حاولت كثيرا " تهاني " أن تتحمل الكثير من الإهانات وتبلد الإحساس الذي كان يتميز به " زوجها " حمد دون جدوى فقد كان دائما يتعمد إيذاء مشاعرها ومعاملتها بامتهان شديد ، وذلك ماتكرر معها في ذلك اليوم الذي طلبت منه أن يصطحبها إلى السوق لشراء بعض الحاجيات لطفلها الصغير دون جدوى.
حتى تفاقمت الفجوة فيما بينهما وقررت " تهاني " الانفصال بعد زواج دام أكثر من " سبع " سنوات على الرغم من أنها تعلم ماذا يعني أن تكون في عداد المطلقات اللواتي يرفضهن المجتمع ويشدد عليهن الحصار ويعتبرهن خرجن من الحياة الزوجية خاسرات موصومات بوصمة الفشل . إلا أن تلك المرحلة من الوجع لم تكن نهاية المطاف بتهاني التي حلمت بان تسترد نفسها بل أنها أخذت تواجه ضغوطات الأسرة والمجتمع الذي ينظر إلى المطلقة على أنها أقل من غيرها من النساء حتى أن الكثير من الأمهات يرفضن اقتران أبنائهن الذين لم يسبق لهم الزواج بهن.
عدد من المطلقات خضن تجربة النظرة القاصرة التي يحملها المجتمع والتي من خلالها يوجه أصابع الاتهام إلى المطلقات باعتبارهن أقل حظا ونصيبا من غيرهن من الفتيات حتى ان كانت المرأة على قدر من الخلق والتعليم والجمال.
" سليمة الهندي " فتاة تحمل لقب مطلقة على الرغم من أنها مازالت في سن العشرين حيث أنها تزوجت مبكرا وانتهى ذلك الزواج بالفشل إلا أنها لاحظت كثيرا ان معدل الخطاب الذين يتقدمون لها هم من عداد المتزوجين والذين يرغبون بالتعداد فكثيرا ماتقدم لخطبتها رجل يرغب أن تكون هي الزوجة الثالثة أو الرابعة مبدية استنكارها لهذه النظرة التي ينظر بها للمطلقات على الرغم من وجود الكثير من المطلقات أكثر تميزا من الفتيات اللائي لم يخضن تجربة زواج مشيرة إلى التنازلات التي يفرضها الأهل على الفتاة المطلقة من أجل القبول بالزواج من أي رجل حتى إن كان يحمل الكثير من الصفات السيئة.
أما " ملاك الجرش " فتتحدث عن الأمهات اللائي يرفضن تزويج الابن من مطلقة وذلك بحجة انها مطلقة ، مشيرة إلى قصة أحد أقاربها حينما أصر على الزواج من بنت جاره المطلقة على الرغم من توافر الكثير من الصفات الجيدة بها إلا أن والدته رفضت ذلك بشدة وأعلنت الحرب على ذلك الاختيار حتى وصل الأمر بأن تهدده بأن تغضب عليه طوال الحياة إذا ارتبط بها بحجة أنها مطلقة ولابد أن يرتبط ولدها بفتاة لم تخض تجربة زواج حتى تكون متساوية معه في الظروف الاجتماعية وحتى تستطيع أن تتباهى بها بين شرائح المجتمع ولا يقال عن زوجة ابنها انها مطلقة. وتطرح " هبة التركي " على طاولة الحوار سؤالها الأهم " لماذا يوضع الكثير من الخطوط حول المطلقة من قبل المجتمع فماذا تفعل إن ساءت العشرة الزوجية مع الزوج ؟؟ هل تتحمل حتى لايظلمها المجتمع فقد خاضت تجربة زواج فاشلة من قبل زوجها الذي كان يصر على إلغاء كرامتها حتى أنه كثيرا ماكان يضربها وبعلم أهلها إلا أن الأهل ينصحونها بالصبر بدل حمل لقب مطلقة ، متحدثة عن المجالس النسائية التي تتحدث فيها النساء عن المطلقات بالكثير من التشويه والأذى حيث أنها كثيرا ماتحضر مجالس نسائية تسمع فيها أحاديث غير لائقة عن المطلقات بالإضافة إلى نبذهن وتوفر نظرة الشك حولهن حتى أن المطلقة تشعر باختناق اجتماعي كبير ، بالإضافة إلى وجود بعض الأمهات اللائي يرفضن تزويج أبنائهن من مطلقات فحينما يذكر اسم فتاة مطلقة لأم تبحث عن بنت الحلال لابنها فأنها تغضب ممن يرشح فتاة مطلقة وتعتبر ذلك تهجما وإساءة لها ولابنها الخاطب فلابد أن يرتبط الابن بمن لم يسبق لها الزواج حتى يضمن السعادة.
