بين كتاب أمريكا اللاتينية يأتي اسم (باولو كويلو) التالي مباشرة في الأهمية بعد الكولومبي (جابرييل جارسيا ماركيز)، ويرى العديد من النقاد ان العوامل الرئيسية التي أوصلت هذا الكاتب البرازيلي المعاصر الى تلك المرتبة، بل وجعلته يتخطى الكثيرين، ومنهم الروائي البرازيلي الشهير (جورجي أمادو)، تتلخص في واقعية وشاعرية وفلسفة أسلوبه الكتابي، إلى جانب لغته الرمزية التي تتجاوز التأثير على عقل القارئ لتصل إلى قلبه وعواطفه، مما يجعلها - كما يرى كثيرون - مصدر إلهام قويا قادرا على إيقاظ المشاعر القومية حتى لدى الشعوب الأخرى.
ولد باولو كويلو في (ريو دي جينيرو) سنة 1947 وقبل اشتغاله بتأليف الأعمال الروائية اهتم كثيرا بالكتابة المسرحية، وعمل في الإخراج المسرحي وكتابة الأغاني لبعض أشهر مطربي البوب البرازيليين، ثم انتقل الى العمل الصحفي وإعداد البرامج التلفزيونية.
وتعتبر رواية (ذي بلجريمج) أو (الرحلة) التي نشرت سنة 1987 هي العمل الروائي الأول الذي كتبه كويلو وتأخر إصداره عاما كاملا ليصدر بالتزامن مع روايته الشهيرة (الخيميائي) التي ساهمت في انتشاره ليصبح أحد أهم الروائيين العالميين المعاصرين وتتحول أعماله إلى أولى الظواهر الأدبية الحقيقية الواسعة الانتشار. ومنذ سنة 1987 والى اليوم فان أعماله الروائية نشرت في اكثر من 120 دولة وترجمت الى 45 لغة عالمية وبيع منها اكثر من 27 مليون نسخة كما حازت على العديد من الجوائز الأدبية..
ومنذ الخيميائي صار كويلو معروفاً على مستوى العالم، وصار القراء يتلقفون رواياته فهو قادم من ذلك العالم الساحر.. أمريكا اللاتينية ذات الطابع الأخاذ والأجواء المشحونة بالغرائبية واللامعقول.
أجواء شبيهة بما يحدث في ألف ليلة وليلة، وهو الكتاب الذي جعل كويلو يقف مشدوهاً أمامه، ليكون بعد ذلك بمثابة المعين الذي يغترف منه.. كانت الليالي بالنسبة له مثل شمعة تضيء له طريق الكتابة، إذ سبقه إليها أستاذه ومعلمه خورخي بورخيس وفتح له الطريق واسعاً لكي ينطلق منها، وهو له أسلوبه الخاص به، ولا يرغب في مقارنته بأقرانه في أمريكا اللاتينية سواء ماركيز أو غيره فلكل أسلوبه وطريقته في الكتابة.
