DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جانب من الندوة

البازعي: لم آت هنا لأقدم نصاً تاريخيا

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تحولت الأمسية الأولى من أمسيات ندوة (الأدب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله) إلى ساحة جديدة للجدل القديم بين الحداثة وأعدائها. وهو ما أعاد إلى الأذهان بعض ملامح الصراع الذي يتجدد من وقت لآخر، دون أن تتبدل صورته أو تشيخ، خصوصاً وأن الكثير من المتجادلين لايرون القضية إلا في صورة صراع بين تيارين كل منهما يحاول إزاحة الآخر وإقصائه، ليصبح الحوار المفترض بين طرفين ليس أكثر من صراع بين عدوين. في هذه الأمسية التي تناولت (الشعر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد يرحمه الله) والتي شارك فيها الدكتور سعد البازعي، والدكتور عبدالله الفيفي وأدارها الدكتور عبدالله الحيدري، اتهم المتحدثان كالمعتاد بالتقصير، لأنهما في ورقتيهما لم يقدما كل شيء عن الشعر السعودي، وعن مئات الأسماء والتجارب التي ظهرت خلال ربع قرن من الزمن.! ففي مداخلته قال الدكتور عبدالقدوس أبو صالح: أنا في الحقيقة لم أستمتع بهذه الندوة، وأرى أنها لاتتفق ومضمون عنوانها، فالعنوان هو (الشعر في عهد الملك فهد رحمه الله) لكن ماجاء وماسمعناه اليوم تناول (الحداثة في عهده رحمه الله) وكأنما هؤلاء الشعراء الذين وردت أسماؤهم في الورقتين هم الشعر في المملكة، وهو كل شيء. وتساءل أبوصالح: أليس من الموضوعية أن يكون الناقد منصفاً، فيتحدث عما هو موجود على الخارطة، وهل يعقل أن ينظر أحد من الخارج على خارطة الشعر في المملكة فيجدها خارطة حداثية محصورة في هؤلاء الأشخاص، أين هم الشعراء الذين تسمونهم تقليديين؟ ألا يستحقون أن يشار إليهم؟ أعتقد أنه كان على النادي أن يوازن بين الاتجاهات المختلفة لدى المشاركين، حتى لايقتصر الرأي على باحثين محسوبين على ميدان الحداثة. من جهته قال الدكتور صابر عبدالدايم: قضية قصيدة النثر مازالت رهن الحوار حولها، ولم تثبت بصفتها فناً أدبياً، والدكتور البازعي رأى في ورقته أن قصيدة النثر فرضت وجودها بعد أن توارت قصيدة التفعيلة، وهذا كلام يحتاج إلى مراجعة، خصوصاً أنه ورد على لسان أستاذ جامعي متخصص. وأضاف د.عبدالدايم: إن حصر شعراء المملكة في تلك الأسماء التي ذكرت يذكرنا بما حدث في مصر عندما تم حصر الشعر في مجموعة من الشعراء هم (إضاءة 77) وإن كانت ورقة الدكتور عبدالله الفيفي تقويمية، أما الدكتور البازعي فقد بدا متعصباً لقصيدة النثر، وأغفل عن عمد ما هو دونها. ولم تكن مداخلة الدكتور وليد قصاب، بعيدة في مضمونها عما جاء في المداخلتين السابقتين للدكتور عبدالقدوس أبو صالح، والدكتور صابر عبدالدايم، فقد أكد على الباحثين إقصاء الكثير من التجارب الشعرية التي كانت تستحق أن يشار إليها وقال: لقد تم إقصاء مئات الشعراء السعوديين من خلال هذين البحثين اللذين ألقيا علينا، وبما أن من سبقوني أشاروا إلى ذلك الإقصاء، فسأتجاوز الحديث حول هذه النقطة وأقول للدكتور البازعي إنه ربط بين الطفرة الاقتصادية في المملكة وحالة الحداثة، وأنا أرى أنه لا علاقة على الإطلاق بين الأمرين، فحالة الحداثة في السعودية هي حالة تقليد للحداثة في العالم العربي، والحداثة في العالم العربي هي تقليد لموجة الحداثة الغربية. كما أخذ على الدكتور الفيفي استشهاده ببعض الأسماء من خارج الثقافة العربية مثل سايفير وتودوروف مؤكداً أن ما يذهب إليه