DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استطاعت الصناعات الصينية ان تحافظ على موطن قدم له في الاسواق العربية

مليار دولار معدل نمو السوق العربي لألعاب الأطفال سنوياً

استطاعت الصناعات الصينية ان تحافظ على موطن قدم له في الاسواق العربية
استطاعت الصناعات الصينية ان تحافظ على موطن قدم له في الاسواق العربية
تشهد تجارة الألعاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي نموا متزايدا ، حيث يبلغ معدل نمو هذه السوق مليار دولار أمريكي سنويا، ويصل معدل الإنفاق على العرائس أو الدمى وألعاب الفيديو لكل طفل في منطقة الشرق الأوسط حوالي 263 دولارا سنويا. وتجارة لعب الأطفال.. أحد أنشط أنواع التجارة وأشهرها وأشدها خطورة فى نفس الوقت؛ لقدرتها على ترسيخ قيم ثقافية لمجتمع ما في أذهان أطفال لمجتمع آخر؛ وهو ما يبرر المبالغ الطائلة التي ينفقها الغرب على صناعة لعب الأطفال خاصة العرائس، لكنه لا يبرر في الوقت نفسه المبالغ الطائلة التي تنفقها الدول العربية على استيراد هذه الألعاب من الخارج. وبدأت معظم دول العالم خاصة الغربي تتجه نحو إنتاج العاب الأطفال والإنفاق عليها ببذخ شديد، خاصة أنها حققت من وراء ذلك أرباحا خيالية، بخلاف نشر الثقافة الخاصة لها في كل أنحاء العالم، ويكفي أن نعلم أن العروسة الأمريكية الشهيرة (باربي) تباع منها عروستان كل ثانية على مستوى العالم، وعروسة واحدة تباع منها كل 6 ثوان في فرنسا بمعدل 50 مليون عروسة سنويا، كما تمتلك كل فتاة أمريكية حوالي 10 عرائس باربي. وعرف العالم العاب الأطفال منذ آلاف السنين، وفي اليابان يرجع تاريخ صناعة العرائس لحوالي 3 آلاف عام قبل الميلاد، ويقام بها مهرجانان للعرائس كل عام، وهما: مهرجان (جوش نوسيلو) ومهرجان (تانجو نوسيسكو). كما أن إيران أيضا صنعت لنفسها عروسة اسمها (يارة) لقيت رواجا كبيرا وربح منتجوها ملايين الدولارات، واتسمت هذه العروسة الإيرانية بأن لها مواصفات مختلفة تتقارب مع الثقافة الإيرانية، حتى البوسنة أنتجت دمية خاصة بها وأسمتها (أمينة). العرب.. الاستيراد وفي الوقت الذي أنتجت فيه بعض الدول تجارب خاصة في إنتاج العاب الأطفال، فما زالت الدول العربية تجري وراء استيراد كل ما ينتج في عالم العاب الأطفال. وكشفت دراسة اقتصادية متخصصة أن العرب يستوردون 95 بالمائة من العاب الأطفال التي يستهلكونها. وأن إجمالي ما صرف على منتجات العاب الأطفال في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي خلال عام 95 - أي منذ 10 سنوات تقريبا- وصل إلى ما يقرب من 100 مليون دولار أمريكي، وبكل تأكيد فإن هذا الرقم تضاعف ما يقرب من 10 مرات خلال السنوات الماضية. وخسارة الدول العربية ليست مادية فقط، فتضاف إليها السيطرة الثقافية، والدليل أن لعبة (البوكيمون) الشهيرة حققت شهرة واسعة على الرغم مما شاع عن هذا الاسم ولذلك قررت المملكة سحب جميع ألعاب (البوكيمون) - التي كانت منتشرة في هذا التوقيت - من الأسواق. ويؤكد متخصصون ان فترات اللعب للطفل تحقق له التوافق الانفعالي وتجعله أكثر ثقة بالنفس، هذا بخلاف التأثير الثقافي والنفسي للعبة على الطفل، فهو يختلف من لعبة لأخرى. اللعبة العربية وفي محاولة لإصلاح الأوضاع المغلوطة، قررت إدارة جامعة الدول العربية وكان ذلك عام 1999 تصنيع أول عروسة عربية -على غرار باربي الأمريكية- واختارت لها اسم (ليلى)، وتم وضع مواصفات لها، فهي طفلة بين العاشرة والثانية عشرة من عمرها.. طولها ثلاثون سنتيمترا.. خمرية اللون، عيناها سوداوان واسعتان وبأهداب طويلة، لها وجنتان ورديتان وشفتان ممتلئتان وشعرها أسود، على أن يتم تصنيعها من مادة الكاوتشوك المرن وترتدي ملابس عصرية بسيطة، يمكن استبدالها بملابس شعبية عربية من المحيط للخليج. والصعوبة الكبرى في الدول العربية تكمن في ارتفاع الجمارك التي تفرضها على مستلزمات العاب الأطفال الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع سعر السلعة ويجعلها لا تستطيع المنافسة مع ما هو مستورد، وسيزداد الوضع سوءاً، ورغم هذه الصعوبات انتهت إدارة الطفولة بالجامعة العربية من إعداد مشروع متكامل لإنتاج وتصنيع أول عروسة عربية - كما تقول سامية الجمل - في الجامعة العربية