عزيزي رئيس التحرير
حادثة تحرش النهضة/الرياض في هذه الحادثة يحدث شيء في منتهي الحقارة يتحرش مجموعة شباب بفتاتين تمشيان في الشارع ومن ثم الحكومة تعتقل الفاعلين وتعاقبهم في حدود الشرع.
ولكي نغطي على انفسنا وندعي ان طرقنا في التربية هي الافضل نضع اللوم على البنات اللاتي كن في ممشى مخصص للمشي!!
الغريب في الموضوع ان نسمع تعليقات عجيبة من البعض مثل:
لماذا تمشي فتاتان لوحدهما في الشارع؟
هذا سؤال سخيف لان المكان الذي تم فيه التحرش هو مكان مخصص للمشي ومن حق اي كان ان يمشي فيه ولو قال احد ان الوقت كان متأخرا فاقول يا استاذي الفاضل لو عشت قليلا في الرياض لعرفت ان من المستحيل المشي في نهارها وان انسب وقت للمشي ليلا ويفضل ان يكون المكان خاليا ليأخذ المتريض راحته في المشي.
الفتاتان لم تلتزما بالحجاب الكامل الصحيح!!
وهنا نقع في المشكلة الاخرى وهي اننا نحرف الموضوع عن مكانه فالمشكلة هنا ليست ان الشباب تحركت غريزتهم وبالتالي بسبب الحجاب الضعيف لم يتمالك الشباب انفسهم وفعلوا ما فعلوا. ان المشكلة يا جماعة الخير تكمن في النقاط التالية:
1- ان هؤلاء اخترقوا الجو الآمن الذي كنا نتمتع به فبعدها كان بناتنا واولادنا يمشون بلا خوف اصبح الخوف هو الاساس ولا تستطيع امرأة ان تمشي بمفردها.
2- الجرأة التي تملكت الشباب في التصوير العلني وممارسة فعل فاضح في الطريق العام، هل فكر هؤلاء في العقوبة؟
3- الكبت النفسي الذي عانى منه الشباب طوال مدة مراهقتهم.
انا اعتقد ان حجاب البنات غير الصحيح ( لو كان كذلك) يعتبر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وبالتالي تفجرت امراضهم النفسية ومعاناتهم بالصورة الدنيئة التي رأيناها جميعا في الصحف وبعدها تركنا البعير وما حمل ونظرنا الى القشة وقلنا ان القشة هي المشكلة وان بعيرنا كان بخير لولا هذه القشة يا ناس!! البعير كان في حالة سيئة وبالكاد يمشي فاستيقظوا ايها التربويون وانقذوا بقية جمالنا.
وائل كابلي - جامعة الملك فهد - الظهران
