DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رأي اليوم

رأي اليوم

رأي اليوم
أخبار متعلقة
 
الدعوات الأخيرة الصادرة عن جهات "ما" عراقية بفيديرالية لمناطق الجنوب، ليست ـ للأسف ـ إلا خروجا صارخا على مبدأ وحدة الأرض العراقية، ومثلما مثل سعى الأكراد لدولتهم المستقلة في الشمال، كجزء من الحلم القديم، انسلاخاً فاضحاً لا مبرر له مهما كانت الدعاوى، تمثل تلك الدعوات المشبوهة تكريساً للطائفية البغيضة، التي تتبعها "محاصصة" ثم انقسام، فتقسيم فافتراق. لن نعود لاجترار الماضي الأليم الذي تسبب في كل ما يحدث الآن على أرض العراق، ولن نعيد مسؤولية الأنظمة المتعاقبة التي أوصلت البلد لما وصل إليه من عودة للقرون البدائية، ومن تدمير للبنية التحتية، ومن حروب خارجة على الشرائع و"المصالح" ومن غزو أحمق في التسعينات، لاجتياح أكثر حمقا في الألفية الثالثة، وحتى السقوط المرير والشهير، لكن تداعيات المرحلة تفرض محاصرة نيران التقسيم التي تهب بين الحين والآخر، ووقف النزيف المتعمد للموارد الطبيعية، التي يشترك في نهبها اللصوص والسماسرة وقوائم المنتفعين، وإشعار المواطن الذي اكتوى برصاص قهر السلطة، ومفخخات "المقاومة" والإرهاب، ومؤامرات الخونة، وتحرير الروح من الجسد في الشوارع بسيارة مجرمة، بأن له نصيبا في الحياة، كما كتب عليه نصيبه في الموت. بعد عامين من سقوط النظام الصدامي البغيض، لم يتغير المشهد، وصارت هناك منطقة معزولة تحظى بحماية دولية، ومناطق معزولة تدفع ضريبة الاحتلال، كما دفعت ضريبة الاستقلال، وتطور الواقع ليتصارع الكل على الثوب المهلهل، حتى اتسع الخرق على الراتق، ولم يعد هناك سوى القتل والتدمير، وصار البلد كله سجنا كبيرا للعمليات الإرهابية والأفكار الانفصالية. الوضع الآن يحتاج لإرادة شعب بأكمله، لا لفصائل تتاجر بالمقاومة، أو ترتزق بها، والمهم إن هناك شيئا لم تنتبه له لا أمريكا ولا أحزاب السلطة ولا المعارضة الخفيفة منها أو العنيفة، وهي أن الحريق العراقي موجود في ملابسنا وليس على الأرض!!