واجهت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس المزيد من التساؤلات حول المعاملة الامريكية لمحتجزين خلال اجتماع لحلف شمال الاطلسي امس الخميس في المحطة الاخيرة من جولة اوروبية طغت عليها الانتقادات لسياسات الاعتقال الامريكية لمن تسميهم واشنطن ارهابيين ومتشددين اسلاميين.
اسكات الأصوات وبرغم جهود رايس لاسكات اصوات الاوروبيين فان المزيد من الانتقادات ترددت لوكالة المخابرات المركزية الامريكية بادارة سجون سرية في شرق اوروبا ونقل سجناء سرا في حربها ضد الارهاب. وتقول جماعات حقوقية ان الحبس بشكل معزول عن العالم الخارجي عادة ما يقود الى التعذيب. واثارت عدة دول اوروبية الامر مع رايس خلال عشاء لوزراء خارجية حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي عشية الاجتماع.
وخرج البعض أكثر رضا بعد ما وصفه مصدر بانه حوار صريح ومحترم. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين //اعتقد انه كان باستطاعة وزراء حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي التعبيرعن قلقهم من اننا لا ينبغي ان نختلف فيما بيننا في تفسير القانون الدولي.//
وأضاف لدى وصوله لحضور الاجتماع امس الخميس //وعدت الوزيرة رايس بالا تفسر الاتفاقات الدولية بصورة مختلفة في الولايات المتحدة عنها في اوروبا. وهذا تصريح ايجابي على أقل تقدير.//
رايس كررت حججا سابقة
وعبر وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت الذي قال في وقت سابق هذا الاسبوع ان هولندا ستثير المسألة خلال المحادثات عن //رضاه التام// عن ردود رايس. وقال مصدر عن المناقشات التي جرت خلال العشاء الذي اقتصر فقط على وزراء الخارجية ان رايس كررت الحجج التي رددتها في وقت سابق خلال جولتها خاصة ان واشنطن تحترم القانون الدولي.
وفي وقت سابق صرح متحدث باسم الحلف بان التقارير عن سجون المخابرات الامريكية ليست على جدول الاعمال الرسمي للاجتماع الذي يهدف الى اعداد خطوات الحلف لدعم جهود حفظ السلام الدولية في افغانستان ولكنه اضاف انه //لن يندهش اذا ما اثير الموضوع//. ويبدو انه ليس لدى الحلفاء الاوروبيين رغبة في مواجهات مباشرة مع رايس حول مزاعم قد تنفجر في وجوههم اذا ما ظهر اي تواطؤ من جانبهم.
وقالت بولندا الحليف المخلص لواشنطن في العراق انها ترغب في الحصول على اجابات من رايس حول المزاعم بوجود سجون سرية للمخابرات الامريكية على اراضي بولندا. ونفت رايس بالفعل وجود مثل هذه السجون.
وقال وزير الخارجية البولندي ستيفان ميلر للصحفيين يوم الاربعاء //المسألة يجب ان تحل في المستقبل القريب ما من شك في ذلك//. وقال انه اذا لم تعالج رايس المزاعم فانه سيثيرها خلال زيارته لواشنطن الاسبوع المقبل.
لجنة تقص
وفي اليوم الاخير من زيارة رايس طالبت مسؤولة المانية بتشكيل لجنة تقصي حقائق برلمانية للنظر في قضية اتهام الاستخبارات الامريكية باستخدام مطارات اوروبية لنقل مشتبه بهم بالارهاب ومنها مطار عسكري امريكي بمدينة فرانكفورت الالمانية. وقالت نائبة رئيس المجلس النيابي الاتحادي (بوندستاغ ) البرلمان سوزانا كاستنر في تصريح لصحيفة نيتتسايتونغ الصادرة يتعين بسبب هذه الفضيحة تشكيل لجنة تقصي حقائق للنظر في تلك الرحلات الجوية. واضافت قائلة انه في حال لم يتسن ذلك للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ينبغي ان تقوم بذلك المانيا لتكون قدوة يحتذى بها في اوروبا . الا ان مسؤولين آخرين في كل من الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحادين المسيحيين الديموقراطي والاجتماعي شككا في امكانية تشكيل مثل هذه اللجنة. وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قد اعلنت يوم الثلاثاء الماضي ان وزير الخارجية فولكر فالتر شتاينماير سيعد تقريرا شاملا حول القضية ليعرضه فيما بعد على البرلمان . وحسب ميركيل ينبغي ان يتضمن هذا التقرير توضيح دور السلطات الامريكية في القضية وردود فعل الحكومة الالمانية على اختطاف المواطن الالماني خالد المصري وهو لبناني الاصل من قبل موظفي الاستخبارات الامريكية. ويتردد في وسائل الاعلام الالمانية ان الحكومة الالمانية خاصة وزير الداخلية الالماني السابق اتو شيلي كان يعلم باختطاف المصري وانه طلب من شيلي ومن قبل مسؤولين امريكيين التكتم على حالة الاختطاف.