أما "لمياء النهار" فترى ان الرجل المطلق يسقط من حسابات المجتمع فحينما يرغب الزواج مرة أخرى فان المجتمع يرحب بتزويجه بفتاة لم يسبق لها الزواج ويرى أن ذلك غاية في العدل فالرجل يحمل عيوبه أما المرأة فعيب واحد يكفي لإلغاء حياتها الاجتماعية والحجر عليها ، فيستطيع الرجل حتى إن خاض تجربة زواج فاشلة سابقة أن يقبل على الاختيار من أي فتاة رغب حتى إن كانت تصغره بالكثير من السنوات فهو في نهاية المطاف رجل ولكن المشكلة تكمن في المرأة التي تحمل لقب مطلقة والتي لابد أن تتحمل نظرة المجتمع القاصرة والتي دائما تترقب المطلقة في تحركاتها وتضعها في عداد من لابد أن يقبل بأي وضع كان.
وتختلف "أم خالد" مع البقية حيث أنها أم لأولاد جميعهم زوجتهم من زوجات يتوافقن معهم في الكثير من الأشياء موضحة ان الأم قد لا ترفض المرأة المطلقة وذلك نقصا بها فهي تبقى امرأة تشعر بشعور النساء اللائي من جنسها ولكن الأم دائما تحلم باختيار الأفضل لأولادها لذلك ترغب بتزويجهم بفتيات لم يخضن تجربة زواج حتى يكون ذلك الزواج هو الزواج الأول في حياة الفتاة فتبدأ دون رواسب نفسية قد تسبب أضرارا في حياة زوجيه أخرى إلا أن ذلك لايمنع من وجود أمهات لايجدن مانعا من تزويج الأبناء بزوجات مطلقات خاصة إذا كن من أسر كريمة ويحملن الكثير من الصفات الجيدة فالأم في النهاية تبحث عن سعادة الأبناء حتى إن كانت تلك السعادة مع مطلقة فهذا لايعيب المرأة فالطلاق أمرا شرعه الله وأحله وليس من الضروري اعتباره وصحة عار.
ويتحدث "عمر المرير" عن تجربة الزواج التي خاضها حيث أنه أقترن بفتاة مطلقة على الرغم من أنه لم يسبق له الزواج بسواها وقد كانت نعم الزوجة حيث شعر معها بالكثير من الاستقرار والراحة وقد خلقت تجربتها السابقة لديها رغبة حقيقية في المحافظة على بيتها وحياتها الزوجية بأي ثمن حتى أنها تستطيع أن تستوعب محاسنه وعيوبه وأن تحتويه بالشكل المطلوب ، مشيرا إلى أن زوجته كاملة في جميع صفاتها وبأنه يراها من أفضل النساء خلقا وجمالا وتعليما ولكن قد يكون الخلل أحيانا من الرجل الذي يكون غير مكافئ لها فتستحيل الحياة بينهما وينفصلان وهذا ليس جرما أبدا تعاقب عليه المرأة لذلك على المجتمع أن لايتحامل على المطلقة أبدا.