اوضحت مديرة الشئون الادارية في القسم النسائي بالندوة العالمية للشباب الاسلامي بالمنطقة الشرقية شعاع الجعفري ان مشروع مركز العطاء لخدمة المجتمع انطلق منتصف شهر محرم المنصرم لاحتضان 46 فتاة من الاسر المحتاجة التي ترعاها الجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية وتشمل 15 فتاة من الجمعية النسائية الخيرية بالدمام وعددا مماثلا من جمعية فتاة الخليج النسائية الخيرية بالخبر و16 فتاة من جمعية البر بالمنطقة الشرقية وسيخضعن لتدريب مكثف لمدة عام دراسي كامل (بواقع 6 شهور) بهدف تأهيلهن تأهيلا فكريا صحيحا بعيدا عن الانحرافات وتأهيلهن لسوق العمل وتحمل مسؤوليات الوظيفة مع زرع الثقة والاعتداد بالله ثم بالنفس.
فريق عمل
واشارت الجعفري الى ان التنفيذ الفعلي لمشروع مركز العطاء لخدمة المجتمع بدأ منتصف شهر شعبان الماضي بتكوين فريق عمل من اخصائيات اجتماعيات وباحثات في جمعية البر لاستقبال الفتيات وبحث حالة كل فتاة على حدة وفق استمارة اعدتها اكاديميات متخصصات في الخدمة الاجتماعية وعلم النفس، كما قام فريق العمل باعداد منهج تدريبي متكامل تشترك فيه الندوة العالمية للشباب الاسلامي ومؤسسات التدريب المتخصصة لمدة عام دراسي كامل تخرج بعده الفتاة مؤهلة لبعض المهارات الحياتية ومهارات سوق العمل ـ باذن الله ـ اضافة الى التثقيف الديني والصحي والاجتماعي.
واكدت الجعفري ان المسئولات في المركز سيتواصلن مع المؤسسات عن طريق الجمعيات الخيرية لايجاد فرص عمل للبعض ومساعدة البعض الاخر على اقامة مشاريع صغيرة وذلك بعد اتمام الفتيات الدورات المكثفة بالاضافة الى الاستفادة من طاقات الفتيات في الاعمال التطوعية التي تخدم المجتمع.
حماية الشباب
من جانبها اوضحت صاحبة فكرة المشروع مديرة العلاقات العامة بالندوة الطبيبة هناء سنبل ان الفكرة انبثقت من امرين الاول هو احتضان فئات الشباب ومدهم بمجموعة من التدريبات بعد الاطلاع على فعاليات الحوار الوطني (الشباب ثروة وطموح) الخاص بالشباب تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث انبثقت لجان في عدد من مناطق المملكة ومنها مكة المكرمة حيث تم تقسيم الشباب الى فئات عمرية من 12 ـ 17 سنة ومن 18 ـ 25 سنة كما تم تقسيمهم وفق التوجهات الفكرية الى شباب ايجابي، مغترب، سلبي، منحرف وبعد اجراء بعض الدراسات وجد ان فئة الشباب المغترب هي الفئة الكبرى في المجتمع واذا سعينا لاصلاحها فستتحول الى فئة الشباب الايجابي وتتم حمايتهم من التطرف.
واشارت سنبل الى ان الامر الثاني الذي انبثقت منه فكرة مشروع العطاء هو ايجاد عمل اجتماعي مؤسسي مشترك تشترك فيه الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع الاخرى لتفعيل دور الشباب في المجتمع، ثم بادرت الندوة العالمية للشباب الاسلامي بطرح فكرة المشروع خلال اجتماع ضم مسئولات الندوة ومسئولات من ادارة تعليم البنات وبعض سيدات الاعمال ومسئولات الجمعيات الخيرية ومكتب الاشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية وتم تشكيل فريق العمل الذي ضم مديرة العلاقات العامة ومديرة الشؤون الادارية ومديرة الاعلام بالندوة العالمية بالاضافة الى ليلى الانصاري كمسؤولة قطاع خاص ومديرة مركز التدريب بادارة التعليم سابقا.
