DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

القاص عبدالله النصر لدى مشاركته

ملتقى حلب للقصة القصيرة جداً يختتم بمشاركة سعودية واحدة

القاص عبدالله النصر لدى مشاركته
القاص عبدالله النصر لدى مشاركته
اختتم ملتقى حلب للقصة القصيرة جداً بحلب الأسبوع الماضي بتجاوزه مأزق النقد الذي وقع فيه في ليلته الأولى، حيث شكل الناقد والكاتب محمد قرانيا ومنذ الليلة الثانية من خلال قراءته النقدية الشاملة أن يعطي للأمسية حقها كاملاً بعد كانت الليلة الأولى شبه خالية من القراءة النقدية، وكانت جل الانطباعات عشوائية تعتمد على الانفعال الآني بالنصوص. وشهدت الليلة الثانية أول مشاركة سعودية من خلال القاص عبدالله النصر وكذلك مشاركة القاص والروائي إبراهيم شحبي، الذي لم يحضر ولكنه أرسل نصوصه عبرالإيميل حيث قرأ مديرالأمسية محمود محمد أسد نصين حظيا بحضورجيد. وبدأت الأمسية بالقاص السوري محمد حسين الزهران الذي قرأ عددا من النصوص (بيروت- صراع- استقالة- المدللة...) وهذه القصة الأخيرة تميزت عن غيرها حيث بدأها القاص بحوار.. وقرأ قصصاً أخرى كانت أكثر مباشرة وهي تميل إلى تمثل الخطاب الجماهيري مثل قصة (صهاينة) التي اتضح فيها الخطاب الفكري السياسي الذي يدعو لاستهجان الصهاينة.. واختتم مشاركته بقصتي (هدوء، ورصيف). وقرأ القاص عبدالله النصر عدداً من قصصه، حيث استطاع من خلالها تجاوزالبعد الاجتماعي، لينطلق إلى البعد النفسي في شخصياته، وقصصه المكثفة نوعاً ما، وإن كان بعضها يميل إلى كونه قصصاً قصيرة، لاحتوائها على الكثير من التفاصيل في رسم شخصياته، فهو يحاول إعطاءها أبعاداً أكثر شمولية، ليتعرف عليها المتلقي بصورة متكاملة. القاص السوري عبده سكيف قرأ قصص (فضاء- الورقة والحذاء- شيخ النمل) وقصصاً أخرى تميزت بإسراف في السرد وطغيان الحكائية والثرثرة على حساب التكثيف.. وساهمت كثرة التفاصيل في إضفاء بعد حكائي على قصصه. القاص والروائي أحمد زياد محبك، وعلى الرغم من قوة تجربته السردية وعلى الرغم من وصف الناقد محمد قرانيا قصصه بالمتميزة، إلا أنها بدت تجربة عادية وربما ابتعدت في كثير من جوانبها عن كونها قصصاً قصيرة جداً، فهي تجربة أكثر تأثراً بكتابة الرواية والقصة القصيرة. كما أنها اشتملت على القص التعليمي وزج الأفكار التربوية من خلال حوار خاص بين الزوجة والأولاد والأسرة عموماً. ويبدو أن قصة (الوليمة) التي أعجبت الناقد قرانيا أفضل القصص التي ألقاها، فقد تميزت بالإيقاع السريع والجملة الرشيقة الخالية من فسيفساء اللغة.. وكان تنقله من مكان إلى مكان بخفة ودون تكلف، لكنه أسرف في إدخال شخصية القصة الرئيسية (حسن) في متاهات الاسم، فجعل كل شخصيات القبيلة بهذا الاسم.. وهو على كل حال جعل من كثرة الأسماء في نصوصه تشتتاً، بينما حملت أغلب النصوص التي قرأت في الأمسية جانب الابتعاد عن ذكر الأسماء إلا فيما ندر. وقرأ كذلك قصص (قوة- أنا وزوجتي والأولاد- الطالع من النهر...). القاص السوري عبدالرزاق ربما كانت نصوصه أكثر قوة وتماسكاً. فعلى الرغم من همهمة بعض الحضور من أن قصصه أشبه بمقال سياسي، لكنه استطاع أن يعطي لنصوصه طابعاً رمزياً وكثف نصوصه بحيث ابتعدت عن المباشرة والحكائية. فقرأ قصص (قيام- أفواه- خبز مسلح- يد- وطنية- صراع..) كان سرده بعجلة ودون تأمل في اللغة أو محاولة للتأنق والحفر.. لكن مع ذلك فقد كان بعض قصصه أشبه بالخبرالصحفي اليومي مثل