أخبار متعلقة
من المؤكد أن التفاهم المشترك بين الزوجين هو سر العلاقة الزوجية الناجحة ذلك التفاهم الذى يبنى على الاحترام المتبادل والثقة الكثير من المشاكل التي تحدث ترجع في الأساس لغياب هذا التفاهم وربما اختفاؤه ومهما حصل الزوجان على قدر كبير من النصائح من الأهل والأصدقاء تظل خصوصية العلاقة بين الزوجين في إطار من التفاهم المشترك هي الركيزة الأساسية لحياة زوجية سعيدة تملؤها المودة والرحمة وبالطبع لا يوجد بيت يخلو من المشكلات الزوجية فالخلافات والمشاحنات بين الأزواج ، بمثابة البهارات التي تضيف نكهة إلى الزواج ، وتجعله يخرج من سياق الرتابة لكن وكأ ي شيء آخر ، إذا زادت هذه البهارات على المقدار المطلوب ، فستفسد "مذاق " الزواج كله . فما طبيعة المشكلات ، التي نصادفها في بيوتنا ؟ لماذا نختلف كأزواج ؟ وعلى ماذا نختلف ؟ متى تكون خلافاتنا طبيعية ، وفـــي حدود المعقــــول والمحتمل ؟ ومتى تكون خطيرة ، بحيث تنذر بما لا تحمد عقباه ؟ والأهم ، كيف نتعامل مع مشكلاتنا الزوجية ، ونحتويها كشركاء في مؤسسة وجدت لتستمر وتبقى ؟
خلافات تافهة
إن أنواع الخلافات التي غالبا تقع بين الزوجين تصفها نورة حسين ربة منزل أنها غالبا تكون تافهة لا تستدعي الصراخ والانزعاج ولكن الزوجة وحسب ما أرى من قريباتي من المتزوجات ( تصنع من الحبة قبة ) تضيف : مثلا يكون الخلاف على غرض معين طلبت من زوجها إحضاره وإحضار نوع آخر وغالبا تكون ردة فعلها في منتهى العصبية كأن طلبت من زوجها أن يحضر شامبو لكنه جلب لها ناسيا مسحوق غسيل ، فتعمل من ذلك قصة طويلة عريضة ـ ( أنت لا تفهم اصمخ قلبك مشغول في كذا وكذا ) ، وتواصل نورة : إن تلك في الحقيقة سخافة فتجد أن ذلك الصنف من السيدات متعلم ومحسوب على التعليم وهي تتصرف بتلك العنجهية والتزمت الصارخ .
الاحترام
أما سالم العتيبي فيقول إن النقاش بين الزوجين مطلوب لكن النقاش الذي يسوده الاحترام أيضا فإن كانت الزوجة عصبية يجب أن يكون الزوج عكس ذلك ويحاول أن يكبت جماح غضبها ويعودها على ذلك عن طريق الكلمة الجميلة والهمس الناعم حتى لا ينفر الطرف الآخر في أثناء الحوار وليس كما يفعل بعض الرجال مع زوجاتهم . قنبلة موقوتة
تقول فايزة أحمد معلمة : إن الخلاف بين الزوجين في المنزل وأمام الأطفال يجعل من ذلك الخلاف قنبلة موقوتة يستخدمها الأبناء ضد آبائهم وأمهاتم إذا تعلموا من أهليهم عدم الاحترام فإذا كان الأب مثلا لا يحترم الأم من الطبيعي أن يكون هناك شعور بالعدائية من الأبناء تجاه الأب خاصة إذا كانت الأم معه طيبة وتحتويه بحنانها كذلك الأم إذا كانت لا تحترم الأب فإن الأبناء يميلون إلى الأب ويكونون عدوانيين مع الأم و تضيف من هنا يجب أن يكون النقاش بعيدا عن الأبناء ويكون في منتهى السرية خاصة إذا كانت هناك خلافات من النوع الثقيل
عقلانية
وعن اختلاف درجات التعلم بين الزوج والزوجة وما يترتب عليه يقول علي الطاهر إن التكافؤ بين الزوجين في جميع الأمور يجعل من عملية الاستمرار في الأسرة بين الزوجين قائمة ولاتشوبها أية شائبة والتكافؤ الذي أقصده هو في مراتب التعلم التي وصل كل منهما إليها وأيضا في الرؤى والثوابت الأسرية التي يؤمن بها كل منهما فإن تفوق الرجل على المرأة في مرتبة التعلم تحل محلها الثوابت الأسرية إذا كانت تملكها المرأة فيتكافآن والعكس صحيح بالنسبة لوجود الثوابت وأنا شخصيا أرى أنه لاتوجد هناك زوجة أمية أو زوج أمي في مفهوم العلاقة الأسرية ومرتكزاتها ولكن هناك رؤى وعقلانية بين الزوجين تمحق كل تلك الشوائب .
