DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خدام في مصافحة مع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري

ارتكبنا أخطاء كثيرة في لبنان ودفعنا ثمنها غالياً

خدام في مصافحة مع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري
خدام في مصافحة مع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري
وجه نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، ضربة لقيادة بلاده، حينما ندد بحكومة الرئيس بشار الأسد، وقوله إنها "ارتكبت أخطاء كثيرة خلال فترة هيمنتها" على جارتها لبنان، وفي مقابلة مع قناة تلفزيون العربية الفضائية أمس من باريس، شن خدام هجوما غير مسبوق على الرئيس الأسد والقيادة السورية، معترفاً "بتهديدات سورية مباشرة" وجهت للحريري، كذلك ما قال انه أمثلة على الأخطاء السياسية لسوريا في لبنان. وقال مراقبون دبلوماسيون، إن الخروج الأول لخدام، عقب تنحيه عن منصبه، جذر الانشقاق المكتوم في فترة تعاني فيها دمشق من ضغوط دولية هائلة، عقب اتهامها بالضلوع في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وما وصفته دوائر لبنانية بضلوع سوري مباشر في جرائم الاغتيال التي طالت لبنان منذ اغتيال الحريري وحتى الآن. وفي المقابلة نفى خدام أن يكون مبعدا أو مبتعدا، واصفاً قدومه إلى باريس ليتسنى لها "كتابة مرحلة مهمة من تاريخ بلاده" وقال إنه من واجبه الوطني التأريخ لما سماه "الحقائق والوقائع الصحيحة"، وأضاف إنه في باريس يستطيع الكتابة بهدوء بعيدا عن الضجيج السياسي الموجود في بلاده.. نافياً في نفس الوقت تعرضه لإساءة أو تهديد، مشيرا إلى علاقته الحسنة بالرئيس الأسد.. وأضاف إن جميع لقاءاتهما كانت "ودية" وأنه ـ أي الرئيس الأسد ـ يكن له كل احترام، واستقبله قبل مغادرته دمشق بيومين، لكن الاختلاف في وجهات النظر لا يلغي الاحترام المتبادل. وعن سؤال حول توقعه بتهديدات معينة، قال أتوقع أن يتعرض لذلك من قبل بعض من ضللوه (أي الأسد)، مشيرا إلى تعرضه سابقاً لخمس محاولات اغتيال في السابق، ليس لأنه اختلف مع أحد في "كازينو قمار" إنما لحرصه على مصلحة بلاده. وقال إن لديه الكثير من الملفات التي يستحضرها، وليس ضد أشخاص إنما لما سماه مصلحة البلد، مهددا من يحاول التعرض له، بأن لديه "الكثير والخطير" متحفظا عن إبداء التفاصيل حول ذلك. واعترف خدام بأنه ترك سوريا في الزمن الصعب، "من أجل سوريا"، وبرر استقالته من منصبه قبل عام تقريباً بعدم الانسجام مع بعض الأشخاص داخل النظام، والذين لا يتفقون مع ما يراه من خطوات يرى انها ضرورية للإصلاح في بلاده، وأشار إلى تقديم كل العون للرئيس الأسد قبيل توليه الرئاسة، وبعد أدائه القسم قدم له دراسة حول تطوير الحزب، ونظامه السياسي في سوريا، وكيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية، ومسألة العلاقة بين الإسلام والعروبة ومسألة الحداثة، وقال "أعتقد لو أن الرئيس الأسد تبنى هذه الاستراتيجية لما وقعت سوريا في هذه الحقول من الألغام" وأن "المشكلة الكبرى هي أن الدولة عندما لا تكون لها سياسة تكون في طريق مليء بالألغام وفي ظلام دامس". وسرد خدام، أنه في مطلع سبتمبر 2004 زار سوريا الأمريكيان داريل عيسى وماتن إنديك اللذان انتقدا سوريا، لكن هناك من أقنع الرئيس بأن "الولايات المتحدة ستأتيه زاحفة من أجل العراق لتبقيه