أخبار متعلقة
سجلت مهن (الدلال) و(التناك) و(الحدادة) و(حراثة الأرض) و(الغزل) حضورا مميزا بين المهن المتواجدة في مهرجان الجنادرية لهذا العام واستطاعت بسحرها ومهارة وإتقان محترفيها أن تجتذب كثيرا من الزائرين للمهرجان ، خاصة المهتمين بالتراث والصناعات التقليدية القديمة ، كما لفتت أنظار الحضور من أبناء الأجيال الحديثة وتجد هذه الحرف حظا كبيرا في أوساط الممارسين لها على مستوى المملكة حيث تنتشر في عدد من المناطق. (اليوم) رصدت صورا حية وسجلت سردا تاريخيا لبعض الحرف القديمة من خلال أحاديث يرويها أصحاب هذه الحرف الذين ظلوا محافظين على ممارستها رغم مرور الزمان والتطورات التقنية والتكنولوجية التي تمر بها الدنيا .
مربى الدلال بداية يقول غايب مفضي الذي يمارس هذه الحرفة منذ حوالي 25 سنة وراثة عن والده الذي سبقه في هذا المجال ، إنها تعتمد على عدد من المواد كالرصاص والنار والصبغ والذهب الأبيض والنحاس وحدب الرمش وهو ما يتم تنظيف الدله به عند تجهيزها .. ويضيف مفضي ان هذه السنة هي الثانية التي يشارك فيها في المهرجان ، ولقد لاحظ إقبالا كبيرا من الزوار على (الدلال) التي يقوم بتصنيعها خاصة من كبار السن من الزوار لأنهم أكثر من يستخدم هذه الأشياء لمواظبتهم على تناول القهوة بشكل مستمر ولأن هذه الدلال تذكرهم بالماضي الذي كانوا يعيشون فيه .. وعن تسميته بمربي الدلال قال: إن هذا الاسم خرج من حيث الحرفة نفسها حيث أقوم على تربيتها من خلال الاعتناء بها وتنظيفها وتلميعها وتجهيزها للبيع.
التناك التناك هو اسم من يقوم بصناعة التنكات وما يندرج تحتها من الصفيح كما يذكر الممارس لهذه المهنة محمد العتيف وهو يعمل بها من حوالي خمس عشرة سنة تقريبا حيث ورثها أبا عن جد مارسها والده في السابق والآن يقوم هو بهذه الحرفة ويشير إلى أن التناك تصنع من الصفائح الموجودة في عدة أشياء كصناديق الجرامات التي يوضع فيها العيش سابقا والطشت الذي تمارس فيه عملية غسيل الملابس في الماضي والمغراف والتاوة التي تقوم بعمل القلي فيما مضى ومضراب الجد والكثير من الأدوات المنزلية التي تستخدم في الماضي.
حراثة الأرض
مهنة حراثة الأرض ليست من المهن الغريبة أو الجديدة على الجيل الحالي وكغيرها من المهن قديمة وتمارس منذ وقت طويل ، ولكن تغيرت الأدوات التي يتم بها ممارسة الحراثة حيث كانت في الماضي تعتمد على الثيران والأبقار التي تستخدم في هذه المهنة وبعض الأدوات البدائية الأخرى التي تساعدها في عملها.
ويقول الحراث على خميس مهدي ان هذه المهنة تعتمد على عدة أدوات كالمضمد و(الثور) وليس الثور الحيوان إنما هي آلة حادة تكون معلقة في آخر البقرة حيث تسحبها وتقوم بحفر الأرض ومن الأدوات أيضا الرشق والمخنق وغيرها الكثير من الأدوات التي تشارك في عملية الحراثة.
الغزل والنسيج
لم تكن حرفة الغزل والنسيج أقل حظا من الحرف الأخرى من حيث التواجد والاهتمام من قبل مرتادي الجنادرية وعشاق المهن والحرف القديمة ، ويقول محمد هادي الذي يمارس هذه المهنة منذ أكثر من 40 سنة ماضية انه يصنع بيوت الشعر فرشه من هذه الحرفة التي تعتمد في الأساس على صوف الماعز والغنم الذي يتم شراؤه من البادية ثم وضعه في آلة الصنع القديمة التي تحتوي على المقامة والخلال والحف والبايل وعظمة العمود.
البليلة ... البليلة
كالعادة شكلت البليلة الأكلة الشعبية الأوفر حظا من حيث الإقبال على تناولها من قبل الزوار ، أو الحضور المتواصل الذي لم ينقطع منذ عصور ، وهي مازالت تنافس في أسواق الأطعمة الحديثة والشعبية من خلال تواجدها الدائم على الطرقات والحدائق والكورنيشات والمتنزهات والاحتفالات والمهرجانات ، ويقول فهد مراش بائع بليلية يشارك في الجنادرية منذ حوالي 21 سنة تقريبا إنهم يستوردون البليلة من المكسيك وتركيا وإيران ومكونها كما هو معلوم حمص ناشف قبل أن يتم خلطه مرتين في الماء لتنظيفه ثم طبخه على النار لمدة أربع ساعات ونصف تقريبا حتى يستوي ثم بعد ذلك يتم وضعه في وعاء ويصب عليه الخل والشطة والملح ويوضع معه الطرشي والجزر والخيار والبنجر حسب رغبة الزبون ثم يقدم للأكل.
صانع البليلة
اقبال شديد على المعروضات