منذ القدم .. والقبائل والمجتمعات تسعى لوضع من يرأسها ويسيرأمورها ويحسم مشاكل افرادها ذلك أن امور الحياة اليومية لأي مجتمع سواء كان صغيرا او كبيرا الإنسان لا يخلو من حاجة الى التنظيم .. و في العصر الحديث اعتاد الناس ان يطلقوا مسمى العمدة على رئيس الحي .. و العمد لهم دور كبير وفعال في قضاء حاجات الناس و حل مشاكلهم حيث يضحون بوقتهم وراحة أسرهم من أجل حل مشاكل الأهالي وقضاء حوائجهم المختلفة ويضطرون في سبيل تحقيق ذلك الهدف للتفرغ التام لمتابعة شؤون الحي .. و رغم كل هذا فنجد المجتمع قد يغفل احيانا عن تسليط الضوء عليهم وإبراز دورهم الذي لا يستهان به والذي يعتبر حلقه هامة في سلسلة لا يمكن فصل احداها عن الاخرى أو الاستغناء عنها كي تظهر بالشكل الصحيح .. ونظرا لقيمة دور العمدة في نشر السلام والأمان بين أهالي الاحياء المختلفة ونظرا لما تتحمله أسرهم من مشاق حيث يدخلون بإرادتهم أودونها في معمعة العموديّة ويدفعون ثمنها مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ارتفاع درجة الوعي لدى المرأة والزوجة في مجتمعنا ورجاحة عقلها الامرالذي نعتز به والذي يؤكد على أن المرأة السعودية كانت وستظل قلبا كبيرا يسع الجميع ، "الاحساء اليوم" تسلط الضوء في الاستطلاع التالي على الثمن الذي تدفعه زوجات العمد للمسؤولية الملقاة على عاتق أزواجهن والتي يساهمن فيها بشكل أو بآخر .
انشغال دائم
وفى البداية تذكر زوجة عمدة الخالدية أحمد صالح المظفر ، أن انشغال زوجها الدائم في متابعة أمور الحي وحل مشاكله له تأثيره على الأسرة ولكنها تحمد الله على قدرتها وأبنائها على تفهم طبيعة الدور الذي يقوم به زوجها والذي يقضي بتحسس أحوال المحتاجين والوقوف على المشاكل الاجتماعية التي ترد إليه وهذا كله يتطلب في كثير من الأحيان قضاء الوقت الطويل خارج المنزل بخلاف الوظائف الحكومية الأخرى التي لها دوام محدد ووقت معلوم تنتهي بعده علاقة الموظف بعمله وتؤكد على أنها تضطر لمشاركة زوجها في عمله خصوصا إذا كان أحد أطراف المشكلة امرأة فإن زوجها يشركها في النظر في مشكلتها سواء كانت اجتماعية أو مادية .
علاقة طيبة
وعن نظرة الأهالي لزوجة العمدة وأبنائه تعتقد حرم المظفر بأن الجواب يتوقف على مدى فاعلية العلاقة بين العمدة وزواره فإذا كان العمدة يملك رصيدا جيدا من ثناء أبناء الحي عليه فإن ذلك حتما سينعكس على علاقة زوجته بنساء الحي وتعبر حرم المظفر عن فخرها واعتزازها بعلاقتها الطيبة بنساء الحي والتي يعود السبب فيها إلى ماقدمه زوجها إبان عمله العمديّ والذي هو مبعث سرورها واعتزازها .
تدخل نادر
وحول ما تتعرض له زوجة العمدة وأبناؤه مما يواجه العمدة من مدح وذم من قبل الأهالي الذين قد لا يرضيهم شيء ولا تقف مطالبهم عند حدّ تشير إلى أن زوجة العمدة وأبناءه من وجهة نظرها ليسوا في موقع المواجهة مع مراجعي مكتب العمدة ولذلك لا يتعرضون مباشرة للمدح أو للذم إلا في أحوال قليلة عندما تضطر للتدخل كطرف في إنهاء قضايا بعض النساء وتضيف حرم المظفر بأن قناعتها بالدور الذي يقوم به زوجها تزداد في كل مرة تسمع فيها دعاء عجوز محتاجة أو حين نصرة ضعيفة حيث تغمرها وزوجها سعادة لا تستطيع تقديرها بثمن ينعكس أثرها على المنزل بأكمله .