في لبنان". واعترف خدام، بأنه طلب من الرئيس الفرنسي شيراك إرسال خبراء لدراسة الوضع، وهذا ما حدث، لكن مقترحاتها نامت في الأدراج، وقال إنه تشكلت لديه قناعة بأن عملية الإصلاح لن تسير، فقرر الاستقالة، خاصة أنه وضع نفسه بين خيارين "إما أن أكون مع النظام أو أكون مع الوطن.. فاخترت الوطن لأن القيادة زائلة" مشيرا إلى الانفراد بالسلطة وغياب المؤسسات الدستورية وقيادة الحزب وقيادة المنظمات الشعبية، وأصبح دورها "تغطية القرار الذي يصدر عن الرئيس" وقال إن الفساد استشرى بشكل لا يصدق، واستعرض مثالا لموظف لا يتجاوز راتبه 400 ليرة، توفي وعنده ثروة لا تقل عن 4 مليارات دولار، في الوقت الذي تزداد فيه الحاجة للمواطن العادي الذي يبحث عن طعامه في صناديق القمامة.. واعتبر ذلك ظاهرة غير مسبوقة في الحياة السياسية السورية لم تحدث منذ الاستقلال، متهما الدائرة المقربة جدا من السلطة السياسية باستغلال النفوذ والثراء غير المشروع.. فيما يعيش نصف الشعب السوري تحت خط الفقر، وغالبية النصف الآخر على خط الفقر، والقلة المحظوظة هي التي تتسلط وتثرى. واستشهد خدام بما كان يحدث في اجتماع القيادة عقب وفاة الرئيس حافظ الأسد عام 2000م، وطرحه لأفكار إصلاحية تدعو لمشاركة سياسية أوسع، لكن فريقا مقربا من الرئيس بشار كان يضرب كل محاولاته ويحبطها، متهما أجهزة الأمن بتغطية التقصير في الإصلاح ونسبته للحرس القديم، وتبرير الانفراد بالسلطة، والقراءة الخاطئة للأحداث العربية والدولية، والاستنتاج الخاطئ لقرارات لمواجهة هذه التطورات.. متهماً الرئيس بشار "بالانفعال وردود الفعل، مما افقده القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب".. وقال إن ما يزرعه المحيطون في عقل الرئيس من أوهام، ويصورون "خطأه صوابا وظلمه عدلا" فتضيع الحقائق، وعن علاقته بصهر الرئيس أصف شوكت وشقيق الرئيس.. ماهر الأسد، قال إنه لم تكن لديه علاقة بالقوات المسلحة إلا عبر وزير الدفاع ورئيس الأركان، وعن مقارنته بوزير الخارجية فاروق الشرع الذي أصبح الرجل الثاني في النظام، رفض ذلك، وقال إن الشرع ليس الرجل "الثاني أو العاشر" وقال "هذا بعيد". من يحمي غزالي؟ وعن التشكيك برواية انتحار غازي كنعان، قال إنه ليس لديه أية معلومات، لكنه قال إنه إذا أخذت بالاعتبار الظروف والملابسات التي وضع فيها كنعان، قال إنه "يمكن ترجيح عملية الانتحار.. لا أدري إذا جرى تحقيق جدي أم لا لكني آخذ بظواهر الأمور".. وكشف عن انه قبل يوم من الانتحار كان مدعوا عند صديق، و"كان مرحاً ولا يبدو عليه أي شيء من ذلك، وفي اليوم التالي شوهد عكس ذلك"، لكن لا أحد يعرف ما الذي جرى بالضبط؟ واتهم خدام جهات ما بالضغط عليه خصوصاً بالنسبة للوضع اللبناني وتحميله مسؤولية التراكمات فيه، وأغفل بشكل متعمد دور رستم غزالي، الذي "تصرف كأنه الحاكم المطلق في لبنان" واعترف بأن غزالي شتم "الرئيس الحريري والرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط" وانتقد خدام الحماية الواضحة التي يصبغها الرئيس بشار الاسد للواء رستم غزالي رئيس المخابرات السورية السابق في لبنان. وان الجميع بدأوا يتساءلون "لماذا حماية رستم غزالي والجميع يعرف موبقات هذا الرجل" وقال انه طلب مرارا من الرئيس بشار ان يقيله. ونصح الرئيس الأسد باتخاذ موقف تجاهه، لكنه اكتفى بتنبيهه، لكن بعد فترة زادت، متهما إياه بأخذ 35 مليون دولار، واعترف الرئيس الأسد بأنه "فعلاً حرامي" . وقال إنه وبعد اغتيال الحريري، قال خدام للأسد، "هذا هو المجرم (أي رستم غزالي) جيبه واقطع رقبته" لكن الرئيس خطب في مجلس الشعب معترفاً بأخطاء في لبنان، وأضاف أنه طلب من الرئيس محاكمة المتسببين عن الأخطاء في لبنان ـ ومنهم وزير الخارجية الذي ورط البلد في القرار 1559 ـ لكن شيئا لم يحدث، وبدأت أتساءل: لماذا حماية رستم غزالي بالذات؟ من قتل الحريري؟ وعن سؤال بمن قتل الحريري، قال خدام انه يجب انتظار نتائج التحقيق الدولي، الذي تؤيده جميع الأطراف، معتبرا إنه من السابق لأوانه توزيع التهم، "لكن ما أريد الإشارة إليه هو أن الحملة السياسية التي وجهت ضد الرئيس الحريري، شكلت أزمة مع لبنان". واعترف بأنه جرى توجيه تهديدات سورية كثيرة للرئيس الحريري، وعندما يقول رئيس جهاز الأمن ـ رستم غزالي ـ لزواره وهو يلعب بمسدسه "سأفعل كذا وكذا" وهناك كلام خطير عن الرئيس الحريري، في إحدى المرات استدعي في دمشق وسمعته من الرئيس الأسد ومن الحريري ومن غازي كنعان، وأسمع الرئيس الحريري كلاما قاسيا جدا جدًا ـ قبل التمديد بثلاثة أشهر ـ من قبل الرئيس بشار الذي قال له "أنت تريد أن تأتي برئيس لبنان.. أنا لا أسمح لك، سأسحق من يحاول أن يخرج عن قرارنا" فارتفع ضغط الرئيس الحريري، وبدأ ينزف من الأنف. بعدها قلت للرئيس معاتباً:"كيف توجه هذا الكلام لرئيس وزراء لبنان وأمام ضباط صغار"، وأدرك أنه أخطأ، وكلفني بإزالة الأزمة.. وقال إنه قبل اغتياله بأشهر، استدعي الحريري وقيل له "إنه لم يعد مرغوبا به" لكنه لا يتوقع أن تقدم بلاده على اغتيال الرئيس الحريري، وقال إنه من حيث المبدأ لا يمكن أن يتخذ أي جهاز أمني سوري هذا القرار دون علم الرئيس (الأسد) وهو ما نفاه شخصيا في حديث لمجلة دير شبيجل الألمانية، مصراً على انتظار نتائج التحقيق. وعن كونه المسؤول السوري الوحيد في عزاء الرئيس الحريري قال إنه ذهب بصفته الشخصية ـ لا الرسمية ـ وتقديرا لعلاقة الصداقة التي كانت تربطهما، مشيدا بما قدمه الحريري لسوريا في مراحل مختلفة، وأشار إلى مرحلتين في العلاقة مع الحريري، الأولى كانت جيدة جدا في حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي كان يرى ضرورة تقويته لا إضعافه، لأن لبنان بحاجة إليه كذلك سوريا أيضاً. والثانية خلال مرحلة الرئيس بشار، حيث كان التعامل مختلفاً، مشيرا إلى الحملات الشديدة على الحريري من قبل الرئيس إميل لحود وفريق لبناني نافذ نجح في استمالة سوريا لموقفه ضد رئيس الوزراء الراحل. لا عدس ولا حمص وعن فرضية دور أحمد أبو عدس في جريمة الحريري، قال إن من طرح فرضية أحمد أبو عدس هو في غاية الغباء، عملية التفجير تطلبت ألف كيلو من المتفجرات، وتطلبت عملية تقنية للتشويش على موكب الحريري، وإذا كان في السيارة فأين أشلاؤه؟ ليس هناك عاقل يمكنه قبول مثل هذا التفسير، في ظل ضرورة وجود إدارة لمثل هذه العملية، وأشخاص على الأرض.. وقال ساخرا:" لا أحمد أبو عدس ولا أحمد أبو حمص".. هذه عملية كبيرة وراءها جهاز قوي.. أما من هو؟ فهذا ما تحدده نتائج التحقيق؟ وعن تقرير ميليس، أن يكون ظالما تجاه أطراف سورية ولبنانية، قال :"انه محامي.. والتقرير فني ومهني.. هو أعطى خلاصة ما لديه، ولا يستطيع أن يعطي ما لديه لأن ذلك يضر بسلامة التحقيق" وتجنب تسييس التحقيق، رغم إن الجريمة سياسية، من سيّس التحقيق، المشتبه بهم، سيّسوه عندما يصدر ويعودون لمدحه. وعن وقع خبر الاغتيال داخل سوريا، قال إنه كان هناك اجتماع بالقيادة القطرية، وصعقت عند الخبر، وجميع الموجودين كان رأيهم أن هذه كارثة على سوريا، لكن إذا أردنا أن نأخذ الصورة من تصريح وزير الخارجية فاروق الشرع، الذي قال للصحافيين وقع انفجار أودى بحياة عدد من الأشقاء اللبنانيين دون أن يذكر اسم الرئيس الحريري، وكأنه مجهول الهوية، وهذا يدل على الشعور الباطن تجاه الرئيس الحريري. رفض لحود والتمديد له وعن رأيه بالتمديد للرئيس لحود، قال "كانت لي وجهة نظر معارضة" لأن لبنان لا يتحمل حكما عسكرياً، وكشف عن أنه عارض في البداية اختيار الرئيس لحود أساساً، وأضاف إنه حذر الرئيس بشار الأسد من قبول التمديد، لأن نتائجه ستكون خطيرة على سوريا ولبنان، وبعد أيام اتصل بي الرئيس الحريري الذي قال "جماعتكم غيروا رأيهم".. وسألني ما رأيك؟ قلت له: " مدد واستقل" لأنه لن يتحمل الضغوط السياسية والأمنية وتبعات ذلك. وتساءل هل معقول إن سوريا بعد ثلاثين عاماً في لبنان ليس لديها إلا إميل لحود وسليمان فرنجية؟ هذا هو قمة الفشل السياسي. غير صحيح وعن اتهامه بتجميد اتفاق الطائف، نفى خدام ذلك وقال إنه لم يجمد ولم يطبق، والمسؤول عن ذلك الإدارة السياسية في لبنان.. معترفا بوجود تقصير سوري أيضا، وتجاوزات لبنانية سورية مشتركة سببت ذلك. وقال إن الخطأ في الانتخابات التي اعقبت حكومة عمر كرامي، بحيث أخذ تشكيل الحكومات منحى توجهات الكتل السياسية بالمجلس النيابي، من هنا أتت الصورة بأن سوريا جمدت اتفاق الطائف، معترفاً بدور سوري في تشكيل الحكومات اللبنانية. وردا على سؤال عن تأخير الانسحاب السوري، لسببين لبناني يكمن في خشية الحكومة اللبنانية من خلل أمني والجيش لم يكتمل بناؤه، وسبب سوري وهو ان إسرائيل موجودة بالجنوب، لكنه قال إنه كان يجب على القوات السورية أن تنسحب عقب انسحاب القوات الإسرائيلية، وتوفير كل هذا التداعي الذي حدث لاحقاً. عبد الحليم خدام.. نائباً لرئيسين ـ من مواليد 1932م.. بمدينة بانياس بمحافظة طرطوس. ـ متزوج من السيدة نجاة مرقبي وله أربعه أولاد ثلاثة ذكور وابنة واحدة. الوظائف السابقة ـ 1951 الجامعة السورية بدمشق من كليه الحقوق (سوريا) ـ 2005 عضواً في اللجنة المركزية (سوريا) ـ 1947 ـ 1964 أمينا لشعبه الحزب في بانياس. ـ 1954 ـ 1964 عمل في المحاماة , في بانياس واللاذقية. ـ 1964 ـ 1966 محافظاً لحماة. ـ 1966 ـ 1967 محافظاً للقنيطرة . ـ 1967 ـ 1969 محافظاً لدمشق. ـ 1969 1970 وزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية في وزارة الدكتور يوسف زعين. ـ 1970 ـ 1971 شغل عضوية القيادة القطرية المؤقتة بعد الحركة التصحيحية. ـ 1971 ـ 2000 سمي نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية. ـ 1971 ـ 2005 انتخب عضوا في القيادة القطرية. ـ 1984 ـ 2005 عين نائباً لرئيس الجمهورية. ـ عند وفاة الرئيس حافظ الأسد عام 2000 عين خدام رئيساً لسوريا لمدة 37 يوماً باعتباره النائب الأول للرئيس الراحل إلى أن تولى الرئيس بشار الأسد سدة الحكم حيث بقي خدام نائباً للرئيس، وحتى تنحيه عن المنصب.
جريمة الاغتيال سندفع ثمنها طويلا
أخبار متعلقة
 
خدام بجوار الرئيس بشار خلال اجتماع في يونيو الماضي