لم يكن افتتاح خادم الحرمين الشريفين أمس الأول لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ، مجرد تدشين لصرح اقتصادي مهم، إنما هو إرساء لجزء مهم من المستقبل، خصوصاً ما يتعلق بإيجاد فرص عمل للشباب السعودي تصل إلى نصف مليون وظيفة.
500 ألف وظيفة إذاً.. وفي مشروع واحد، وهذا وحده كفيل بضرب البطالة في مقتل، والمغزى ليس هنا فقط، إنما أيضاً استثمارات تتجاوز الـ100 مليار ريال، أي ما يعني تزويد شريان الاقتصاد السعودي ومعه المجتمع كله بدورة حيوية جديدة تؤمن للوطن مستقبلاً شريفاً وعزيزا.
ولأننا لسنا بصدد التقييم العاطفي للمشروع، إنما التقرير الواقعي يقول بوضوح، إن بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده ـ يحفظهما الله ـ مقبلة على عملية نهضوية ضخمة، توازي في عمقها أضخم ميزانية أقرت في تاريخ المملكة منذ تأسيسها، وهذا التوازي، يدلل على حجم التوسع التنموي الذي ينتظر بلادنا، خصوصاً في مرحلة ما بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.
فعالم اليوم، ليس عالم الكيانات الصغيرة، لكنه ـ في هذا التوقيت ـ عصر الكيانات العملاقة وبالذات في الجانب الاقتصادي، الذي أثبتت الأيام وتجارب الخمسين عاماً الماضية، أنه الداعم الرئيسي لقيام إمبراطوريات القرن العشرين وما يليه.. وتلاشي القوة العسكرية إلى موضع جانبي مؤقتاً.. وبدا واضحاً قيام قوى عالمية على أنقاض الضعف العسكري.
الشعوب الآن تؤمن بأهمية معيشتها، وأهمية كيفية تأمين حياتها، وهنا تأتي رحلة البحث عما ينعش جوانب الاستثمار المحلي، من شتى جوانبه، ومن هنا أيضاً تأتي مدينة الملك عبد الله الاقتصادية كواحدة من التجمعات الاقتصادية المتكاملة، والتي تقدم للوطن نموذجاً للعمل البناء والمخلص، الذي يجعل من المملكة واجهة استثمارية واقتصادية مميزة تنشر الخير لأبناء الوطن.
