا للمرضى المصابين بمضاعفات السكري يجب عليهم استشارة الطبيب حول الرياضة المناسبة لهم, ويمكن كذلك تحويلهم الى قسم العلاج الطبيعي في المستشفى المعالج لاعطائهم فكرة ونماذج رياضية مناسبة لحالتهم الصحية.
الشرط الثاني: اختيار نوع الرياضة المناسبة للمريض بحسب عمره ولياقته البدنية وجنسه ونوع السكري الذي يعاني منه وعدم ممارسة الرياضة الا بعد ضبط الحمية الغذائية ومعرفة السعرات الحرارية المحتاج لها الجسم والاستهلاك اليومي منها لكي يكون لدى الشخص موازنة بين السعرات الحرارية.
الشرط الثالث: لمستخدمي الانسولين وحبوب خافضات السكر لا ينصح بممارسة التمارين في فترات الذروة والفعالية لعمل الدواء مما يتسبب في انخفاض شديد في مستوى السكر بالدم. وقد يسمح للمريض بالتحكم بجرعة الانسولين اعتمادا على مستويات السكر واستجابة المريض للبرنامج الرياضي وبعد استشارة الطبيب.
الشرط الرابع: ممارسة التمارين بصحبة شخص له معرفة بطبيعة المرض وطريقة اسعاف هبوط السكر وحمل بطاقة مكتوب عليها اسم الشخص والدواء والمستشفى المعالج للمريض ورقم ملفه.
الشرط الخامس: ينصح بممارسة التمارين يوميا ان امكن وفي حالة عدم القدرة على ذلك ان تكون الرياضة يوما بعد يوم فيبدأ بالتسخين وينتهي بالتبريد في 10 دقائق تدريجيا الى ان يصل لنصف ساعة.
الشرط السادس: لابد من عمل التحاليل المنزلية عن طريق استخدام جهاز تحليل السكر وفحص الكيتونات بالبول لمرضى النوع الاول قبل اداء التمارين وبعدها فاذا كان سكر الدم 100 ملجم دسل او اقل يفضل تناول وجبة خفيفة من النشويات وشرب عصير عند هبوط السكر.
*مدير مشارك التثقيف الصحي ـ مستشفى الملك فهد الجامعي