ولكن المشروع وضع على الرف أو في أرشيف الجامعة لعدم وجود تمويل وعدم تحديد الجهة المسؤولة عن التنفيذ وذهب المشروع أدراج الرياح. مشروع آخر ولم يكن مشروع العروسة العربية هو الوحيد الذي تم وضعه على الرف، ففي عام 2001 أجرت كلية لرياض الأطفال في مصر دراسة على 578 طالبة من الفرقة الثالثة بالكلية، وانتهت الدراسة إلى ضرورة تصنيع عروسة مصرية تنتمي (للطبقة المتوسطة)، وأن تكون جميلة وخمرية اللون وشعرها أسود على هيئة ضفائر، والاسم المقترح لها هو (نوسة) وهو اسم مصري جاء من مصطلح الأنس أو الصحبة.. ولكن لم يكتب لهذا المشروع النجاح أيضا لأسباب لا تختلف عن الأسباب التي كانت وراء توقف مشروع العروسة العربية (ليلى). وكانت هناك محاولة مصرية ثانية عندما تم اجراء دراسة على السوق المصرية كشفت أن واردات مصر من العاب الأطفال الإلكترونية وولاعات السجائر البلاستيكية تصل إلى حوالي 35 مليون جنيه سنويا فتم إجراء مباحثات مع 12 مستثمرا صينيا لإنتاج هذه السلع فى 6 أكتوبر بدلا من استيرادها؛ ولكن لم يكتمل المشروع كما كان يخطط له الجميع. الالعاب الصينية السبب الرئيسي لعدم اكتمال المشروع المصري يمكن أن يكتشفه البسطاء بمجرد النظر لأي لعبة أطفال والتعرف على الجهة المنتجة لها، وسيكتشف الجميع أن الصين هي كلمة السر التى لا تخفى على أحد. فالسوق العربية فيها الآن حجم هائل من العاب الاطفال نصفها ألعاب ذكاء، و30 بالمائة ألعاب تقليدية و20 بالمائة تمثل الألعاب الجماعية وألعاب الفيديو جيم وأسطوانات (السي دي)، وليس غريبا أن يكون 90 المائة من هذه الألعاب مستوردة من الصين والباقي من الدول الأوروبية. كان طبيعيا أن يؤثر اكتساح الالعاب الصينية على باعة ومصنعي لعب الأطفال الصغار العرب ، ويقول احد التجار أعمل في تجارة ألعاب الأطفال منذ 45 عاما ولدي ورشة صغيرة وقد ورثت الورشة والمحل عن والدي الذي كان يقوم في البداية بتصنيع العرائس الجلدية البسيطة، وكان يحقق مبيعات ممتازة، ولكن خلال السنوات الأخيرة لم يَعُد للمنتجات القديمة مكان، خاصة في مجال العاب الأطفال، وأصبحت سوق اللعب تمتلئ بالألعاب المتطورة التي تحتاج لميكنة ضخمة وقدرة على الابتكا؛ ولذلك بدأنا نكتفي باستيراد الالعاب من الخارج وبالتحديد من الصين التي تسيطر على سوق العاب الأطفال فى مصر إن لم يكن في العالم كله حاليا. ويتابع حديثه قائلا: إن الصين تسيطر على سوق العرائس على وجه التحديد، وأنتجت أشكالا مختلفة من العرائس التي تغني وترقص وتسبح في المياه، وأصبحت المنتجات الصينية هي الأكثر رواجا ويقبل عليها الجميع؛ لأنها تتناسب مع جميع المستويات، فأسعار الالعاب منخفضة مقارنة مع مثيلاتها الأخرى في العالم. صناعة مكلفة ويشير تاجر آخر الى ان تصنيع العرائس المحلي توقف تماما، ومن يريد منافسة المستورد فعليه أن يوفر مبالغ طائلة؛ لأن صناعة العاب الأطفال صناعة مكلفة للغاية والقدرات المالية لمن يعملون بهذه التجارة في مصر محدودة والمستورد متاح بأسعار رخيصة.. بل إن الصينيين يأتون بأنفسهم إلينا ليبيعوا لنا إنتاجهم.. ويقترح أن تقوم الدول العربية وبالتعاون مع عدد من رجال الأعمال بإنتاج عرائس ولعب أطفال عربية، وتكون صالحة للتصدير أيضا؛ لأنه بدون التصدير لن تنجح صناعة الالعاب في أي دولة، أو تقوم الدولة بتخفيض الجمارك على مستلزمات العاب الأطفال فتشجع رجال الأعمال والتجار الكبار على دخول مجال صناعة العاب الأطفال. ويضيف تاجر آخر أن هذا المجال مربح جدا لكل من يعمل فيه، ويقول: لقد انتهى عصر تصنيع الالعاب المحلية منذ زمن طويل، والغريب أن الألعب المستوردة تتكلم لغتنا وتغني أغانينا، رغم أنها تصنع في بلاد أجنبية، ونحن نكتفي بالاستيراد فقط ونترك أطفالنا لتشكل ألعاب أمريكا وأوروبا وآسيا عقولهم، وبعد ذلك نتحدث عن عقدة الثقافة الدخيلة . غير أن التعثر العربي في صناعة العاب ذات هوية محلية لا يغلق الباب أمام الراغبين سواء من الأفراد أو رجال الأعمال في إحياء هذه النوعية من الصناعة، خاصة إذا استطاعوا ابتكار أنماط جديدة من اللعب تعتمد على خامات وأذواق ثقافية محلية، وتنافس في الوقت نفسه الالعاب الصينية خاصة في السعر.
50 - 60 مليونا سنويا مبيعات عروسة باربي الامريكية
أخبار متعلقة