أخبار متعلقة
اثناء جولتي داخل دار الملاحظه كنت اسجل كل ما أراه داخل ذاكرتي.. ورغم انها كانت
تخونني بعض الاحيان الا انني كنت استرجع وبقوة كل ما سجلته بالتركيز تارة وبسؤال
نفسي تارة اخرى.
لن اطيل عليكم وانما سأعيش واياكم جوا مختلفا في الجزء الثاني عندما نقرأ القصص
الاكثر اثارة وعمقا من الجزء الاول.. ولقد تعمدت ابقاء القصص الاكثر جمالا للجزء
الثاني حتى لا نحرق ما بدأناه.
ندم
"أ - ف" شاب يبلغ من العمر 17عاماً عندما تراه تشعر بأنه نادم ويتمنى أن يعود به الزمن للوراء لكي لا يقع فيما وقع به.. اتهم في قضية أخلاقية .. ويطول شرحه لأسباب ذلك .. كانت دموعه تلمع داخل عينيه.. دعونا نعش معه مشكلته وهو يرويها.. حيث يقول: أبي هو من أوصلني لهذه المرحلة .. بدا كذلك ثم تنهد وقال: طلق والدتي منذ كنت طفلاً وتزوج بأخرى ليتركنا نعيش كالأيتام رغم وجوده في نفس المنطقة .. واصبحت تمر علينا الاعوام ولا نراه.. وأنا اتساءل إذا كان هو لا يريدنا فلماذا تزوج ولماذا أنجبنا ؟ وهل يعقل أن يقوم أب بالتخلي عن ابنه وهو في أمس الحاجة إليه .. أليس مسئولاً عني أمام الله ؟ أليس كل راع مسؤولا عن رعيته ؟ أنا اتعجب من هؤلاء الآباء وتصرفاتهم التي لا تمت للابوة بصلة.. وكثير من رفاقي في الدار لديهم المعاناة نفسها وإهمال آبائهم لهم من أهم الأسباب التي أدت إلى انحرافهم .. ومع تلك الظروف فان والدتي كان لها دور كبير في توجيهي واعلم أنها كانت تتمنى أن أكون من أفضل الشباب لتثبت للجميع ولوالدي خصوصاً أنها قادرة على تربيتي بعد أن تخلى عني.. ولكن للأسف رفاق السوء كانوا حجر عثرة بينها وبين تحقيق هذا الحلم.
الالم هو الالم .. وعندما يتحدث عنه الالم فانه يخرج من بين ضلوعه.. دعونا نستمع لما تبقى من قصة (أ - ف): كانت بداية انحرافي عندما تعرفت على مجموعة من الرفقة السيئة وبدأت هذه العلاقة تتطور يوماً بعد يوم مما تسبب في تدهور علاقتي بأسرتي وكانت البداية معهم ونهاية أحلام والدتي.. بدأت بالتدخين بمباركة من رفاقي وتطورت حتى وصلت لبعض أنواع المخدرات.. وعندما وقعت وادخلت دار الملاحظة خلصني ذلك من سلبيات كثيرة كانت في حياتي، فعدت إلى صوابي واتقيت ربي تعالى وأصبحت محافظاَ على الصلوات وأحفظ أجزاء من القرآن الكريم والحمد لله.. وكل ما أرجوه منكم هو إيصال حديثي لجميع الآباء الذين يهملون أبناءهم ويتركونهم فريسة سهلة للرفقة السيئة، وأطلب من المجتمع مراعاة ما مررنا به وعدم إصدار الأحكام علينا بأننا شباب فاسد ولا نصلح لشيء.. فنحن فعلاً شباب أسوياء لكن ظروفنا الصعبة هي التي صنعت منا أطفالاً مجرمين مع أننا لا نعرف ما الجريمة.. فنحن نحاسب الآن على جرم ارتكبناه ولكن من يحاسب الآباء على إجرامهم في حقنا؟!
تدريبات دورية على الحاسوب