لازال طالب المرحلة الابتدائية جار الله حسين الشريدة يرقد على السرير الأبيض في الغرفة رقم 368 غرفة العناية المركزة الوسطى بالدور الثالث بمستشفى الملك فهد بالهفوف الذي أصيب يوم الثلاثاء الماضي بإصابات مختلفة إثر سقوط باب مدرسة الحليلة الابتدائية عليه أثناء خروجه من المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي، حيث نقل لمستوصف بلدته الحليلة القريب من المدرسة ومن ثم نقل بواسطة إسعاف جمعية الحليلة الخيرية لمستشفى الملك فهد الذي يتلقى العلاج فيه حتى الآن.
ويعاني الطالب من مشاكل صحية تلزمه البقاء في المستشفى لعدة أسابيع حيث تم إجراء عملية جراحية في رأسه ويعاني من تورم في العين اليمنى وازرقاق في الوجه ونزيف في الأذن وكسر داخلي في الأنف وكسر آخر في الوجه تحت العين مباشرة.
وتحدث حسين الشريدة والد الطالب والذي يرافقه في المستشفى الذي قال: لا أعلم كيف سقط الباب على ابني التي أنقذته العناية الإلهية وقد جاء تقرير إدارة المدرسة عن الحادثة بعيداً عن الواقع حيث جاءت الرواية أن سقوط الباب جاء نتيجة التزاحم من الطلاب أثناء خروجهم من البوابة وهذا غير منطقي أبداً ولو حدث هذا لكان المصابون أكثر من طالب بفضل تزاحمهم أو شجارهم أثناء الخروج، والحقيقة هي أن عامل المدرسة فتح الباب المغلق منذ زمن طويل ولا ندري من أين تلقى الأوامر بفتح درفة واحدة هي التي سقطت من الباب وهو باب رئيس للمدرسة وحجمه كبير ومصنوع من الحديد، حيث تبين فيما بعد أن الباب يوجد به صدأ تنقصه الصيانة و الدرفة متآكلة ولا توجد حلقات لتثبيت الباب، ولكن بعد الحادثة سارعت المدرسة في عمل الصيانة اللازمة له، وأضاف بأن أسلوب المدرسة في التعامل مع الموضوع جاء بطريقة تعكس حرص المدرسة على إخلاء طرفها من المسؤولية وعدم مطالبتها وأن الحادثة عرضية وأنها قضاء وقدر حيث قدم وكيل المدرسة إلى منزلنا للتوقيع على ورقة رسمية من المدرسة مضمونها التنازل من قبلنا وبالتالي إخلاء طرف المدرسة مما حدث وهذا الوكيل الذي لم يراع حالتنا النفسية منشغلين ومتخوفين على حالة ابننا الصحية.
وأكد أن زيارة مدير التربية والتعليم بمحافظة الأحساء للاطمئنان على صحة ابني جار الله في المستشفى خففت عنا الكثير وفيها معاني سامية ومتابعة دقيقة وتعبر بلا شك عن اهتمامه الشخصي لهذا الموضوع وبدوري أقدم شكري الجزيل وامتناني العظيم له على هذه الخطوة الكبيرة وأتمنى التحقيق في هذه القضية لكشف ملابساتها.
أما مدير المدرسة التي وقعت فيها الحادثة أحمد التركي الذي حضر إلى المستشفى يوم وقوع الحادثة لمتابعة حالة الطالب، وزاره بعد تنويم الطالب في المستشفى فقد أكد على أنه تم إعادة بناء المدرسة في العام 1414هـ وأن الباب الذي سقط على الطالب جار الله ليس البوابة المخصصة لخروج الطلاب هناك بوابة مستحدثة من العام الماضي في الجهة الغربية من المدرسة هي بوابة الدخول والخروج الرئيسة للمدرسة وذلك لحماية الطلاب من السيارات للبوابة الأخرى، والباب الذي عبر منه الطلاب مخصص لنقل مخلفات المدرسة وللسيارة التي تغذي المدرسة بمياه الشرب وهي مغلقة وفي حالة جيدة ولا نعلم كيف ذهب الطالب للخروج منها وواصل حديثه القول: الدرفة التي سقطت هي الدرفة الثابتة وليست المتحركة وبهذا نستنتج أن الطالب قد عبث بالباب وسقط عليه ونحن لم نشاهد الواقعة والمعلمون المسؤولون عن خروج الطلاب منشغلون بالطلبة في البوابة الغربية ، أما بخصوص الورقة التي ذهب بها وكيل المدرسة لولي أمر الطالب يوم الأربعاء الماضي وهو ثاني أيام الحادثة هي إجراء رسمي وفيها استفسار هل ولي الأمر يطالب المدرسة أو يحملها أية مسؤولية وليست ورقة تنازل أو هروب إدارة المدرسة من المسؤولية وقد وقفت على حالة الطالب منذ وصوله لطوارئ مستشفى الملك فهد وحتى نقله غرفة التنويم وكانت إدارة التعليم على تواصل مستمر وعلى اتصال مباشر من مدير التعليم شخصياً أحمد بالغنيم ونحن مهتمون بحالة الطالب كونه إنسانا ومن ناحية أخرى هو ابن من أبنائنا والحمد لله على سلامة الطالب، ونحن في متابعة مستمرة مع الجهاز الطبي للاطمئنان على حالته الصحية وبإذن الله سيتعافى ويعود لمقاعد الدراسة مرة أخرى. وفي جانب آخر وجه مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الأحساء ( بنين ) تشكيل لجنة خاصة لمتابعة هذا الحادث والوقوف على الدواعي والأسباب الحقيقية التي أدت إلى سقوط باب المدرسة على الطالب ورفع تقرير مفصل لسعادته وعلى ضوء ذلك ستتخذ الإجراءات النظامية بحق المتسببين والمقصرين ومعاقبتهم حسب المتبع. والجدير بالذكر أن هذا الحادث هو الثاني من نوعه الذي يقع في المنطقة الشرقية حيث حصل حادث مماثل فقد سقط العام الماضي باب إحدى المدارس بالدمام أدى إلى وفاة الطالب