عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رحيل الفهد يهز الأمة

رحيل الفهد يهز الأمة

رحيل الفهد يهز الأمة
أخبار متعلقة
 
بكى الوطن يوم امس.. ولماذا لا يبكي وقد فقد نوره وقلبه وحكيمه وقائده. اتخيل ان كل ذرة وحبة رمل في هذا الوطن قد تحركت من مكانها من هول الفاجعة وجلل المصيبة وعظم الحدث. زلزال هز البشر والحجر.. وادمع اعين القريب والبعيد، واجبر الرجال على البكاء.. فلم يكن والدا او ملكا فقط بل كان ملهما لهذه الامة ورائدا لتطورها وحاملا راية دينها وسيفا عادلا على من اراد سوءا بأمة الاسلام في كل اصقاع الدنيا.. وليس غريبا ان يبكي الناس وهم على ضفاف الخليج او في اطراف المحيط وفي السهول والجبال. وليس مستبعدا ان تهتز اركان العالم الاسلامي بفقدان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - لأنه نذر نفسه لقضايا الامة وسخر امكانات بلاده لدعم دينها والحفاظ على كرامة اهلها وشرف ترابها. وطن بحجم المملكة قاده ذلك الحكيم الى بر الامان وسط اعاصير وزلازل وبراكين كادت تحرق الارض ومن عليها.. بين ثورات هنا وتهور هناك.. وبين حرب الخليج الاولى وغزو الكويت.. وبين تراجع الاقتصاد حينا وبين حربه ضد الارهاب.. وضد من يريد ان يسيء للاسلام واهله واراضيه. حكيم.. والحكمة قد اخذت اسمها منه، وعادل من الله عليه بقلب صاف احبه الصغار قبل الكبار وسار بمجتمع قاس من الكتاتيب الى صروح الجامعات، ومن الورش الى اكبر الكيانات الاقتصادية في العالم، ومن ارض صحراوية الى واحة تزينها الاشجار ويظللها الخير وينام فيها الناس آمنين على بيوتهم واعراضهم ومالهم واهلهم. الاشجار تموت واقفة.. والرموز تبقى عبر العصور.. والكبار يولدون ويموتون ولكنهم يبقون قامات طوال ومشاعل نور لا تنطفىء ودليل تطور ورفعة وعزة لا تنتهي. خفت ان اكتب عما تحقق في رياضتنا في عصر هذا القائد المحنك ان يفوتني التذكير ولو على عجالة الحديث عن الدور الذي قام به - رحمه الله - حتى وصل هذا البلد الى هذه المكانة الرفيعة والموموقة بين دول العالم. ولكن ما تحقق لنا كرياضيين وشباب في عهد المغفور له باذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - فاق كل التوقعات وحقق كل الانجازات فخلال عهده الميمون شهدنا اكبر عملية اعمار للبنية التحتية الرياضية. فالملاعب في كل مكان ومقار الاندية توزعت على كل مدينة وقرية والمدن الساحلية كانت محط اهتمام واعجاب الزوار واستفادت شريحة الشباب التي تمثل نسبة كبيرة من مكان المملكة من هذه البنية التحتية والكبيرة والشامخة ليحققوا لهذا الوطن كل الالقاب والانجازات بعد ان وطأت اقدامهم ورفعت رايات بلادهم خفاقة بين قارات العالم في منتصف الثمانينات كانت توجيهاته - رحمه الله - مشاعل نور ومصدر طاقة وفتح ابواب لشباب المملكة ليبدأوا في تحقيق البطولات القارية وليكونوا زوارا دائمين لمنصات التتويج. لم يبخل عليهم بدعمه وحكمته وشجاعته، فكان الملهم لهم وكان النور الذي ابصروا به الطريق والقائد الحكيم الذي لم تبعده هموم بلاده وحاجات مجتمعه وتطلعات اهله عن هموم وحاجات وتطلعات شبابه. بعد كل بطولة كانت ابوابه - رحمه الله - مفتوحة ووقته مسخرا ليلتقي بابنائه المميزين والمبدعين، يسهب في الحديث حتى يشعر كل واحد منهم بأنه ابن وصديق واخ لهذا القائد الشامخ. بين منتصف الثمانينات وبداية الالفية الجديدة كانت هناك حكاية للرياضة السعودية، وكان هناك قائد واحد اخذ بيد شباب وطنه الى منصات التتويج جنبا الى جنب في صروح العلم والثقافة والمعرفة. لم نفقد قائدا فقط، بل فقدنا نورا تعودنا عليه وحكيما كنا بحاجة ماسة اليه وابا حانيا وقلبا كبيرا وظلا ظليلا نلجأ اليه بعد الله. وطن لا يموت حتى ونحن نفقد مثل هذا القائد الكبير.. ولكنها سنة الحياة وقضاء رب العالمين والحمد لله على ما قدر والعزاء للوطن ولنا وللاسرة المالكة الكريمة.. ولا حول ولا قوة الا بالله.