استقبل مفتي موسكو وعموم روسيا الشيخ راويل عين الدين، أمس السبت، قيادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تزور روسيا منذ الجمعة وعرض عليهم خدماته الدبلوماسية الشعبية للمساهمة في التوصل الى تسوية في الشرق الاوسط.
وسيستقبل بطريرك موسكو وعموم روسيا للارثوذكس الكسيس الثاني الاحد وفد حماس للبحث في وضع المسيحيين في الاراضي المقدسة. ويتوقع ان يغادر وفد حماس موسكو اليوم الاحد بلقاء محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وجه دعوة الزيارة.
وعبر أعضاء في الوفد عن ارتياحهم للزيارة وقد التقوا مع وزير الخارجية سيرغي لافروف. ولا تشير الانباء الى تقدم ملموس في المحادثات. ففي حين يريد بوتين من الحركة الفائزة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية أن تعلن اعترافها بدولة اسرائيل، أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة أنه لا سلام ممكن أن يقام مع اسرائيل إلا بعد انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967م.
وقال لمراسل فرانس برس، محمد نزال أحد أعضاء الوفد الزائر: نعتبر هذه الزيارة بانها اختراق مهم. الادارة الامريكية تسعى الى عزل حماس والى محاصرتنا سياسيا. وهذه الزيارة الى روسيا هي الاولى لنا ونأمل في اقامة علاقات جيدة مستقبلا بين حماس وروسيا.
ورأت واشنطن ان هذه الزيارة خطوة جيدة وان لقاء وفد حماس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جاء مفيدا. كما رحبت واشنطن بتذكير موسكو لحماس بوضوح بمطالب اللجنة الرباعية.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الامريكية آدم ايريلي انها (الزيارة) مفيدة لانه من المهم ان تسمع حماس من اطراف مختلفة توقعات الاسرة الدولية وهي نبذ الارهاب والاعتراف بدولة اسرائيل واحترام الالتزامات والتعهدات التي قطعتها السلطة الفلسطينية.
ويبدو من خلال تصريحات الوفد الفلسطيني لدى وصوله الى موسكو وبعد اللقاء مع لافروف ان حماس لا تزال بعيدة جدا عن ذلك.
وصرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية خالد مشعل خلال مؤتمر صحافي مساء الجمعة في موسكو انه لا سلام قبل انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، لقد جلس ياسر عرفات مع المسؤولين الاسرائيليين الى طاولة المفاوضات لاكثر من 10 سنوات. والنتيجة هي ان اسرائيل قتلت عرفات.
ومضى يقول في حال اعربت اسرائيل رسميا عن استعدادها .. للانسحاب من الاراضي المحتلة في 1967 والسماح بعودة اللاجئين وهدم الجدار الفاصل والافراج عن جميع المعتقلين، عندها سنقوم من جانبنا بخطوات مهة لضمان السلام. وفي الجانب الروسي، تم التأكيد على اهمية هذه الزيارة خلال اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي جاك شيراك. وتندرج هذه الزيارة في اطار اوسع لاستعادة الدبلوماسية الروسية لدور ناشط في الشرق الاوسط. من جهته، أعلن رئيس وزراء روسيا السابق والخبير في العالم العربي يفغيني بريماكوف أن فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية يشكل اخفاقا كاملا للدبلوماسية الامريكية في محاولتها تصدير الديموقراطية الى الشرق الاوسط. وكما نقلت عنه وكالة انترفاكس، قال بريماكوف الذي ادار ايضا الدبلوماسية الروسية والاستخبارات الخارجية، في مؤتمر حول العلاقات الدولية، ان الغرب يخطئ باستمراره في التعاطي مع حماس كمنظمة ارهابية، وذلك عبر الطلب منها ان تعترف باسرائيل رسميا والسعي الى اضعافها ماليا وفق رغبة واشنطن.
واضاف بريماكوف ان على حماس ان تنخرط في خطة السلام التي تتضمنها خارطة الطريق برعاية دولية من الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
