أكد وكيل الكلية التقنية بالأحساء للتعليم والتدريب والمشرف العام على مركز البحوث والتطويرالدكتور محمد بن عبد الرحمن الدوغان أن المملكة استطاعت أن تحقق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادىء والقيم الدينية والأخلاقية وأشار الدوغان إلى تحقيق نجاح حقيقي في مجال بناء القاعدة الاقتصادية السعودية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول حيث تضاعف الناتج المحلي الإجمالي أكثر من أربع مرات وبمتوسط سنوي قدره 6 بالمائة العديد من القضايا المهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي ناقشناها مع الدكتور محمد الدوغان في هذا الحوار.
عزائم قوية
- برأيك هل استطاع الإنسان السعودي أن يلحق بالركب الذي تشهده المنطقة ؟ الإنسان السعودي استطاع اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما تحقق في المملكة من نهضة شاملة وبالذات في الجانب العلمي والتقني وذلك بفضل الله ثم الصفوة من الرجال والتي تأتي بعزائمهم القوية والصادقة حيث إننا نرى بأم أعيننا في مسيرة المملكة مراحل ثرية حافلة بالإنجازات التي تجسدت من ترسيخ أسس التطور في البلاد وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة وضعتها في مصاف القوى الاقتصادية المنتجة والمصدرة، إضافة إلى تمكين الإنسان السعودي من اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما تحقق في المملكة من نهضة شاملة وبالذات في الجانب العلمي والتقني، وقد ساهمت تلك المكانة في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة التي شاركت في تأسيسها أو من خلال المؤسسات الدولية المنبثقة عنها والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى. ومن الحقائق الثابتة التي تفرض نفسها عند قراءة التجربة السعودية أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم هي سمة متميزة وبارزة للحكومات الرشيدة المتعاقبة
التوازن كيف تجد التنمية وخصوصية المجتمع السعودي؟ منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز يرحمه الله اتسمت المسيرة التنموية السعودية بالتوازن والشمولية والاسترشاد بتعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية حيث تمكنت المملكة من تحقيق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، وخلال مسيرة البناء نفذت المملكة خطط التنمية الخمسية بنجاح حققت من خلالها قفزات سريعة ونهضة حضارية شاملة تشهد عليها البنية الأساسية للمملكة والتي تعتبر اليوم من أفضل الدول في خدمات تخطيط المدن وشبكات الطرق وسلسلة الموانئ والمطارات وكثيرا من المرافق والخدمات الأخرى مما ساعد على اختصار الجهد والوقت في تنفيذ المشروعات العملاقة التي اشتملت عليها خطط التنمية المتتالية التي تضاعف الإنفـاق عليها مع ازدياد دخل الممـلكة من البترول.
القاعدة الاقتصادية
- هل هناك عوامل في بناء القاعدة الاقتصادية للمملكة؟
كثير من الدراسات والأبحاث العلمية الاقتصادية تؤكد أن أمان الاقتصاد لأي دولة يعتمد على التعددية في مصادر الدخل القومي ونرى اليوم نجاحاً كبيراً وحقيقيا في مجال بناء القاعدة الاقتصادية السعودية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول وذلك من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية في القطاعات الأخرى، فقد تضاعف الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي أكثر من أربع مرات وبمعدل نمو سنوي متوسط قدره (6 بالمائة)، وارتفعت نسبة إسهامات القطاعات غير النفطية إلى الناتج المحلي الإجمالي من (53 بالمائة) إلى حوالي (67 بالمائة)، كما ارتفعت نسبة إسهام الإيرادات غير النفطية إلى إجمالي الإيرادات الحكومية من (16 بالمائة) إلى ( 22 بالمائة )، ويرجع ذلك إلى النمو الملموس في الصادرات البتروكيميائية التي أصبحت منتشرة في أسواق العالم. التعليم