إهانة واحتقار
تقول( منتهى ل) ربة منزل وأم لثلاثة أبناء أنها ذاقت الويل من طريقة زوجها في النقاش حيث إنه يقوم أحيانا بالبصق في وجهها إذا رأى منها إصرارا على موقفها ويعاملها على أنها حيوان وليست إنسانا على حد تعبيرها فتراه يرغمها على فعل أشياء لا تريد أن تفعلها حيث وصل استهزاؤه بها أن يطلب منها أن تعمل بأي عمل ( حتى ولو خدامة ) على حد تعبيرها وهذا لإهانتها وزيادة في احتقارها وتستطرد : إن ذلك السلوك من زوجي جعلني دائمة العصبية حتى استطعت أن أتغلب على سلوكه العدواني ( وكسر خشمه ) وأصبح يهابني لأنني عاملته بالمثل، بالصراخ ، والنظرات الحادة ، وكل تصرف منه مشين ، وحتى لو لزم الأمر بالتعدي بالضرب .
أما سالم محمد يعمل في مهنة الزراعة فيقول : الحمد لله أنا شخصيا مرتاح في بيتي زوجتي امرأة فاضلة طيبة القلب لم أجد منها أي سوء في حياتي مع أنني أحس أنني قصرت كثيرا في حقها وإذا قلت لها ـ إنني قصرت في حقك قالت لي بابتسامة عريضة ـ ( ما وراك قصور لقصور مني أنا ) ، أنا في الحقيقة رجل محظوظ خاصة إذا سمعت قصص الأصدقاء مع زوجاتهم وأيضا قصص الجيران وكيف أن هناك زواجات يحكم عليها بالفشل بسبب كثرة الخلافات
خداع
تقول ( حلا .م) كنت طالبة في المرحلة الجامعية ولم يبق على تخرجي إلا سنة فتقدم لخطبتي شاب يعمل في إحدى الشركات وقد كان من أسرة غنية ولها سمعتها في البلد وقد تمت الموافقة عليه وسرعان ما تم عقد قراننا وقد كان يشجعني على الانتهاء من إتمام تلك المرحلة وهو في منتهى السعادة بي وكان يقول لي دائما :( أنا شفت حالي فيج صحيح أنا ماتممت الدراسة بس نصف الثاني يتممه ) و تزوجنا في العطلة الصيفية وقد بقيت سنة أخيرة على تخرجي وتفاجأت حينها أنه يمنعني من إتمامها وقد حصلت بيننا مشادات كلامية وصلت إلى السب واللعن المهم أنني رضخت لسطوته ولم أكمل السنة فتفاجأت به بعد سنة من زواجنا أنه يقوم بالانتساب في إحدى الجامعات ليتم تلك المرحلة ولكنني لم أشأ أن أفتح ذلك الباب وأعترض عليه على منعه حقي الذي كان شرط زواجنا ومواصلته هو لدراسته مع تخلفه الدراسي . ولأنني أصبحت حاملا منه وأترقب مولودي الذي يريد اهتماما مني أكثر من الجامعة ومازلت منكسرة مقهورة من موقفه الرافض بعدما خدعني في عواطفه ، وهانحن أصبحنا غير متفاهمين في الكثير من الشؤون الحياتية وكثيرا لا أثق في كلامه وحتى همساته الناعمة أحيانا لا تعجبني لانني أراه منافقاَ .