مثل هؤلاء هو من أبسط البديهيات في ثقافتنا العربية ولسنا بحاجة إلى الاستشهاد بمثل هؤلاء، وإذا كان الدكتور البازعي تناول في ورقته موجة الحداثة، إلا أنه نسي أن يشير إلى أن الحداثة اندحرت وسقطت في المملكة، وسقطت في العالم العربي بأكمله، وتبقى قصيدة النثر مصطلحاً مخادعاً وقد رفضه الكثير من النقاد العرب الكبار. أما الدكتور عوض القوزي في مداخلته، فقد أشار إلى أن الشعر السعودي يظلم حينما يتم حصره في تيار واحد، وقال: لقد استمتعت بما سمعته، لكنني أعتقد أنه ربما لضيق الوقت لم يستطع المتحدثان تناول كل الأسماء، وأرى أن هذه الندوة لا بد لها من جزء آخر يبين ماغاب هنا. وقد رأى الدكتور محمد القويزاني أن الدراسات لايجب أن تكون مجرد عرض للأسماء وهو بذلك يختلف مع المداخلات السابقة التي طلبت من الباحثين أن يقدما كل شيء، وقال: الدراسات الأدبية هي انتقائية في كل الأحوال، ومهما حاول الباحث لن يستطيع تناول كل الأسماء، ثم إن التجديد هو ما ينبغي علينا دراسته لأنه يختلف عن السائد، فلو تناولت الدراسات السائد وتغافلت عن الجديد فهي لم تقدم شيئاً. وفي ختام المداخلات قدم الدكتور الحيدري الدكتور البازعي ليرد فقال البازعي: إن ماقيل كثيراً ويصعب الرد عليه بشكل تفصيلي، لكن إذا كان الحداثيون متهمين بالإقصاء فالتقليديون أيضاً متهمون بالإقصاء، لأنهم يرفضون الآخر، وأنا لم آت إلى هنا لأقدم نصاً تاريخياً، وإنما قدمت مداخلة، وهي بالتالي تقدم وجهة نظر الباحث، وهذه وجهة نظري، وهي وجهة نظر قدمتها في أربعة كتب وليست كلاماً يلقى على عواهنه. أما الدكتور الفيفي في تعليقه على الأسئلة والمداخلات، فقد أوضح أن عنوان ورقته هو (القصيدة الحديثة في السعودية على مشارق القرن الحادي والعشرين، قراءة في اللغة والتصوير) وكنت ملتزماً بهذا العنوان وقد أوردت نصوصاً ليست من الحداثة في شيء من الناحية الحزبية الإقصائية، ودراسة التجارب الأخرى في هذه المرحلة حق لا شك فيه، لكن كان حري بالنادي الأدبي أن يدعو أساتذة آخرين مهتمين بهذا الجانب، والباحث لا يستطيع في ورقة واحدة أن يرصد كل التيارات. وهكذا في مساحة زمنية تم تحديدها بثلاثين دقيقة لكل باحث، كان المطلوب من البازعي والفيفي أن يحيطا بكل جوانب المشهد الشعري السعودي على مدى أكثر من عقدين من الزمن، وهو أمر بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، صحيح أن الباحثين تناولا مجموعة من الأسماء المحددة مثل محمد الثبيتي، علي الدميني، عبدالله الصيخان، محمد جبر الحربي، خديجة العمري، سعد الحميدين، فوزية أبو خالد، وغيرهم من شعراء التفعيلة والنثر إلا أن تجارب هؤلاء الشعراء المشار إليهم هي الأكثر تحفيزاً للدرس لدى نقاد تشغلهم قضايا التجديد والتحديث، لكن القضية الأساسية في هذا الموضوع كله ليست أكثر من نتاج طبيعي لعنوان كبير حاول أن يتمدد على ربع قرن من الزمن من خلال أمسية واحدة شارك فيها باحثان، الأمر الذي ظلم الشعر السعودي وقدمه مجزوءاً، وظلم الباحثين وقدم ورقتيهما بشكل مبتور، وصدم الحضور الذين جاءوا بقناعة مسبقة عن أن الامسية ستقدم سرداً تاريخياً تفصيلياً لأكثرمن عشرين سنة في مدة لاتتجاوز الساعتين، لذلك فنحن من هذا المنطلق لانستبعد أن نتهم بالإقصاء في هذه التغطية، لأننا لم نأت على كل المداخلات والأسئلة فإذا كان الوقت الضيق قد وضع البازعي والفيفي في مواجهة اتهام بالإقصاء، فالمساحة هنا هي التي وضعتنا في نفس المأزق.!
جانب من الحضور
أخبار متعلقة