- برأيك على أي مدى تطور مستوى التعليم لدينا في المملكة ؟
لقد أولى خادم الحرمين الشريفين كريم رعايته واهتمامه بالتعليم بمختلف مراحله بل وأكد على حكومته الرشيدة بذل كل جهد للنهوض بالعلم والتعليم والتدريب وفي هذا الإطار يوجد اهتمام بالابتعاث غير التقليدي حيث نرى وبكل احترام وتقدير العدد الهائل (حوالي 50 ألف طالب) من كافة أبناء الوطن الذين تم ترشيحهم للمنح الدراسية وذلك لقراءة بل وللمشاركة الفعلية في صناعة تجارب الدول المتقدمة خلال الابتعاث ومن ثم إثراء وطننا الحبيب بخبرات هؤلاء المبتعثين عقب عودتهم للوطن. ويتضح عمق هذا البرنامج في الارتقاء العلمي والتقني لعدد هائل من لبنات هذا الوطن في فترة زمنية متقاربة يجعل تأثير هذه النخبة من الشباب قوياً وفاعلا في النهوض بالمجتمع. - هل ترى جدوى من التعليم الالكتروني ؟ توجه المملكة المتميز نحو تطوير روافد سوق العمل المختلفة وتوسيع البنية المعلوماتية عالية الكفاءة وعالمية المنافسة اعتمدت حكومة خادم الحرمين الشريفين العديد من المراكز المعتمدة دوليا للتعليم الالكتروني الذي يهدف إلى توفير التعامل الالكتروني الكامل لكافة مؤسسات الدولة ومسيرة البناء لهذا الوطن تسجل بكل فخر واعتزاز مكانة المملكة في مجال الصناعة حيث أصبحت صادرات المملكة من المنتوجات الصناعية وبخاصة البتر وكيماويات تسوق في (139) دولة، علاوة على تحقيق المزيد من الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الصناعية التي كانت تستورد من الخارج، ومن خلال المنظور القريب فإن إسهام القطاع الصناعي في ارتفاع مستمر في إجمالي الناتج الوطني. حماية البيئة
- في الأحساء وغيرها في أنحاء المعمورة تجد الكثير من المصانع والكثير من الناس تقلق بشأن التلوث برأيك مامدى اهتمام الحكمومة بهذا الأمر ؟ في الحقيقة المملكة تولي اهتماماً كبيراً بالمحافظة على البيئة وتنميتها وحمايتها من عوامل التلوث، مسترشدة في ذلك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو ويحث على العناية بالبيئة وعدم الإضرار بها والانتفاع بمواردها دون إسراف، والتزاماً من المملكة بهذا النهج نصت المادة (33) من النظام الأساسي للحكم على أن: "تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع تلوثها"، وفي سبيل تحقيق ذلك أصدرت الدولة عدداً من الأنظمة التي أناطت مسؤولية تنفيذها عددا من الوزارات والأجهزة الحكومية المختصة، كما اتبعت المملكة سياسات متوازنة ومتكاملة خلال تخطيط وتنفيذ برامج ومشاريع التنمية لضمان عدم تأثيرها السلبي على البيئة، ووجهت المملكة جهودها لحماية وإنماء التراث الطبيعي للبلاد ولاسيما الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض من أنواع الحيوانات والنباتات والطيور البرية والبحرية، ففي عام 1986م أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله مرسوماً يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وتشكيل مجلس إدارتها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ومنذ إنشائها تواصل الهيئة جهودها لتطبيق أفضل النظم وأكثرها فعالية لمعالجة تدهورالنظام البيئي الطبيعي وتأكيد حماية التنوع الإحيائي على المستوى الوطني والدولي.
