د .سعيد وهاس

المقارنة مع الآخرين @ لدي معاناة لا اعرف هل هي مشكلة نفسية ام لا ارى الحياة كما يراها الآخرون، مع العلم بأنني أمارس جميع الانشطة الحياتية بكل كفاءة لست متشائما ولا حزينا ولكن هذه المشاعر التي اجدها لا استطيع وصفها وتنتابني بين الحين والآخر ولعل تفسيري المتواضع مقارنتي بالآخرين قد تكون سبب المعاناة. هل من تحديد دقيق نفسي لما اجد.. وفقكم الله س. م - بداية أخي السائل لقد قلت لا ترى الحياة كما يراها الآخرون ومن المستحيل تطابق الرؤى بين افراد البشر حيث ان لكل شخص منا جهازا فكريا معتقديا يفسر الحياة وأحداثها السعيدة والحزينة وفقا لذلك الجهاز وليس للأحداث الحياتية، ومن المستحيل تطابق هذا الجهاز الفكري، وبالتالي كل فرد يرى الحياة بمنظار مختلف عن الآخر وهناك قضية أخرى، وهي ما مدى صدق معرفتك بنظرة الآخرين، حيث من الصعب او المستحيل معرفة تلك النظرة والمقارنة وفقا لها. كما انك ذكرت عزيزي السائل انك تمارس حياتك بشكل طبيعي ولست متشائما ولا حزينا وهذا مدعاة لاستبعاد مشكلة الكآبة وبالتالي وضعت تفسيرا خاطئا بأنك لست مثل الآخرين ترجمته ربما الى سلوك واقعي ومحسوس, هنا أقول ان مثل هنا التفكير السلبي بأنني لست مثل الآخرين تفكيرا خاطئا والدليل انك لا تملك البينة لاثبات مثل ذلك لكي يسهل عليك القياس والمقارنة مع الآخرين, أخي أنت في الحد الطبيعي وعش الحياة كما تراها مؤصلة على العقيدة الدينية الصحيحة ولا تنشغل بالآخرين. وانا اتفق معك ان معاناتك في مقارنتك بالآخرين وهذا أمر في غاية الأهمية لا تراه على الصحة النفسية حيث ان مثل هذا الأمر وهو المقارنة مع الآخرين مدعاة للمعاناة النفسية والاضطراب النفسي حيث انك واحد ولا تستطيع ان تكون الجميع وكل فرد من هؤلاء الجميع يملك خصائص جسدية ونفسية ويملك خصائص دنيوية ومالية واجتماعية ومكانية، وجاء ينفرد بها عند الآخرين فكيف أستطيع مقارنة نفسي بالآخرين وهذا المثال يوضح ذلك في هذه اللحظة أنت تقارن نفسك مع شخص لديه مال وانت لا تملك مثله وتعيش المقارنة وربما ملكت مثل هذا المال، وبعد فترة تقارن نفسك بصاحب شهادة او وظيفة عالية أو مكانة اجتماعية، وقد لا يستطيع امتلاك مثل هذا، وتبدأ في احتقان ذاتك والإقلال من شأن نفسك والشعور بالدونية والانهزامية وضعف الثقة بالنفس وتقدير الذات السلبي وهذه جميعها معاول هدم للصحة النفسية والجسدية ومن ثم تنتقل الى مقارنة اخرى وهكذا. أهذه الحياة، كلا ليست الحياة دع عنك المقارنة بالآخرين فأنت تمتلك قدرات وخصائص واشياء مادية وعينية لا يمتلكها الآخرون لها وعد النظر اليها سوف تراها بحقيقتها وسوف ترى انك تختلف عن الجميع وهذا مدعاة للرضا والسعادة والقناعة. واعلم ان الجميع الى الفناء وأعز ما يملك الفرد منا هو أن من الله عليه بنعمة الايمان وهذا مفتاح السعادة, إن استطعت التخلص من ذلك والا فالسعي مشروع بطلب المشورة من المختصين وفقك الله.