DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مستشارك النفسي

مستشارك النفسي

مستشارك النفسي
مستشارك النفسي
أخبار متعلقة
 
يسئ بعض الآباء والأمهات المعاملة مع أطفالهم اعتقاداً منهم أن ذلك من باب التأديب وإكسابهم السلوك المرغوب ومنعهم من السلوكيات الشاذة. ارجو توضيح مثل ذلك؟ أحمد إساءة معاملة الأطفال ظاهرة مرضية عالمية لا احد يستطيع تجاهلها تعاني منها المجتمعات الإنسانية ولقد أفردت لها الجمعيات التي تقدم المساعدة وأدرجت من ضمن المشاكل السلوكية. و هناك ثلاثة أنواع للإساءة للأطفال:- 1- الإساءة البدنية باستخدام الضرب الشديد بكافة أنواعه والحرمان من الأكل أو الشرب وحرمان الطفل من أشياء مادية ضرورية في حال استطاعة توفيرها وحبس الطفل واستخدام الكي بالنار الخ... 2- الإساءة العاطفية (Emotional abuse) وذلك من خلال استخدام الألفاظ النابية كالشتم واللعن والحرمان العاطفي من الحب والرعاية والتجاهل الخ... 3- الإساءة الجنسية وذلك من خلال الاعتداء الجنسي على الطفل. هناك من الإباء والأمهات في مجتمعنا وللأسف الشديد من يسئ معاملة الطفل بدنياً وعاطفياً من خلال الضرب الشديد والكي بالنار والحبس في دورات المياه والمنزل ومنهم من أحدث عاهة بالطفل ومنهم من يستخدم السب والشتم ومنهم من يهمل الطفل ويتجاهله وهناك فئة تملك المال ولكن في غاية الشح والبخل مما يجعلهم لا يلبون متطلبات الطفولة واحتياجاتها وهذا نوع من الإساءة للطفل. ويجب التنويه هنا أن هذه الإساءات للطفل من قبل الوالدين بهدف التربية وإكساب السلوك الطبيعي وكعقاب لسلوك شاذ وليس الهدف منها في الغالب والأعم الإساءة للطفل كإساءة ولديهم مبرراتهم الخاطئة حول ما يسلكونه مع الأطفال فالبعض قد يقول هذا أبني أفعل فيه ما أشاء والبعض يقول تعرضنا لمثل هذا في الماضي ومنهم من يقول أن هذا الأسلوب هو الأفضل في التعامل مع الطفل. وهناك فئة وهي قليلة إن شاء الله تسئ للطفل بمعنى الإساءة ومثل هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا أباء أو أمهات وهم بلا شك يعانون اضطرابات نفسية وفي حاجة للتدخل لمنع الإساءة للطفل ولعلاج حالتهم النفسية. قد تأتي الإساءة للأطفال من أفراد آخرين في الأسرة وأقصد هنا الأسر الممتدة ويدخل في ذلك الإساءة الجنسية. كما أن الإساءة للطفل قد تأتي من المدرسين والمدرسات وأفراد آخرين وبالتالي فهي مشكلة عائلية وتربوية ومجتمعية. وقد يقول البعض لم نعد نعرف التعامل مع أطفالنا فهل نتركهم بدون توجيه؟ وهنا أقول لا والتوجيه والتعلم والتربية وإكساب الطفل السلوك المرغوب والسليم وتنشئة الجيل مسؤولية الوالدين وأقول أيضا السلوك مكتسب ومتعلم. ولتحقيق ذلك نعتمد على مبدأي الثوب والعقاب ويدخل في ذلك القدوة والملاحظة في التعامل مع الطفل. والعقاب امر مشروع ومن وسائل تعديل السلوك وورد أمر العقاب في ديننا الحنيف كما هو واقع الأمر في الصلاة حيث أتى أمر التعليم ومن ثم الضرب كحل نهائي والعقاب العقلاني سواء البدني أو العاطفي أمر وارد ولكن الإفراط فيه يحول الأمر إلي إساءة وهنا الاختلاف في الدرجة فليس من حرم طفله من الذهاب إلى الحديقة لكونه لم ينجح في الامتحان كمن حبس الطفل في دورة المياه لساعات والكل يعلم إنها أماكن تواجد الشياطين وليس من ضرب الطفل في يده لكونه ارتكب أمرا مشيناً كمن أحرق يد الطفل بالنار وليس من شتم طفله لسلوك مشين كمن شتم الطفل أمام الآخرين وشبهه بالحيوان وأنه غبي وهكذا. كما انني أود التأكيد بأن الدراسات والبحوث أثبتت أن الاضطرابات النفسية ومنها العقلية كالفصام العقلي (وهو من أشد الاضطرابات النفسية حدة وخطورة) ترتبط بالإساءة للأطفال في مرحلة الطفولة. ومن هنا أنصح الإباء والأمهات والمربين والمربيات والجميع بعدم الإفراط في التعامل مع الطفل تحت أي ذريعة وسلك العقلانية في التعامل معه لكي نجنب أطفالنا مشاكل الله أعلم بها فنحن نحبهم ولا ننام الليل عندما يصيب أحدا منهم وجع فلماذا نسلك هذا النهج المرضي تجاه من نحب؟ وأقول أن العنف لا يولد إلا عنفاً وأن هناك العديد من الوسائل المعينة (غير العقاب) في إكساب الطفل السلوك الصحيح. حمى الله أطفالنا من الإساءة. د. سعيد وهاس