DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشريف العربي يتسلم وسام الملك عبد العزيز نيابة عن المكرم

عبد الجبار.. من دوائر الظل إلى منصة التكريم

الشريف العربي يتسلم وسام الملك عبد العزيز نيابة عن المكرم
الشريف العربي يتسلم وسام الملك عبد العزيز نيابة عن المكرم
أخبار متعلقة
 
تلقى الشريف العربي التهاني بمناسبة استلامه وسام الملك عبد العزيز من خادم الحرمين الشريفين عن الأديب والمفكر والتربوي عبدالله عبدالجبار الذي اختير شخصية هذا العام وهذا التكريم كان استثنائيا لرجل ساهم في اثراء الحركة الثقافية والفكرية في المملكة . وهو وان كان غائبا بجسده لظروفه الصحية الا انه كان حاضرا بفكره ،وقد اسعد تكريمه المفكرين والادباء والمثقفين والتربويين ليعرفه ابناء هذا الوطن بعد ان ظل في دائرة العزلة الاختيارية لأعوام طويلة إذ نأى منذ اكثر من 40 عاما عن الساحة الثقافية ولكن لم تنأ اسهاماته وفعالياته الفكرية والنقدية وريادته البحثية فما زال كتابه (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) حاضرا بقوة مؤكدا رؤيته ذات البعد التاريخي الفاهم لمكونات الطبيعة والبشر والحضارة واستكشاف العلاقات بينها وتأثيرها في الابداع. عبدالله عبدالجبار قامة نقدية وفكرية وتربوية كان لها فضل الريادة في مجالات عديدة، بعضها لم يلق عليه الضوء مثل المسرحيات والتمثيليات الاذاعية والقصص. وبعضها حمل له الشهرة مثل كتابه (التيارات الأدبية الحديثة.. الذي صدر عام 1959م) وبعضها مر في حياته بقليل من الضوء مثل كتاب (الغزو الفكري في العالم العربي) وقصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي 1958 بمشاركة محمد عبدالمنعم خفاجة. عبدالجبار الذي ولد في عام 1920م وتعلم في كتاب المعلمة فوزية بجدة ومنه الى مدارس الفلاح والمعهد السعودي ثم القاهرة مشرفا على البعثات السعودية وهناك توهج فكره وكان صالونه الأدبي يجمع العديد من الأدباء السعوديين والمصريين ومنهم انور المعداوي وعبدالقادر القط وحمزة شحاته وابراهيم فلال وغيرهم. بعد ذلك توجه الى بريطانيا ليفتتح اول مدرسة لتعليم ابناء السلك الدبلوماسي العربي اللغة العربية ليعود الى ارض الوطن مستشارا لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عند تأسيسها وقد تبرع بمكتبته لها. وعبدالله عبدالجبار الذي فاته قطار الزواج فظل عزَبا كالعقاد ، وضع الجزء الثاني من كتابه (التيارات الأدبية الحديثة...) تحت عنوان: (فن المقالة ولكنه لم يطبع). واذا كان عبدالمقصود خوجة قد كرم عبدالجبار في اثنينيته منذ اكثر من ثماني سنوات تقريبا فها هي الدولة تكرمه الآن ايمانا منها بدور الأدباء والمفكرين في صنع الثقافة والفكر.. انها بحق لفتة وفاء وشعور بالتقدير لمن قدموا لهذا الوطن العطاء والاخلاص. ماذا قالوا عن عبد الله عبد الجبار؟ منذ زمن وعبد الجبار يحظى بين حين وآخر بالحضور في الصفحات الثقافية ففي نهاية عام 2004 تقريبا اصدرت (الثقافية) ملفا عن الرائد والناقد عبد الله عبد الجبار كما دعا الى تكريمه العديد من الكتاب ومنهم الكاتب عابد خازندار ويبقى السؤال المطروح ربما للمثقفين من ابناء الجيل الحالي ..لماذا ؟ الإجابة هنا سنأخذها من كلمات من كتبوا عن الرجل وممن عرفوه وعرفوا انجازاته وابعاد ريادته وهنا ستكون (الثقافية) التي نشرت اول ملف عنه حديثا هي المرجع لبعض ما نطرحه هنا عبر شهادات العديد من المثقفين والكتاب والنقاد . وسام أعتز به يقول الباحث والمؤرخ الثقافي محمد القشعمي عن ذكريات لقاءاته بالمكرم : قبل سبع سنوات وبالذات في شهر جمادى الآخرة وبمناسبة عودة الفقيد عبدالعزيز مشري من رحلة علاجية في أمريكا، فقد عرضت على شيخي الأستاذ عبدالكريم الجهيمان أن نذهب إلى جدة لزيارته وتهنئته بسلامة الوصول وشفائه. قال: موافق.. على شرط أن نزور زميله عبدالله عبدالجبار إذ سمع بعودته واستقراره بجدة، وكان قد زامله مدرساً في المعهد السعودي ومدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة قبل خمسة وستين عاماً. فقلت: سوف أحاول، فبحثت عمن يوصلنا للأستاذ. فوعدنا الأستاذ عابد خزندار، وفعلاً استقبلنا في المطار وهيأ لنا سكناً وقادنا إلى العبدالجبار، والذي استقبل زميله الجهيمان بالترحاب والعناق الشديد، وكل منهما يذكر الآخر بتلك الأيام الخوالي. ومن خلال هذا اللقاء عرف أنني كنت أبحث عنه وعلم برغبتي في تسجيل حديث للمكتبة ضمن البرنامج فوعدني. وفي آخر المقابلة تكرم بإهدائي نسخة مصورة من كتابه الشهير (التيارات الأدبية) وقد كان موعد لقائنا الثاني في منتصف شهر رمضان حيث استضافنا في منزله العامر بحي الأمير فواز بجدة ، وقضيت معه ثلاث ساعات برفقة الصديق بافقيه فسرد تاريخ حياته منذ طفولته إلى أن عاد إلى أرض الوطن مستشاراً لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عند تأسيسها، وتبرعه بمكتبته العامرة بالقاهرة لها ، وتولى الدكتور طاشكندي نقلها إلى جدة أثناء حرب 1967م . وهو يودعني عند مغادرتي منزله فجر منتصف شهر رمضان لم ينس أن يهديني صورة للجزء الثاني من التيارات الأدبية الحديثة الذي لم يطبع مثل الجزء الأول وهو الجزء الخاص بالنثر: فن المقالة، وقد كتب إهداء قال فيه (للصديق العزيز الأديب والإنسان الشهم الأستاذ محمد القشعمي .. تحية ود وتقدير، عبدالله عبدالجبار رمضان 1418هـ). فاعتبرت هذا الإطراء شهادة بل وساماً أعتز به دائماً. مهاد ناصع يقول الدكتور عبد الله الفيفي: طبع كتابه (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية في الشعر) (القاهرة: جامعة الدول العربية، 1959)، قبل أن يأنس أحد هنا في نفسه الكفاءة أو الجرأة على ملامسة هذا الخضمّ. ويُعَدّ عمله هذا خطوة طليعية من النقد الانطباعيّ إلى النقد المنهجيّ أو شبه المنهجيّ، وفق أدواته المواتية إذ ذاك. ثم كان لهذا المكيّ النشأة ، المصريّ التعليم، كتابه الآخر بالاشتراك مع محمد عبدالمنعم خفاجي (قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي)، (القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية، 1980)؛ و(الغزو الفكري في العالم العربي)، (جدة : مطابع الروضة، 1980). إضافة إلى تلك الندوة التي كان قد عقدها بالقاهرة، ودراساته ومحاضراته ومقالاته في الصحافة السعودية أو المصرية، في غضون الفترة من أربعينيات القرن العشرين إلى ستينياته، ومنها: (أدبنا وكيف يحيا)؛ (مركّب النقص وأثره)؛ (الخطيئة والشعور بالنقص)؛ (النهضة الأدبية السعودية)؛ (من مشكلات الأدب العربي الحديث). وفي ذلك كله ما طُبع