ضعيف الشخصية
تنحصر مشكلة (محمد صالح ) في أن زوجته تقوم على عكس ما يطلبه منها وكثيرا ما تحرجه مع أهله يقول منزعجا : إن زوجتي هداها الله جعلتني أمام أهلي ضعيف الشخصية تتعمد التقليل من شخصيتي خاصة في وجود والدتي أو إخوتي فمرة كنا مجتمعين وقلت لوالدتي إنني عازم على السفر إلى المدينة المنورة مع الأولاد وتفاجأت بزوجتي بطريقة ساخرة تقول : ألم تقل عندما طلبنا منك أن نسافر إنك غير قادر على السفر ولا تملك نقودا وأضافت بطريقة غليظة إنني أشك أنك يوما تسافر حتى ولو للدمام !! أضافت ذلك وهي تضحك عندها أحسست أنني أريد أن أخنقها ومع أنني قمت بالنظر إليها بطريقة حادة إلا أنها لم تبال واستمرت في الحديث عن ذلك الموضوع بسخرية وتملق . ومع ذلك عندما أصبحت معها في منزلنا لم أفتح لها الموضوع وقد كنت كتوما ولم تحس أو تشعر أنها فعلت شيئا أغضبني بل بالعكس كانت تتحدث معي وكأنها لم تفعل شيئا .
رجل من حجر
أما ( فاطمة م ) ممرضة في أحد المستشفيات تعيش مع زوجها حياة باردة تخلو من المشاعر تقول : إن الزواج يعطي إحساسا بالاستقرار النفسي والعاطفي ولكن أنا شخصيا أجد أن الاستقرار العاطفي عندي مضطرب فزوجي لم يقل لي كلمة تشعرني أنني امرأة متزوجة لها حقوقها الشرعية التي أحلها الله لها فزوجي حجر قاس في تعامله أصبحت أنفر منه مع أنه مضى على زواجنا حتى الآن عشر سنوات وأنجبت منه خمسة أولاد ولكن كل ذلك أستشعره روتينا مملا وأنا أحاول قدر المستطاع أن أجذبه نحوي حتى لا تكون علاقتي معه سطحية فيتخلى عني .
خلل في العلاقة
يرى الأخصائي الاجتماعي عقيل عبد الفتاح : أن " الاحترام جزء من الحب . كذلك الارتباط والاعتناء والمسؤوليات والتواصل والاتصال فكلها مصطلحات تتداخل مع الحب " ويضيف والحب ثلاثة أنواع " الأول هو الحب المبني على أساس التبادل والثاني هو الارتباط والتواصل وقاسم المسؤوليات أما الثالث فهو الحب غير المشروط الذي لاحدود له " ويعقب على ذلك مستطردا على تعريف الحب ، مبينا أن " الاحترام جزء من الحب ، لا ينفصل عنه . أما إذا تجرد الحب من الاحترام فيعني ذلك أن ثمة خللا في العلاقة ، والشخص الذي يحب آخر لا يمكن أن يهينه كي لا يخسره أو يفقد حبه له " ولا يميل الأخصائي إلى القول الشائع أن الحب يتحول إلى احترام بعد الزواج ، " لأن الحب لا يخف مع الزواج ، إنما يزيد مع المشاركة وتبادل الأمور الحياتية بين الزوجين " . ويشير : إلى أن المرأة كما الرجل تهتم بالحب أكثر من الاحترام " فالعاطفة واحدة عندهما ، وكلاهما ينظر إلى موضوع الحب والاحترام من المنظار نفسه " وينصح الزوجين بأن " يناقشا موضوع الحب في حياتهما بصراحة ووضوح ويدرَّبا نفسيهما على الإصغاء كل إلى الآخر ، وعلى تبادل الآراء واحترامها . وربما يسعيان إلى إيجاد استراتيجيات حيوية ، تنبه إلى وجود مشكلة ما ليصلا إلى حلّها ".
التفاهم مفتاح السعادة الزوجية