DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كوثر عبدالدايم.. اخترقت المألوف وكتبت "خلف التل"

كوثر عبدالدايم.. اخترقت المألوف وكتبت "خلف التل"

كوثر عبدالدايم.. اخترقت المألوف وكتبت "خلف التل"
أخبار متعلقة
 
وصفت الناقدة فتحية العسال رواية (خلف التل) لكوثرعبدالدايم، مع روايات أخرى لكتاب آخرين، بأنها من أفضل الروايات التي نوقشت في نادي القصة بالقاهرة خلال الموسم المنصرم، نظراً لجوها الخاص واختراقها عوالم السرد العادية. واعتبر نقاد ناقشوا الرواية أن اختيار الكاتبة لجو الصحراء كمكان لروايتها هوعمل موفق، وأنه جاء خلافاً للعادة خاصة من قبل الكاتبات النساء، حيث تعودن على اختيار أماكن عادية جداً داخل المدينة، أما الكاتبة عبدالدايم فقد فضلت الصحراء ذلك العالم القاسي الموحش الذي يحتاج إلى كاتب متميز للدخول إلى عوالمه وفضاءاته. وقالت الناقدة فتحية العسال التي أدارت الندوة ان الكاتبة من جيل الستينات ولها كتابات عديدة رغم انقطاعها فترة طويلة ولكنها عادت بقوة من خلال تجربة فعلية عاشتها وجعلتها تكتب عن هذا المكان. ففي رواية (خلف التل) يطل علينا العنوان بمضمون الكاتبة في رحلتها للبحث عن الحياة داخل أعماق الصحراء، ومن دعوة تناولها بالزحف نحو الصحراء تلك البقعة المترامية الأطراف داخل الوطن العربي من أجل تحويل حبات الرمال الصفراء إلى سنابل قمح وعناقيد عنب خضراء تبتهج بها مخلوقات الرحمن. وفي بداية الندوة يقول الناقد شوقي بدر: إن الصحراء عماد الرواية التي يحاول كل فرد جعلها مدينة فاضلة معبرة عن الواقع في اليوم العادي. فالاساس هنا المكان، إذ الصحراء في الآداب هي الحقل الفسيح الذي ينفذ الى الاعماق في سرد الاحداث. وكثيراً ما نلجأ اليها عند الحاجة الاقتصادية. وقال بدر إن الرواية ترتكز الى الصحراء بما تجمع من اتساع. فحين ينظرالإنسان لما يحدثه الخوف من شساعتها المترامية الاطراف ويعزم على تحويلها الى أرض زراعية تكون فيها مدينتها الفاضلة بعيداً عن المدينة الحقيقية ومفاسدها العديدة... كل ذلك بالعزيمة. وبحسب الناقد شوقي بدر فقد جسدت الكاتبة الانتقال بالإنسان من العمارالمتوافر إلى العمار المطلوب والمرغوب بطموحاته من الهزيمة الى النصر من خلال تجربة الحرب والسلام. فنجدها تجسد معنى أدبيا آخر للبحث عن ملامح المدينة الفاضلة والأشخاص المنتجين لتحويل الصحراء الكالحة الى جنة خضراء. ولا شك في ان المعالم الرئيسية في الرواية استهدفت حياة الصحراء بكل ما فيها، وحلم كل شخصية جديدة وتقمصها روح المغامرة بتحويل ذلك المجتمع البكرالصغير الى واحة خضراء كبيرة، وتبدأ المدينة الفاضلة تشكيل جهد نبيل لتعطي ثمارها. وينتقل الناقد إلى زاوية أخرى حيث يقول: استطاعت الكاتبة من خلال اللقطة السينمائية أن تبين آلام الأم والقطة في أول فصول الرواية حين جلست الأم تحادث القطة وتقص عليها حكايتها في الشباب الذي ولى وكأنها تحادث ابنة لها,, والقطة هنا تحاول فهم الحديث، الذي هو حديث قديم ومكرر لا تجد من يجلس اليها لسماعها، وبعد ان انتقل الى الصحراء يصحبها ابنها ممدوح لذلك المكان الموحش فلا جليس ولا انيس، لذلك حاولت ان تثنيه عن الامر لكن محاولاتها باءت بالفشل. شخصيات الرواية متنوعة ومتفاوتة الحالات النفسية، فهي شخصيات تعتمد على نفسها في كثير من الأمور، كما أنها تسيرالرواية بشكل انسيابي لكن ثمة خطأ في بعض الأحيان إذ تلجأ الكاتبة لخيط سردي غامض أو بعيد عن تجربتها السردية المتواصلة، فماذا يعني تسليم الشاب سليمان سفينة الفضاء لاجراء تجارب عليه؟ إن هذه السمة دخيلة على النص. يقول الناقد حسين عيد ان الرواية بالنسبة له تحسب للكاتبة لانها لجأت لعالم الصحراء عكس معظم الكاتبات. ولكن الجزء المهم كيف عالجت الرواية؟ فالنص من 22 فصلا مرقما يحتوي على 120 صفحة .. كل شيء هادئ ومستقر. فالمهندس الزراعي يتوسم في الصحراء خيرا ويطمع في ان يحيل رمال الصحراء إلى ذهب منثور في كل مكان.. أحال حرقة الشمس الى طاقة تبدد آلام البشر. ثم اخذ ببناء مزرعة، الحقيقة كل ذلك واقع غريب وله عدة ملاحظات على الرواية. أولاً تحديد المكان والزمان فالاحداث تقع بواحة الخارجة بالوادي الجديد، أما الزمان بالصدفة عام 1981. فالعمل يعبر عن الصحراء من خلال قشرة خارجية من خلال صراع البشر ضد الصحراء. فالمفروض أن المحور الاساسي هو الكاتبة نفسها، حيث إنها عاشت هذا الواقع، ولكن من خلال الكتابة قدمت 3 تيارات مختلفة اولها تيارالمهندس ممدوح فهو يسعى مع مجموعة العاملين من خلال تحفيزهم بامتلاك الارض بعد خمس سنوات عبر عقد مكتوب لكل واحد. وأشار الناقد حسين عيد إلى أن أكثر من اعتمد على أسلوب التجربة كما فعلت الكاتبة هنا هو الروائي نجيب محفوظ والأسلوب الآخر هو أسلوب البحث باللجوء الى المراجع التي تساعد على الدعم وتكوين المعلومات. ولذلك طالب الكاتبة بعمق البحث من داخل الواقع بتنشيط الذاكرة وكذلك الاعداد من خلال تجربة واقعية اومراجع كما قلنا. فبعض مراحل التجمع تنضج العمل الابداعي، خاصة مع مرور الوقت ودون تعجل في الأمر. في مداخلة للكاتب حسين عبد العظيم قال: إن الرواية تجربة جديدة وفريدة، فقلما نقرأ أعمالا تخاطب الصحراء لا سيما ان هذا المكان تقتحمه امرأة كاتبة. احدى الميزات في الرواية الاهتمام الاوضح بدور المرأة أم العصا السحرية فليس له مكان في جو يسوده العمال بعرقهم فلا ينفع السحر أهله في كفاح وعمل مستمرين من كل فرد يطمع في امل اخضرار الصحراء، مشيراً إلى أن المقارنة بين الكاتبة والعالم الغربي غريبة وعجيبة فكل عالم وكل واقع له أحداثه ومفرداته. وفي مداخلة للكاتب ربيع مفتاح يقول:إنه رغم جماليات الاسلوب والبناء فهناك سمة أففدت الرواية خاصيتها السردية الفنية، فهناك الشطحات وخليط من العالم الواقعي والخيال في الرواية، وبالنسبة للمقارنة مع الآخر او العالم الغربي فأنا استفزني مقولة عدم المقارنة لماذا؟ فأنا معي المقارنة في جميع الاحوال وليس معنى المقارنة ان اظلم الكاتب. فعلى الرغم من تفرغ الكاتب في العالم الغربي ووجود من يتولى شئونه المالية والأسرية إلا أنني أقول: إن المبدعين العرب كثيرون وأطالب الحكومات العربية حين يتم الافتتاح او الشروع في بناء مشروع جديد اصطحاب نخبة من الصحفيين والأدباء للإقامة فترة من الوقت بالقرب من هذا المشروع لكي يشهدوا افتتاحه ويحفظوه في ذاكرتهم، مبرراً ذلك بأنه قد يحتفظوا بهذه الذاكرة ليوم قد يكتبون فيه شيئاً ما عن هذا المشروع العملاق الذي هو ملك للأمة. وفي ختام الندوة قالت فتحية العسال ان المناقشة والمشاغبة ما هي الا مجرد نوع من التقرير والمصالحة في كل الندوات نتطلع من خلالها لاظهارالغائب فلا نحن مع الكاتب ولا ضده ولكن نحاول الاستفادة من الآخرين، موجهة كلامها للناقد حسين عبد العظيم أن الرواية لها جمالياتها الخاصة، وقالت: أنا لا أملك أن أطالب كل مبدع بغزارة الاطلاع، فرواية (خلف التل) بجانب رواية (ملك ليلة) وروايات أخرى هي من أمتع ماقدم في الموسم الذي أشرف على نهايته.