وما لم يطبع نسيجُ مهادٍ ناصعِ الألوان لحركتنا النقدية والفكرية الحديثة. لأَشُكّ ويا للمفارقة أن طلبة الأدب والنقد في جامعاتنا، أو حتى طلبة شعبة ما يسمى (الأدب السعودي)، قد سمعوا قطّ باسم عبدالله عبدالجبّار، على حين تُرصد لهم وعليهم الأسماء من كل حدب وصوب؛ فسياسة التعليم، حتى في الجامعات، تسير على الحكمة القديمة: (اشءتَرء لنفسكَ وللسُّوق!). منذ سنوات استشرفتء النفسُ شيئًا من ذلك الدرس الجادّ شروعاً في الإشراف على أطروحة علمية. أصالة الأمة ويكتب الدكتور حمد السويلم: إن الأستاذ عبدالجبار يؤكد على أهمية الجمع بين إثبات المعطى الحضاري، أي كتابته وفق أصول منهجية، وبين نفي الدخيل الذي لا يمثل أصالة الأمة. إن ذلك يؤدي إلى تعميق الإحساس بالوحدة العضوية الحية بين الزمان والمكان في الضمير الجمعي للأمة العربية. وقد وجد الأستاذ عبد الله عبدالجبار ضالته في المنهج التأريخي، فهو كفيل بربط الأمة بتراثها وتوثيق صلتها بماضيها، فألف بالاشتراك مع الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي كتاب قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي. وهذا الكتاب يمثل جهد الأستاذ في هذا الاتجاه . وعي حضاري وتأتي شهادة دكتور محمد الشنطي مؤكدة لما سبق اذ تقول: وللوقوف على رؤيته الشاملة عن منظورها التاريخي وسياقها الثقافي لابد من الاطلاع على مجمل إنتاجه ممثلاً في: كتابه (قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي) الذي ألّفه بالاشتراك مع محمد عبدالمنعم خفاجى، وكتابه (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية)، وكتابه المخطوط الذي يعتبر تكملة (للتيارات) وهو يحمل العنوان نفسه مع عنوان فرعي (النثر: فن المقالة)، ومقالته التي كتبها تحت عنوان (أديب)، وكتابه (الغزو الفكري في العالم العربي)، وبعض المقدمات التي حرّرها مثل مقدمته لكتاب (موانئ بلا أرصفة).. والكاتب عبر هذه المؤلفات يكشف عن وعي حضاري نهضوي يقظ ، بغض النظر عن المضمون المعرفي لهذه الكتابات. شرف أعتز به وكانت للدكتور عبد العزيز السبيل شهادته التي القت الضوء على بعض جوانب فكر الرجل : شرف أعتز به، حين يتاح لي الحديث عن ناقد كبير، أُجِلُّه وأُكبره، لريادته التنويرية، ولتميز طرحه، وحفره المعرفي في جزيئات علمية دقيقة. أما عبد الله عبد الجبار، الإنسان فيتسامى خلقاً وتعاملاً. حين مطالعة تراث هذا الناقد الرائد، يجد المرء أنه صاحب اهتمامات مختلفة في مجال السرد، كتب العديد من الأعمال، منها مسرحية (الشياطين الخرس) (1954)، و(العم سحتوت) وهي تمثيلية إذاعية عصرية (1954)، وقصة (أمي) (؟)، في سلسلة (قصص الجيل الجديد). وفي إطار الرؤى الفكرية أصدر كتاب (الغزو الفكري في العالم العربي) (المكتبة الصغيرة) وخصص جزءاً كبيرا من هذا الكتاب للحديث عن اللغة العربية. ومن أشهر كتبه كتاب (قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي) (1958)،الذي ألفه بالاشتراك مع محمد عبد المنعم خفاجى، ويربو على سبعمائة صفحة. وحين أصدر إبراهيم فلالي كتاب المرصاد، كتب عبد الله عبد الجبار مرصاد المرصاد. كما قدم للعديد من الأعمال الأدبية. وارتبط اسم عبد الله عبد الجبار (1920) بكتابه الشهير (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) (1959). اليوم.. لم يعد لي قلم، أقلامكم تكتب بحبري، وكلماتكم تتربَّع في صدارة عقلي، وإبداعاتكم تتوحَّد بخفقاتي.. إني أجد نفسي فيكم، فاكتبوا بلا يأس حتى أشعر بالحياة من خلالكم!! كلمات مضيئة وبكلمات مليئة بالحب يقول الكاتب عبد الله الجفري: إن الكلمات التي (نصيغها) هنا اليوم عن (الأستاذ) المعلم عبدالله عبدالجبار: ذات وشائج بتفاصيل الوفاء، وبذكرانا لـ(الحياة) التي كانت مثمرة بالفكرة، وبالمبدأ، وبالموقف، وبالحب! لأن (الحياة): لم تعد تفيضا بكل هذه (الأشياء) التي بتءنا نفتقدها!! لأن (الحياة): تبدو مزدحمة.. عميقة المطامع والرغبات.. تنتج الرديء، والفاسد، والمبغض، والحربائي. لأنه من الصعب أن يتحوَّل (الهلع) اليوم إلى (ولع) الأمس!! لأن (عبدالله عبدالجبار): يُشكِّل عصراً شفافاً وإيمانياً... فهو يعزل نفسه عن الواقع، ويحتمي بطفولة الليل في صمته المشع!!! إرادة التاريخ ويرى الناقد الدكتور عالي القرشي أن عبد الله عبد الجبار واحد من أولئك النفر الذين حملوا بين أيديهم مشاعل التنوير والتغيير.. وانضموا إلى مفردات تلك المرحلة النابضة بالحماس، والشاعرة بوأد الحمل.. في الوقت الذي يستبعد كتاب (أدب الحجاز)، أشعار الرومانسية والغزل. كان عبد الله عبد الجبار يقرأ في ذلك الشعر مواجهة عوائق التنوير والمضي قدماً إلى الحرية، حتى لو اعتسف النص وفرض عليه القراءة المتجاوزة. شغل عبد الجبار بصنع الحس التنويري عبر المنافذ المختلفة، سواء عن طريق إدارته للمعهد العلمي السعودي، أو إشرافه على المبتعثين إلى القاهرة، أو كتابته الصحفية، أو أعماله المسرحية.. وتوج ذلك بأول مؤلف عن التاريخ الأدبي لأدب الجزيرة العربية، فكان كتاباً لايحمل إرادة التاريخ، والمتابعة فقط، بل كتاباً يحمل روح الحركة الأدبية أو يصور صراعها، وإرادات روادها.. فكر الكاتب وتقول الدكتورة أمل كشغري : لعل اختيار العوامل المؤثرة في الأدب كما رآها الأستاذ عبدالجبار تؤكد شرارة التنوير الكامنة في فكر الكاتب، إذ إنه في كل محور من هذه المحاور يدفعنا دفعاً إلى التأمل في ظرفنا الراهن ويحاول أن يستحثنا إلى الارتقاء على كل محور من هذه المحاور، ولئن بدا أن جل ما قدمه الأستاذ عبدالجبار عبارة عن سرد لوقائع وأحداث تاريخية فإن قيمة الكتاب تكمن في كونه مصدراً مهما من مصادر التاريخ الثقافي والاجتماعي في بلادنا. وبالاضافة الى هذه القيمة التوثيقية لمرحلة مهمة في عمر الجزيرة العربية فإن الكتاب يستحثنا أيضاً على التأمل والتدبر والنقد والتحول من التقليدي إلى الحديث ومن الجامد إلى المتحرك وفي ذلك تكمن بذور ثقافة التغيير في فكر الأستاذ عبدالله عبدالجبار وما أشبه الأمس باليوم!! أستاذ كبير وكتبت الروائية أحلام مستغانمي تقول عن الأستاذ عبدالله عبدالجبار: (نحن لا نحب عبدالله عبدالجبار بسبب إبداعاته الأدبية، ولا بسبب أبحاثه ومنهجه الفكري، نحن نحبه لأنه رفع الأدب إلى مستوى المسؤولية، ولأنه جعل من منهجه الفكري نهجاً في الحياة بزهده وترفعه وبذلك الكبرياء الذي يفتقده اليوم رجال العلم المبدعون، ونعجب به لا لأنه كان أستاذاً كبيراً مسبوقاً (بالدلالات’) والشهادات الأجنبية بل لأنه كان معلماً .. ومعلماً فقط، فأعاد إلى هذه الكلمة هيبتها وسطوتها