قصة (صراع). وقرأ مديرالأمسية قصص السعودي إبراهيم شحبي الذي اعتذر عن الحضور لعدم تمكنه من الحصول على تذكرة سفر في وقت مناسب (فكرة شاردة- اعتذار) وقد نالت قصة فكرة شاردة انتباه الناقد محمد قرانيا فأدرجها في قراءته البانورامية ضمن القصص المتميزة. القاصة والروائية السورية ضياء قصبجي لها تجربة كبيرة في الكتابة السردية قرأت مجموعة من القصص تحت عنوان (حوارات) وقد تميزت هذه القصص بحواراتها القريبة من النكتة، كما زجت فيها كماً كبيراً من الوعظية. القاصة توفيقة خضورأدهشت الحضور وحظيت بتصفيق حاد من الجمهور عندما قرأت قصة (ثقافة) التي أكدت فيها على سلبية الإهداءات وقالت قبل أن تقرأها: أرجو أن تكون هذه القصة بعيدة عن هذا الملتقى، وقد كانت هذه الإشارة كما يبدو نقداً أو استشرافاً لما سيؤول إليه إهداءات الكتب والمجموعات، فنهايتها مستودع الفندق، أوعلى أقل التقادير مستودع الكاتب نفسه، الذي لن يطيق قراءة الكم الهائل من المجموعات التي سيحصل عليها من خلال الملتقى. وقرأت كذلك قصص (أحلام خارجة عن القانون) وقد جعلت هذه الأحلام على لسان مجموعة من الحيوانات، ربما لعلمها بأن المواطن العربي لا يستطيع أن يحلم. وقرأت أيضاً (ذئب- فضيلة حوادث السير- تفاضل- صهيل كاذب- خيبة). القاص جمال نوري من العراق قرأ نصوص (مسخ- ثوب أبيض للزفاف- رومانسية) القاص محمد كرزون قرأ نصوص (بطولات- اجتماع- تشكيك). بعد ختام النصوص قرأ الناقد محمد قرانيا ورقته النقدية، فقال: إن معظم ما سمعناه اشتمل على قدر كبير من الكآبة والقلق والسوداوية، وحتى الحب في هذه القصص أصابه البرود وبدا أنه لا يوجد شعاع من التفاؤل سوى في مرحلة الطفولة. وكان المسئول في بعض القصص غريباً غير مبال بوجع المدينة، تستيقظ شهواته بنمط غريب.. أما المواطن فبدا مشوهاً. وأشار إلى أن النصوص تقفز إلى أنماط أكثر تشوهاً في عالم لا يعطي للإنسان العادي أي إحساس بالألم.. وقد أرغم الكتاب في السقوط في فخ الغرابة ليكشفوا لنا زيف هذا العالم. كما غرقت بعض القصص في عبارات الشاعرية على حساب الشخصية، وساد الاقتصاد في السرد وكذلك الإيحاء. وحفل بعض القصص بالرعشات، وذلك أمر ضروري لتصوير الحالة الإنسانية، في ضربة سريعة.. إنها الومضة التي تشبه فن التوقيعات التي ازدهرت في العصرالأموي، وكذلك قصيدة الهايكو اليابانية حسبما ذكر الناقد محمد قرانيا. وذكرالناقد أن بعض القصص غاب فيها البطل فأصبحت كالخاطرة، مشدداً على أن البطل من العناصر واللوازم الفنية الضرورية. وأكد أن القاصة ضياء قصبجي تجاوزت ذلك، وتميزت قصصها بإسناد البطولة لشخصية الموت. واختتم قرانيا قراءته بقوله: ثمة صراع خفي بين عالمين (عالم العقل وهو هش مثل رماد سيجارة، وعالم اللاعقل وهو العالم الأقوى الذي سيغلب).. لكن عاد وقال: ربما يمتزج الإثنان. وأنهى حديثه قائلاً: حتى إن غلبت روح التشاؤم في النصوص فهذا لا يمنعنا من الذهاب بها نحو التفاؤل. وكما هو جميل أن يمزق الكاتب زيف الواقع فإنه لا بأس أن يكتب الجانب الآخر من اللوحة المضيئة. وتنوعت المداخلات بين النقد السريع والملاحظات الهامشية خاصة أنها جاءت في وقت متأخر بعد أن تحدث ضيف الأمسية القاص والناقد فايز الداية عن تاريخية القصة القصيرة جداً، ناصحاً الشباب بأن يتأنوا في كتابة القصة القصيرة جداً، وهو لم يذكر ذلك بشكل مباشر وإنما جاء تلميحاً.
الناقد محمد قرانيا يقدم ورقته النقدية
أخبار متعلقة