DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اعتزاز بالرايه السعودية

نواعم بعقول مدورة

اعتزاز بالرايه السعودية
اعتزاز بالرايه السعودية
أخبار متعلقة
 
التلفاز الذي كان في صالة الجلوس كان يضج بصوت المعلق الرياضي الذي كان يتابع حركة اللاعبين واللهث خلف الكرة من أجل تسجيل هدف ينقل المنتخب السعودي إلى كأس العالم تلك الأحداث الساخنة لم تكن تشد انتباه " خالد " في المنزل بل كانت شقيقتاه " سهام " وأحلام تقضبان على أظافرهما بأسنانهما وتتحلقان حول المباراة بشغف وانتباه شديد وقلق خاصة بأنهما دخلتا في رهان مع بعض الصديقات على فوز المنتخب ومن يكسب الرهان تقدم إليه دعوة لحفلة عشاء وتناول البوظة المثلجة المقلمة بالتوت. الوالدان يتأملان البنتين غير مدركين أسباب شغف ابنتيهما " سهام، وأحلام " بكرة القدم التي تعارف منذ القدم بأنها مثار اهتمام وجدل الصبيان فقط وقد كان الوالدان يضربان كفا بكف مبديين تضجرهما الشديد من صبيانية الفتاتين غير مدركين بأن أمثال " سهام وأحلام " من البنات الكثير وبأن البنات أصبحن أكثر جدلا ونزاعا على تشجيع مختلف النوادي الرياضية التي أصبحت تستحوذ على اهتمام الكثير من الفتيات وتثير روح الرهان لديهن فيما بينهن. وقد قرر عدد من الفتيات أن يعلن أخيرا عن عشقهن الكبير لبعض النوادي الرياضية وعن أهم المعايشات التي يقضينها في تشجيع فريق دون آخر ومن خلال ذلك كان إفضاء الحديث بهن عن سر ذلك الاهتمام يبدو من التالي. إلهام الشايع " تعيش حدث المباريات ولعبة الخسارة والفوز بشغف كبير حيث أنها تحرص أن تتبع أخبار فريقها المميز" الهلال الذي لاتقبل سواه فريقا حتى إن خسر فيبقى المفضل بالنسبة لها فهي ترفض القيام بأي عمل خلال إقامة المباراة الخاصة بفريقها ولاتنسى أن تعلن الإضراب عن الكلام أثناء مجريات المباراة متخذة من الفستق والحب رفيقها الوحيد في أوقات متابعتها لتلفاز حتى أنها لاتشعر بأي شئ مما يدور حولها في المنزل وذلك لفرط شغفها بمتابعة المباراة ولاتنسى أن تعد بالكثير من الحوافز المغرية لعائلتها في حالة فوز فريقها على منافسيه من النوادي الأخرى. دخلت "شفيقة الرازي " في رهان مع شقيقها " عبادي" الذي وعدته في حالة فوز فريقها المحبب أن تقيم لأصدقائه وليمة كبيرة في المنزل تشرف هي شخصيا على إعدادها في حالة الفوز وقد فاز فريقها وأمضت يومين في إعداد تلك الوليمة التي كلفتها الكثير من الوقت والجهد وبعض المصاريف المادية ولكنها قامت بها بفرح فالأهم بالنسبة لها فوز الفريق. وعلى مقربه من تلك الرهانات كانت هناك بنات العائلة اللواتي قررن الاحتفاء بفوز المنتخب السعودي فحددن يوما بعينة وقمن بطهي الأطعمة من أجل وجبة العشاء التي أحيطت بالكثير من بالونات الهواء والزينة الملونة وبالكثير من الصور التي تم إلصاقها على جدران المنزل " وقد كانتا " سهر ، وشهد " إحدى المحتفيتين بتلك المناسبة مع عائلتيهما حتى أنهما ارتديتا قمصان الفريق الأخضر طوال اليوم حيث كانتا وتطلقان الزغاريد احتفاء بذلك الفوز ومع كل ذلك لم تنسيا أن ينصبن الأعلام الخضراء عند أبواب المنازل ويلبسن الأطفال أخضر وأبيض مع توزيع