الأولى...). النص الدرامي ويكتب القاص والكاتب المسرحي عبد العزيز الصقعبي في ثقافة (الرياض): (عبدالله عبدالجبار) المربي والمفكر والأديب الناقد، احد رواد الحركة الأدبية بالمملكة، ومن اوائل من اهتم بفن السرد في المملكة، فيكفي انه نشر قصة (أمي) عام 1953م و( العم سحتوت: تمثيلية إذاعية عصرية) والتي صدرت عام 1954 عن دار مصر للطباعة، والشياطين الخرس مسرحية صدرت عام 1954 عن رابطة الأدب الحديث، اضافة إلى دراساته النقدية المهمة مثل قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي، والتيارات الحديثة في قلب الجزيرة العربية والغزو الفكري في العالم العربي، وابداعه السردي المتمثل بالأعمال القصصية والمسرحية والإذاعية نشرت قبل اكثر من نصف قرن، وهذا يؤكد ريادته علماً بأن ما كتبه من أعمال سردية يدخل تحت باب الطرح الاصلاحي والتعليمي. التربية والتعليم ويتحدث الكاتب حازم فوده عن جانب آخر من جوانب حياة عبد الجبار: ومن تاريخ حياته يتضح لنا ما قدمه للتربية والتعليم، فله تلاميذ من شتى انحاء المملكة حيث كان المعهد العلمي وتحضير البعثات في تلك الفترة الزمنية هما المعهدان الثانويان بالمملكة للتحضير للدراسات الجامعية، وبالنسبة لحياته في مصر فقد أشرف على تعليم الطلاب السعوديين في الجامعات المصرية، ثم فترة تدريسه بمعهد الدراسات العربية العالية بجامعة الدول العربية حيث استفاد من علمه طلاب سعوديون وآخرون غيرهم من طلاب الدول العربية. ويطرح حسين عاتق الغريبي بعض الآراء عنه في مقالته بملحق (الأربعاء) قائلا: لست وحدي من عرف قيمة هذا الرجل ومجلسه الموقر.. فهناك من احبائه من يحتفظ في ذاكرته بأروع الصور المعبرة عن مشاعر وجدانية صادقة تجاه هذا الاديب (القامة). يقول عنه معالي الدكتور محمد عبده يماني: (الحق أننا كلما اقتربنا من الأستاذ عبدالله عبدالجبار أحسسنا بدفء الكلمة وعمق وسمو النفس، وأنه رجل نتعلم منه حب الوطن، وأدب التعامل، وجمال اللغة، وسمو التعبير، وجلال الفكر). وشهد له معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر - وهو من تلامذته - بأنه (عملاق في حسن الخلق، حدب على المحتاج إلى العطف والمواساة، عالم محقق متبصر مدقق، لم يسمع منه أحد في أحد إلا كلمة خير، من عرفه حق المعرفة احبه، أبي لا يساوم على الخلق الكريم، والعادات الاصيلة). ووصفه الأستاذ عبدالفتاح ابو مدين بأنه (كالنسمة الرخاء ،سماحة خلق، وبشاشة وجه، وسلامه نية وكرم نفس، وإيثار على النفس الوفية..). وكتب عنه الصديق الشاعر فاروق صالح بنجر(قراءة في تجليات سيرة رائد تنويري) وقد أبدع في سرده الادبي، وأحسبها أجمل وأروع قراءة عن شخصية اديبنا الكبير، جاء فيها (.. ترى هل ثمة أستاذ يلي أبناءه واحفاده - في كوكبة الاصدقاء والمريدين - بمثل ود هذه الاستاذية الحانية الحادبة، يأنس بالرفيق، ويألف الصديق، ويوطئ للزائر اكناف الترحيب الكريم، ألوف الوقار والايناس!). هكذا كان الرجل عمرا من العطاء الوافر فكريا وأدبيا وتربويا استدعي هذا التكريم وهذا الاحتفاء للعودة به الى الأضواء عبر محفل الجنادرية وأمام راعي الفكر والثقافة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ ليكون شخصية العام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة.