تحول توصيل ونقل الطلبة والطالبات للمدارس والكليات إضافة للمشاوير الخاصة الى مهنة من لا مهنة له بمحافظة الأحساء فلا تكاد تخلو إشارة مرور أوشارع رئيسي من إعداد الحافلات (الميكروباصات) التي تحمل على زجاج نوافذها إعلانا مغريا يحمل اسم السائق ورقم تليفونه الجوال .. ومسألة تحويل النقل الخاص لمهنة يستفيد منها الشباب ويفيدون غيرهم امر محمود ولكن يجب ان يحدث ذلك في حدود ضوابط ملزمة للجميع.
ويطالب عبد الله راشد أولياء الأمور بتوخي الحذر والدقة في اختيار السائق الذي سيأتمنونه على بناتهم وأولادهم وعدم الاندفاع وراء الإعلانات والدعايات الفردية البراقة لسائقي النقل الخاص .
ضوابط مهملة
ويشير عدنان حسن إلى أن هناك ضوابط كثيرة يجب أن يلتزم بها سائق النقل الخاص خاصة ممن ينقلون الأطفال .. و لكن للأسف يهملها كثير من السائقين ولا يهتم بها بعض أولياء الأمور بالتأكد منها رغم أنها ضوابط حاسمة و من أهمها أن يكون السائق في سن النضج وحاصلا على رخصة قيادة حتى يضمن ولي الأمر حسن قيادته وتصرفه في مختلف المواقف ورغم أهمية ذلك نجد العديد من السائقين من صغار بالسن ولا يملكون رخصة قيادة وما يزيد الأمر سوءا أنهم يجدون عددا من أولياء الأمور يضحون بأبنائهم ويتركونهم بين أيديهم .
سائق متهور
ويروي لنا أبو أحمد حادثة وقعت بالفعل لأحد أبناء جيرانه بحي الراشدية بالمبرز عندما وضع ابنه بيد سائق متهور دفعه طيشه واستعجاله للتحرك بالسيارة فور نزول التلاميذ أمام المدرسة ليدهس بعجلاتها قدم طفل برئ يدرس بالصف الأول الابتدائي ولولا صراخ الحارس لأجهز عليه بالسيارة ويضيف بأنه يشترط على السائق الذي ينقل الأطفال أن يكون ناضجا وملما بأصول التعامل معهم لأنه يعتبر أبا ثانيا لهم كما أن نقل الأطفال أصعب بكثير من نقل الكبار نظرا لما يتصف به الأطفال من قوة النشاط وكثرة الحركة وقلة الفهم والإدراك ويستحسن أن يكون مع السائق مرافق ينتبه للأطفال في حال انشغاله بالقيادة علاوة على عدم التحرك من أمام المدرسة قبل التأكد من نزول ودخول جميع تلاميذه للمدرسة والحرص على عدم إيقافهم بعيدا حتى لايضطرون لقطع الشارع لأنهم لايحسنون التصرف .
اهتمام خاص
ويشير أبو سمير إلى أن بعض الدول وحتى بالخليج منحت هذا الموضوع اهتماما خاصا لدرجة جعلتها تمنح رخص قيادة خاصة لنقل الأطفال من قبل مرورها مما يؤكد الوعي بقيمة وأهمية الانتباه والمراقبة على النقل الخاص للأطفال وتذكر لنا أم عبد الله أن الخطورة ليست قاصرة على الأطفال إذ تتعداها للطالبات حيث أكدت على وقوع عدد كبير من الحوادث من جرّاء دهس الباص لطرف عباءة الطالبة بسبب الاستعجال .
اعداد اضافية
ومن النقل الخاص إلى نقل باصات المدارس الحكومية حيث تعاني بعض المدارس من محدودية عدد باصاتها أو تلفها لعدم الاهتمام بصيانتها مما يضطر السائقين لنقل البنات على أدوار والمشكلة هي أن بعض السائقين تلافيا منهم لمشكلة الأدوار يحمل في الباص عددا من الطالبات يفوق عدد المقاعد بكثير مما يخنقهم ويشكل خطرا عليهم عند وقوع أي عارض ، وتروي لنا أم سعيد حادثة وقعت لاثنتين من بنات جيرانها الذين يسكنون بحي محاسن حيث قام سائق الباص من قبل المدرسة الحكومية بإيصالهم لشارع مجاور لشارعهم وإنزالهم به في عز الظهر بحجة وجود حفريات في شارعهم رغم إمكانية الوصول للمنزل عن طريق شارع آخر فما كان من الفتاتين اللتين كانتا بالصف الأول إعدادي سوى الشروع بالبكاء من الخوف والوحشة ولحسن حظهما تصادف مرور إحدى المعلمات التي تسكن بنفس الحي وقامت بإيصالهما حتى باب المنزل .
اعطال متكررة
ويعد عدم الاهتمام بصيانة باصات المدارس الحكومية أمرا شائكا يواجهه أولياء الأمور وبناتهم حيث شكا عدد من أولياء أمور الطالبات بحي محاسن الوحدة الرابعة من تكرار عودة بناتهم لمنازلهم سيرا على الأقدام لمسافات ليست بسيطة بسبب تعطل الباص وتوقفه فجأة قبل وصولهن لمنازلهن ، ويطالب عدد من أولياء الأمور بوضع حلول جذرية لمشكلة باصات المدارس الحكومية فحتى تجربة التعاون مع شركات النقل الخاص والجماعي لم تنجح . ويقترح عدد من الآباء والأمهات أن تكون هناك جهة مسؤولة لايسمح لأي سائق خاص أو حكومي بالقيادة دون الرجوع لها والتأكد من استيفائه للشروط اللازمة.