- ماهي الإنجازات التي حققتها المملكة خلال المسيرة؟ لقد حققت المملكة خلال مسيرة البناء والتوحيد والنماء خطوات مهمة في مجال الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية الرئيسة وبخاصة القمح والتمور ومنتجات الألبان والدواجن، ويتم تصدير الفائض منها إلى الخارج. وفي مجال تنمية مصادر المياه في المملكة تم بناء العديد من السدود في مختلف مناطق المملكة لتخزين مياه الأمطار تقدر سعتها التخزينية بحوالي (775) مليون متر مكعب، كما وجهت المملكة جهودها لتحلية مياه البحر لتلبية الاحتياجات اليومية من مياه الشرب، وقامت ببناء العديد من مــــحطات التحـــلية على ساحل البحر الأحمر والخلـــيج العربي بالإضافة إلى تغذية أكثر من (40) مدينة وقرية بالكهرباء. حققت صناديق الاقتراض التي أنشأتها حكومة المملكة لتوفير السيولة النقدية للمواطنين نمواً كبيراً في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات، وقد بلغت قروض الصناديق أرقاماً هائلة ساهمت في تمويل العديد من المشروعات الصناعية والزراعية بالإضافة إلى قروض الاستثمارات العامة وقروض بنك التسليف السعودي للمواطنين وما حققه من إنجازات ساهمت في دفع تنمية موارد المواطنين الخاصة. إنها محطات بارزة على طريق البناء والنماء والنهضة الحضارية الشاملة التي انطلقت مع مسيرة التوحيد التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ووضع لها الأسس والضوابط والأهداف التي تستهدف الارتقاء بالوطن والمواطن في مناخ من الأمن والرخاء والاستقرار حتى وصلت المملكة العربية السعودية إلى المكانة العالمية اللائقة بها بين دول العالم الكبرى.ومن هذا المنطلق تواصل الخطوط الجوية العربية السعودية كجزء مهم في هذه المنظومة مسيرتها الحافلة بالإنجازات والتي تتزايد وتتنامى عاماً بعد عام لتؤكد جدارتها ومكانتها بين كبريات شركات الطيران العالمية في ظل ما تحظى به من رعاية شاملة ودعم سخي من لدن قائد مسيرتنا الخيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
خدمة الإسلام والمسلمين
- مادور المملكة حفظها الله في خدمة الحرمين الشريفين خصوصا مع هذه الأيام الفضيلة؟ تعتز حكومة المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً بخدمة الإسلام والمسلمين من خلال خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار إضافة إلى العديد من المواقف الثابتة في خدمة الإسلام والمسلمين في كافة بقاع المعمورة.ومنذ عهد الملك المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجهود المملكة العربية السعودية تتضاعف عاماً بعد عام للعناية بالأماكن المقدسة وتوفير كافة سبل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وليس أدل على ذلك من مشروعات التوسعة للحرمين الشريفين والأماكن المقدسة الأخرى وأحدثها توسعة الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله والتي تعد أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ . للمملكة العربية السعودية إسهامات عالمية بارزة تتناسب مع رسالتها في المجموعة الدولية سياسياً واقتصادياً في كافة المجالات إضافة إلى مركزها العربي والإسلامي المتميز الذي استقطب اهتمام واحترام أكثر من ألف مليون مسلم ولا زال. السياسة الخارجية
- وماذا عن دور المملكة في دعم الدول العربية والإسلامية ؟ ترتكز سياسة المملكة الخارجية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز على مبادئ وثوابت راسخة مستمدة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة، ومن أهم ملامح السياسة الخارجية السعودية العمل على دعم التضامن العربي والإسلامي والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية العادلة وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم والمحافظة على الاستقرار والسلام العالميين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وبالمقابل عدم السماح للغير بالتدخل في شؤونها.تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة دول العالم من حيث نسبة ما تقدمه من مساعدات إلى إجمالي الناتج الوطني، ففي حين تبلغ النسبة التي قررتها الأمم المتحدة للدول المانحـــة للمساعدات سبعة من عشرة في المائــــة من إجمـــالي دخلها فإن نسبة ما قـــدمته المملـــكة للدول النامية من مساعدات بلغ (5.45بالمائة) من المتوسط السنوي لإجمالي النــــاتج الوطني، في حــين أن نسبة المساعدات الخارجية لأكبر الدول الصـناعية إلى ناتجـــها الوطني لا تصـل للمستوى الذي تقدمه المملكة.
ويعتبر الصندوق السعودي للتنمية الجهاز الرئيسي للمساعدات السعودية الإنمائية للدول النامية، وكانت المملكة في مقدمة الدول التي سارعت لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية التي أصابت بعض الدول العربية والإسلامية وذلك عن طريق الهيئات واللجان الشعبية التي تدعمها حكومة خادم الحرمين الشريفين.