تدخل ومشاركة
وفى المقابل تؤكد زوجة عمدة " محاسن " شرعان رجاء الزعبي ،بأنها تتفهم طبيعة عمل زوجها وتقدر كافة مايترتب عليه من آثار وأنها تضطر كثيرا لمشاركة زوجها في عمله وذلك فيما يتعلق بالنساء الأرامل والمطلقات ومن ليس لهن ولي يستطعن الحضور معه إلى زوجها العمدة وأحيانا يدفعهن خجل الحاجة للجوء لها كوسيط بينهم وبين زوجها وتشير حرم الزعبي إلى أنها تعتز كثيرا بمساندتها لزوجها في عمله في خدمة ورعاية الأهالي حيث إنها تتفاعل كثيرا مع الحالات الإنسانية الموجودة بالحي وتتأثر لحالهم لدرجة تدفعها لمصارحة زوجها بأحوالهن وطلب مساعدتهن حتى لو لم يطلبن ذلك بل إنها تؤكد بأنها قد تجتهد في كثير من الأحيان لمساعدتهن في حاجتهن بشكل شخصي وتشير إلى أن هذه ماجعل علاقتها بنساء الحي رائعة للغاية حيث إنها وأبناءها يجدون كل الحب والتقدير من الأهالي.
وقت مضاعف
أما زوجة عمدة العمران عبد الهادي عبد المحسن العيسى فتوضح أن عمل زوجها كعمدة لا يختلف كثيرا عن كثير من الأعمال التي تتطلب مجهودا ووقتا مضاعفا .. ولذا فهي تقدر كثيرا ظروف عمل زوجها فهي ليست الزوجة الوحيدة التي يستهلك عمل زوجها جزءا كبيرا من وقته وجهده خاصة وأن الدور المهم الذي يقوم به زوجها في حل مشاكل الناس وإزاحة همومهم يسعدها كثيرا وينسيها أي أثر لانشغاله .
احترام وتقدير
وتذكر بأنها تضطر بالفعل لمشاركة زوجها في عمله لأن بعض نساء الحي وخاصة الأرامل والمحتاجات ماديا لإعانات الجمعيات الخيرية يطلبن مساعدتها وأضافت بأن مشاركتها البسيطة مع زوجها تسعدها كثيرا خاصة عندما ترى علامات السرور والراحة ترتسم على ملامح النساء المحتاجات مشيرة الى احترام نساء الحي وأهله لها ولأبنائها .
دور هام
وتشير زوجة عمدة القارة عبد الله هاشم البحراني إلى أن إيمانها الكبير وأسرتها بقيمة عمل زوجها وأهمية دوره لم يدفعهم فقط لتفهم ظروف عمله بل إنه دفعهم أيضا وبشكل جماعي للمساعدة والمساهمة في قضاء حاجة الأهالي خاصة ابنتهم الكبرى التي تتفاعل كثيرا مع نساء الحي والتي تحمل نفس ميول والدها في الرغبة في تخفيف هموم الأهالي وقضاء حاجتهم وهذا التعاون من قبل أفراد الأسرة أكسبهم احترام وحب الأهالي مما يمحو أي اثر لانشغال زوجها عن البيت الأمر الذي يتطلبه عمله باستمرار ولهذا فهي تقدر طبيعة عمله وتؤمن به .
مكتب عام
وتطالب السيدة " م - ا " باعادة النظر في اشتراط البعض قدوم المرأة مع وليها الى مكتب العمدة لترفع شكواها وإلا فلا يتم استقبالها و تتساءل : ما المانع في السماح لها بالذهاب بمفرها طالما أن للعمدة مكتبا حكوميا عاما ومفتوحا وبرفقته مساعدوه من رجال الأمن .. و تقول : ألم تكن النساء بالماضي وفي التاريخ الإسلامي يذهبن للقضاة والولاة ويشكين حاجتهن دون رفيق .. وماذا سيكون الحال اذا كانت شكوى المرأة من وليها فكيف يمكنها الإفصاح بحرية عما تريد أمامه .. خاصة وان كل زوجات العمد لسن قادرات على الاستماع للشكاوى في كل الاوقات لانهن في النهاية يحملن مسؤوليات اخرى علاوة على عدم تفرغهن لذلك العمل.
