لم تعد كما كانت فقد تغير بها كل شيء، النبرة الصادقة التي كانت في صوتها والشوق الذي لا ينفد حتى وهي تقضي الوقت معها، عقد من الزمان كان بينهما يتحلى بحلية الصداقة التي اعتقد بأنها عميقة لا تخضع لتناقضات ما يسمعنه من أقاويل عن تبدد العلاقات بعد (الزواج) لكنها فؤجئت بتغير صديقتها الملحوظ بعد اعلان خبر خطبتها.. وعلى الرغم من محاولتها المستميتة في ابقاء الوعود بينهما الا ان تلك الصديقة كانت ترفض زواج صديقتها وبنت لها صرحا كبيرا من الاوهام يبدد الصداقة، وقررت ان لا تفوت فرصة الا وتبث ازعاجها المستمر واصطدامها مع صديقتها المخطوبة بفعل الغيرة فاما هي او الخاطب.
لم تكن تلك الفتاة وحدها فقط من وقعت في مصيدة ذلك النوع من الصداقات مع صديقة اعتقدت بأنها ستسد مكان الزوج في حياة صديقتها او ربما نسجت خيوطا من العاطفة التي تتسرب الى اذهان الكثيرات من الصديقات فأنهت علاقة حميمة لمجرد الغيرة العمياء فهناك الكثيرات ممن نفضن سنوات من العشرة الطويلة ثمنا لتلك الغيرة.
احتكار
أرادت (م، ع/ ب) ان تتحدث لي عن قصتها منذ البداية مع صديقتها وهي تقيم عليها الرقابة الشديدة، حتى في علاقتها مع أسرتها فقد كانت ترفض اي نوع من الحميمية بينها وبين اي فتاة اخرى وقد كانت دائما تحاول دفعها الى الاحتكار عليها دون بقية الناس الا ان (م، ع، ب) كانت تظن بأن ذلك نوعا من الغيرة الناتجة عن الحب وسرعان ما تنضج وتزول وقد زفت الأقدار لها بشرى خاطب تقدم اليها وقد تم الزواج به الا ان صديقتها اعلنت الحرب عليها واخذت تتهمها منذ اللحظة الاولى بالتغير والتخلي وبالرغم من انها قامت بحضور حفلة خطبتها واعطتها بعض الهدايا التعبيرية الا انها كانت طوال الحفلة ملتزمة الصمت في مكان واحد بين الحضور والسواد يغطي وجهها والدموع تحتضن عينيها بمرارة شديدة وقد استمرت الخلافات بينها وبين تلك الصديقة حتى بعد زواجها الى ان وصل الحال بتلك الصديقة الغيورة الى الاتصال بمنزل صديقتها المتزوجة وحينما تسمع صوت زوجها تقفل بوجهه الهاتف نشبت بعض الخلافات بين الزوجين حيث كان يعرف بأن المتصل صديقتها مما ادى الى تضاؤل العلاقة ومن ثم انحلال ميثاقها.
مفترق طرق
ولم تكن (هاجر) أحسن حالا منها فقد كان لها علاقة صداقة مع صديقة دامت عشر سنوات لم تفترقا يوما واحدا فقد كانتا دوما مع بعض حتى في صفوف الدراسة بجميع مراحلها وقد تقدم لصديقتها خاطب وقد استقبلت (هاجر) ذلك الخبر بمنتهى الفرح، وشاركت صديقتها الاماني والفرح السعيد حتى زفت صديقتها الى بيت الزوجية حتى جاء اليوم الذي تقدم خاطب لهاجر والتي وافقت عليه الامر الذي كرهته صديقتها منها ومازالت تتذكر (هاجر) تلك الكلمات القاسية التي سمعتها من صديقتها ليلة زفافها حينما قالت لها ستتزوجين وتتركيني فقد يفسدك زوجك علي ولكنني لن اسمح بذلك وقد بدأت الخلافات بينهما منذ تلك الوهلة وعلى الرغم من محاولة هاجر المستميتة في اقناع صديقتها بانها لم تتغير ومازالت صديقتها الا ان صديقتها كانت ترفض شعور ان يشاركها احد في صداقة هاجر او في حياتها.. وقد قبلت صديقتها على نفسها ممارسة حقها الطبيعي في الحياة بالزواج ورفضت ذلك الحق على هاجر التي تعبت كثيرا من سلوكيات صديقتها التي تبدلت كثيرا وأصبحت لا تشعر الا بأوجاعها.
لقد انتهت تلك العلاقة بين الصديقتين بعد صداقة دامت لأكثر من عشر سنوات لمجرد ظنون وأنانية من احد الطرفين.
انانية
اما (ف، س، ص) فقد تزوجت ثم عاشت ظروفا صعبة جدا في زواجها وصديقتها لم تكن تعتقد يوما بانها قد تشابه الكثيرات في أنانيتهن وغيرتهن التي قد تعمي اعينهن عن الوقوف بقرب صديقتها التي حرمت حتى اهلها في اهم موقف قد يتخذه المرء في حياته الا ان تلك الصديقة كما تتحدث عنها (ف، س، ص) كانت تتصرف معها منذ البداية بشدة حتى جاء اليوم الذي تزوجت ليبدأ بركان الغيرة يثور ويعلن رفضه لذلك الواقع وقد اوقعتها صديقتها في الكثير من الخلافات والأزمات النفسية، وكانت دائمة التلميح لها بأنها تخلت عنها على الرغم من عدم تغيرها حتى بعد زواجها الا في امور لا تستطيع ان تحكمها وقد تدخل الاقارب بينهما لفض النزاعات الا ان العدل لم يكن يعرفه احد سواهما.
غير معقول
وتقول (هنادي) عن رأيها في هذا الموضوع بان بعض الصديقات يتصورن ان العلاقة الفضلى بين اي صديقتين يجب ان تظل كما هي فيما لو تزوجت احداهن او الاثنتان لكن ذلك لا يطابق الواقع اطلاقا وغير معقول أبدا.
