كثيرا ما نسمع ونقرأ عن قصص مختلفة ومشاكل أسرية قد يكون بطلها الزوج أو الأخ فيضرب الزوج زوجته أو أبناءه، وكذلك الأخ يتسلط على اخوته مستبدا لايحترم مشاعرهم أو يتلفظ على والدته بالفاظ قاسية، فيتجاوز لغة الحوار الرصين المهذب إلى العنف اللفظي، ولعل ذكر بعض الصور كمدخل للموضوع يعطيه من الأهمية بمكان أن يتم التعامل مع هذه المشكلة بروح جدية وصارمة من أجل محاولة إيجاد الحلول الناجعة وكذلك الحد من تفاقمها.. الفراغ وعدم التدبير
تروي فاطمة عن واقع مريرعاشته، وتتحدث وهي تبكي، كم تمنيت أن لا يحدث هذا الأمر في حياتي وحياة زوجي، إلا أن الشيطان و الفراغ وعدم الاستماع لآراء الآخرين، أو سماع النصيحة من الآخرين، أدى به إلى حال يرثى له، فبدأ بالضرب والمكابرة، إلى أن وصل الحال بنا إلى الطلاق، والأيام التي عشتها معه وخصوصا السنوات الأخيرة، كانت بمثابة الجحيم الذي أكتوى به جسمي، وكذلك أبنائي، الذين لا يزالون يعانون الأمرين من معاملته القاسية ، فلم يترك ااي نوع من أنواع الضرب إلا ومارسه بحقي، إضافة إلى الحرب المعنوية التي يشنّها بين فترة وأخرى عليّ وعلى أبنائي،، وكل ذلك تحملته إلى أن وصل الحال إلى الطلاق الشرعي بيني و بينه.. وغيرها من القصص الكثيرة التي تشمئز منها النفوس، وتثير العداوة بين أفراد العائلة الواحدة.
الأمم المتحدة .. و العنف ضد المرأة
منذ صدور القرار الدولي الأول لمكافحة العنف ضد المرأة عام 1990 من المجلس الاقتصادي الاجتماعي في هيئة الأمم المتحدة، وتخصيص فترة زمنية من كل عام بين 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر تنظم فيها حملات عالمية لمكافحة العنف ضد المرأة، ومرورا بالاعلان من أجل القضاء على العنف الموجه إليها عام 1993 حتى يومنا هذا، لم يحد كل ذلك أو يوقف العنف الأسري ضدها، بل أشارت أغلب التقارير إلى الزيادة كما وكيفا في ممارسة العنف ضدها.
وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية ان ثلثي نساء العالم يتعرضن للإساءة و الأذى البدني من جراء العنف داخل المنازل!. وفي فرنسا يقع العنف الأسري ضد المرأة في حوالي 10بالمائة من العائلات الفرنسية. وفي أمريكا أكثر من 4 ملايين امرأة يتعرضن للعنف البدني من أزواجهن.. وفي بريطانيا أكثر من 25بالمائة من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن.. و أفادت بعض التقارير الرسمية في الولايات المتحدة الى أن كل 15 ثانية تمر تشهد تعرض أمرأة للضرب المبرح.. وفي الوطن العربي والاسلامي أرقام قريبة من ذلك، إذ تصل نسبة النساء اللواتي يتعرضن للضرب في مصر من أزواجهن إلى 35بالمائة ، كما جاء في دراسة للمركز القومي للبحوث الإجتماعية في مصر.. كما أفادت دراسة صادرة من المركز نفسه عام 2004، بأن هناك اتجاها متزايدا لإرتكاب المرأة المصرية للجرائم العنيفة في ضوء الاضطهاد الذي تتعرض له كشيوع العنف ضدها مثل الضرب أو التهديد به دائما ..أم تلجأ إلى طلب الطلاق فتعرض الأسرة بكاملها للانهيار، كما قالت مساعدة رئيس المؤسسة القضائية للأسرة في إيران ان 80 بالمائة من المراجعين لطلب الطلاق هن النساء اللواتي تعرضن للعنف وسوء تصرفات أزواجهن!
[email protected] 
