عندما يسطر التاريخ صفحات المجد والفخر لرجال ساهموا في صناعته وفي بناء الحضارة سوف يكون للراحل الكريم خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - موقعا متميزا ليس فقط لانجازاته الداخلية ودوره العظيم في بناء نهضة المملكة منذ كان وزيرا للمعارف ووزيرا للداخلية ثم وليا للعهد ولكن ايضا لانجازاته العربية والعالمية التي شهد بها العالم اجمع في اعلامه المرئي والمسموع والمكتوب.. ولعل ما قدمه خادم الحرمين الشريفين للمسلمين في العالم يجعلنا نرفع اكفنا الى السماء بالدعاء له بالرحمة والمغفرة فتوسعة الحرمين الشريفين هذا المشروع الهائل وطباعة المصحف الشريف الذي غطى بنفعه كل بقاع الارض، وانشاء المراكز الاسلامية كل ذلك انما يؤكد ان الراحل العظيم كان بحق خادما للحرمين الشريفين الى جانب خدمته لبلاده ووطنه وشعبه.
لقد حمل هموم الامة وعاصر الكثير من العواصف ومنها حرب الخليج ولكن حكمته وحنكته وايمانه انتصرت على كل العواصف.
رحم الله الملك فهد وعزاؤنا فيه بخلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ايده الله - وسمو ولي عهده الامين الامير سلطان بن عبدالعزيز فهما امتداد للشجرة المباركة التي انبتها الملك المؤسس - طيب الله ثراه -.
لقد كان العزاء والبيعة مثالا واضحا لما يكنه هذا الشعب من حب لقيادة هذا البلد الكريم، تفجرت المشاعر الفياضة وانطلقت بعفوية تعزي ويتابع وبقدر ما حملوه من الم للرحيل بقدر ما حمدوا الله على ان مقاليد الحكم انتقلت الى ايد امينة وكريمة وحكيمة مما يجعلنا في مأمن من الاهتزازات والازمات التي نسمع عنها في العالم.
اننا بكل ما نحمله في قلوبنا من حب وامل نعزي انفسنا ونعزي اميرنا المحبوب امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - كما نعزي نائبه الامير الجليل جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود الذي استقبل عزاءنا قبل قدوم اميرنا الكريم الذي انطلقت الحشود لاستقباله في موكب من الحب والتقدير ينم عما يحمله ابناء هذا الوطن من مشاعر الامتنان والوفاء حفظ الله الجميع ذخرا للوطن وايدهم الله وساعدهم على تحمل مسؤولية الحكم.