خطة عمل
واشارت سنبل الى ان فريق العمل اعد خطة استراتيجية متكاملة تتضمن الرؤية والرسالة والاهداف والهيكل التنظيمي وآلية التنفيذ واستغرق وضع الخطة عاما كاملا من خلال اجتماعات اسبوعية متواصلة ومكثفة، كما تم الاتفاق مع المؤسسات الخيرية (جمعية البر، الجمعية النسائية الخيرية بالدمام، جمعية فتاة الخليج بالخبر، مكتب الاشراف النسائي التابع لوزارة الشئون الاجتماعية) على تقديم 25 فتاة كمرحلة اولى لعمل دراسة وبحث حالة كل فتاة على حدة وتحديد المهارات التي تحتاجها استعدادا لاخضاعهن للتدريب.
دور المرأة
اما مديرة الاعلام بالندوة العالمية للشباب الاسلامي المسؤولة عن متابعة المشروع حاليا منهل القناص فذكرت ان رؤية المشروع هي (بالعطاء والريادة نصل لمفاتيح السعادة) اما رسالته فتقوم على تفعيل دور المرأة في بناء قدرات وامكانيات الشباب واكسابهم مهارات تساعدهم على ان يصبحوا مواطنين منتجين ومسئولين في بناء مجتمعاتهم على ان يصلوا الى الريادة ويتكون الهيكل التنظيمي من ادارة الافراد والدعم الاسري والادارة المالية ومركز المعلومات وادارة المصادر وادارة الهيئة الداخلية والخارجية للمشروع.
واشارت الى ان اهداف المشروع ترتكز على دعم طاقات الشباب المادية والنفسية واكسابهم مهارات نوعية تساعدهم على الدخول لسوق العمل ونشر الوعي الديني والصحي والمهارات الحياتية بالاضافة الى غرس حب الوطن والمواطنة الصالحة في نفوس الشباب وتدريبهم على ترتيب الاولويات وادارة المصادر المالية ووضع صندوق لدعم المشاريع الصغيرة وتدريب الشباب على ادارة المشاريع الصغيرة لمساعدتهم واسرهم على العيش بكرامة وتكوين قاعدة اسر منتجة انتاجا تكامليا مع المصانع مع تحقيق اهم هدف وهو التواصل والتكاتف مع المؤسسات الخيرية الموجودة بالمنطقة الشرقية.
دورات متعددة
وافادت القناص بان المشروع يقوم على مجموعة من القيم التي تلتزم بها العاملات بالمشروع وتدرب عليها المستفيدات للاستفادة القصوى بما لدى المرأة المسلمة من ايجابيات واستمدت هذه القيم من بعض الآيات في سورة النمل من آية (23 ـ 44).
مشيرة الى ان المنهج التدريبي المعد لفتيات المركز يتضمن دورات في الحاسب الآلي واللغة الانجليزية كمهارات اساسية بالتعاون مع معهد البسام بالجمعية الخيرية النسائية بالدمام ودورات تأهيلية لسوق العمل بمراكز التدريب المتخصصة بالتعاون مع الغرفة التجارية ووزارة العمل بالاضافة الى التثقيف الديني بالتعاون مع عضوات الندوة وعضوات هيئة التدريس بآداب الدمام وشمل الاسبوع الاول محاضرات للدكتورة اميرة الجعفري وخيرية الهاشم وابتسام شعبان وشعاع الجعفري وغيداء الجريفاني وهناء سنبل ود. هدى مرعي لتعليمهن مهارات الحياة مع تخصيص يوم مفتوح للطالبات لتقديم انتاجهن وابداعاتهن.
واشارت القناص في ختام حديثها الى ان هذا المشروع يعنى بأهم شرائح المجتمع وهم الشباب لذلك فهو يحتاج الى وقفة مساندة جادة من الجميع بالكلمة والفكرة والرأي والمادة لانه مشروع وطني مشترك لصالح المجتمع بأسره.
