إلى يوم أمس تواصل استقبال المملكة لوفود الدول التي جاءت معزية في وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ معلنة عن ثقتها في قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. العدد الكبير من قادة الدول وممثليها الذين قدموا إلى المملكة، يعبر عن المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ وهي المكانة التي حافظ عليها أبناؤه من بعده، وترسخت مع مرور الأيام، إذ عرف العالم قادتها بمواقفهم الصلبة وقراراتهم التي لا تخضع للأهواء، وإنما تقوم على الحكمة ودراسة الظروف المحيطة.
ان هذا التقدير الدولي للمملكة لم ينبع من فراغ، وانما كان نتيجة خطى ثابتة ومنهج راسخ سار عليه قادة هذا البلد، فوضعوه في مصاف الدول المؤثرة عالميا، والتي يحسب حسابها في الميزان الدولي.
هذه الحقيقة يدركها المواطن السعودي ادراكا لا تشوبه ذرة من الشك، وهوماظهر جليا في تواصل تدفق الجموع على قصر الحكم في الرياض، وفي بقية مناطق المملكة، يعلنون تأييدهم للقائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أعلن أنه سيسير على النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ واتبعه من بعده أبناؤه الكرام ـ رحمهم الله ـ.
لقد أوضح الملك عبدالله من البداية الأسس التي سيسير عليها، حيث أكد بحزم قاطع أنه سيضع الحق والعدل نصب عينيه، وسيخدم المواطنين دون تفرقة، وأرسى هذا في خطابه الذي قال فيه: (أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستورا، والاسلام منهجا، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة).
مليكنا جدير بهذا التدفق الهائل من المواطنين المبايعين له على السمع والطاعة، فهو ذو حنكة وخبرة واسعتين على المستوى المحلي والدولي.. وندعو الله أن يسدد خطاه.