الأعلام الصغيرة عليهم وذلك فرحا بذلك الفوز مما أكسب المكتبات التي تبيع تلك الأعلام الخضراء انتعاشا اقتصاديا كبيرا بسبب الإقبال النسائي على الشراء. ولايقتصر ذلك الاهتمام على البنات من دون العشرين ومافوق فقد شاركت " أم عبد الرزاق النويصر " في ذلك الاهتمام بفوز النوادي في المباريات على الرغم من أنها امرأة الأربعين فقد أقامت حفلة كبيرة في بيتها بمناسبة فوز المنتخب السعودي كلفتها تلك الحفلة " خمسة آلاف ريال " حيث أسرعت إلى السوق واشترت مختلف الحلويات والكعك الذي طلبت أن يعد باللون الأخضر والأبيض بالإضافة إلى الفستق الذي جعلته على شكل كرة القدم وملأت الكثير من السلال بالأعلام الخضراء وكروت صغيرة مكتوب عليها ( الفوز لنا ) ( احذر الإعصار الأخضر ) وأسندت مهمة توزيع تلك المجسمات في الشوارع على مارة الأحياء للأطفال بعد أن ارتدوا قمصانا باللون الأخضر والأبيض وقد حضر تلك الحفلة جميع العائلة خاصة من كان لديه أطفال وقد قمن بإنشاد النشيد الوطني احتفاء وفرحا بالفوز. ولكن في عالم الفتيات كان الأمر مختلفا فقد " تغيبت " أمل المساعدي " عن المدرسة يوم مباراة ناديها المفضل " الاتفاق وقد كان ذلك بالاتفاق مع صديقاتها الخمس اللواتي تغيبن من أجل التفرغ لذلك اليوم الهام بالنسبة لهن وفي اليوم التالي حضرن يربطن على جدائلهن شرائط بألوان الفريق الذي يشجعنه بالإضافة إلى الأحاديث المطولة والتعليقات التي لاتنتهي طوال ذلك اليوم الدراسي على أحداث المباراة ومن كان نجم تلك المباراة. أما " نرجس المغربي " فقد قررت أن تعيش التجربة بفرحها وطيشها على الطبيعة كما يفعل الصبيان معللة بأن ذلك من حق البنات أيضا لذلك انطلقت مع أخيها في شوارع الأحياء لمشاهدة الوفود الكثيرة من الشباب الذين انطلقوا من أجل الغناء والتصفيق الذي كانوا يطلقونه في الشوارع بالإضافة إلى أصوات ابواق السيارات التي لم تسكن لفرط إزعاجها احتفاء بفوز الفريق السعودي ولم تنس " نرجس " أن تحفز أخاها أن يحمل معه "كاميرا الفيديو " لتسجيل تلك اللحظة التاريخية بالنسبة لها حتى تبقى في الذاكرة ولا تغادر. وقد أضربت " منيرة العبد الله " عن الطعام قرابة الثلاثة أيام وذلك لفشل الفريق الذي كانت تشجعه في إحدى المباريات وقد وجدت الكثير من السخرية والضحك على سلوكها من قبل أسرتها إلا أنها تتمنى فيمالو سمح للفتيات في لعب كرة القدم حتى يستطعن أن يشاركن في صنع الفوز وعلى الرغم من تلك الفكرة المجنونة المسيطرة إلا أنها تحاول دائما الاقتراب منها بارتداء زى فريقها واللعب بكرة القدم في حديقة المنزل مع أخيها حتى تفرغ جزءا من هوسها بكرة القدم وبالفريق الذي تحلم بفوزه مجددا بدل خسارته الفادحة في المرة الأولى. تشابكت " هند " مع صديقتها بالأيدي في المدرسة وذلك حينما تخطت صديقتها حدود اللباقة في الحديث عن فريقها المفضل حينما خرج من الدوري خاسرا مما أثار غضب " هند " وقررت الانتقام لكرامة فريقها فتلقفتها في ساحة المدرسة وانهالت عليها ضربا وتشابكا الأمر الذي استدعى إلى صإيقافهما يومين عن المدرسة إلا أن ذلك لم يكن شيئا أمام دفاعهما عما أسمته بكرامة فريقها حتى إن كان خاسرا.