أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن ايران دولة مهمة في المنطقة، معربا عن أمله في أن تحذو حذو دول مجلس التعاون الخليجي في الحرص على الحفاظ على المنطقة منزوعة من السلاح النووي. وأعرب عن أمله من جهة ثانية في أن تتمكن الحكومة العراقية المقبلة من ايقاف الاعمال الارهابية في العراق، وتكريس الوحدة الوطنية التي تكفل المساواة بين كافة فئات الشعب العراقي أمام القانون. مشيرا الى رفض المملكة العمل الارهابي الذي وقع صباح امس في سامراء.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده، مساء أمس، في قصر المؤتمرات بالرياض، مع معالي وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي شددت على ضرورة التركيز على حل الدولتين في تناول القضية الفلسطينية وقالت ان الولايات المتحدة ستستمر في دعم الشعب الفلسطيني، داعية حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى الاعتراف باسرائيل.
وقد تناول وزيرا خارجية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في مؤتمرهما الصحفي أبرز الموضوعات التي تم بحثها خلال زيارة رايس للمملكة وجوانب التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات وتطورات الاحداث في المنطقة.
واستهل سموه المؤتمر بكلمة رحب فيها بمعالي الدكتورة كونداليزا رايس والوفد المرافق لها في المملكة، مشيرا الى أن لقاءهما يعتبر الخامس خلال الستة أشهر الماضية مما يعكس عمق الصداقة بين البلدين في ظل العلاقات الاستراتيجية القائمة والعزم والتصميم نحو تعزيزها في كافة المجالات على المستوى الثنائى اضافة الى الاستمرار في تبادل وجهات النظر والتنسيق حيال القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واضاف يقول: في هذا السياق أود أن أشير الى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تلقى رسالة من فخامة الرئيس جورج بوش قبيل زيارة الدكتورة رايس للمملكة أكد فيها الرئيس الأمريكي على عمق العلاقات الثنائية والالتزام بتطويرها على النحو الذى تم الاتفاق عليه مؤخرا بين القائدين في كراوفورد بالولايات المتحدة ونجم عنه تأسيس لجنة الحوار الاستراتيجى التى تهدف الى وضع هذه العلاقات في اطار مؤسسي. وقال سموه: لقد عقدت لجنة الحوار الاستراتيجي اجتماعين على مستوى وزيري الخارجية الاول في الولايات المتحدة والثانى في المملكة كما باشرت اللجنة الفرعية للشئون الثقافية والموارد البشرية أعمالها ومن المتوقع أن تشرع بقية اللجان في اجتماعاتها لاحقا وفق المخطط له على أن تجتمع اللجنة الرئيسية للمرة الثالثة في الولايات المتحدة في الاشهر القليلة القادمة بمشيئة الله تعالى. وأوضح سمو وزير الخارجية ان لقاء الدكتورة رايس مع خادم الحرمين الشريفين أمس فرصة جيدة لاستعراض هذه الموضوعات وتبادل الاراء حول التطورات الاقليمية والدولية ومن بينها القضية الفلسطينية وعملية السلام في المنطقة حيث أكدت المملكة من جانبها التزامها الكامل بمسيرة السلام في الشرق الاوسط وعلى أهمية احترام الارادة الحرة للشعب الفلسطينى وعدم التسرع في اصدار الاحكام المسبقة. معربين عن استنكارنا حجب اسرائيل المبالغ المستحقة للسلطة الفلسطينية وعن الامل في عدم ربط المساعدات الدولية للشعب الفلسطينى بأية اعتبارات سوى الحاجة الانسانية الملحة لهذا الشعب، مشيرا الى أن المملكة تأمل في نفس الوقت استمرار العملية السلمية طبقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية وخارطة الطريق. وأكد سموه أنه فيما يتعلق بالوضع في العراق والعمل الارهابي الذي وقع فيه (صباح امس في سامراء) فاننا ضد الارهاب عموما وبطبيعة الحال ضد العمليات الارهابية التي تستهدف الاماكن المقدسة ودور العبادة. كما نتطلع الى أن تتمكن الحكومة العراقية المقبلة من ايقاف هذه الاعمال تحقيقا لاهداف الامن والاستقرار والازدهار في العراق في ظل سيادته واستقلاله وسلامته الاقليمية وتكريس وحدته الوطنية التى تكفل المساواة بين كافة فئات الشعب العراقى أمام القانون وتحقق له الاستفادة المثلى من موارده وثرواته.
