DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أنيسة الشريف مكي

أنيسة الشريف مكي

أنيسة الشريف مكي
أخبار متعلقة
 
إن مع غياب الإنسانية تموت الضمائر ، وتسود الأنانية ويسيطر القوي على الضعيف بكل لغات العنف بالسادية ( التلذذ بتعذيب الناس) والتجبر والتسلط وامتهان كرامة إنسانية الإنسان الذي كرمه الله فلم يكن يوماً عبداً للرئيس (فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) ومع غياب الإنسانية أيضاً يغيب الحوار الحضاري الذي جعله الإسلام هدفا لإحياء المجتمع الإنساني واحترام الإنسان والنصوص كثيرة ولا تخفى على أحد إلاّ من أراد أن يتعامى عنها فهي دستور العلاقات الاجتماعية الإنسانية التي فيها احترام الإنسان لأخيه الإنسان للارتقاء بالقيم لبناء مجتمعات إنسانية عادلة متوازنة ، حقيقة لا يُعرف الشخص الإنسان إلاّ في الوجود الاجتماعي خاصة العملي الذي هو حقل تحقيق إنسانية ذلك الشخص في مواقف تكون مرآة تعكس إنسانيته فتظهر عندما يسعى مبادراً إلى تقديم كل ما لديه من إنسانية لذلك الموقف وبشكل بدهي لا يحتاج للتفكير.. فذلك هو الإنسان الجوهر المجرد. أما إذا تصرف بعكس ذلك وأهمل الموقف الإنساني خاصة عندما يكون مسألة حياة أو موت فلا أرغب في أن أضع له وصفاً ولا أسميه وعليه أن يعيد حساباته في إنسانيته. كلنا يعرف أن إنسانية المواقف الاجتماعية أصل الفكر وأصل الإنسانية ، وكلنا يريد الشمول ولا شمول إلاّ في الإنسانية ولا عالمية إلاّ من خلال المواقف النبيلة في الحياة الاجتماعية والعملية التي يحقق فيها الإنسان وجوده والغاية من وجوده. احترام الإنسان احترام للإنسانية والاهتمام بالإنسان كإنسان خاصة من المسئول عنه وظيفياً اهتمام بالبشرية كلها ، لابد أن يفكر الرئيس قبل أن يفرض رأيه على مرؤوسيه ، ويجب أن يرى ذاته فيهم إذا أراد أن يكون بالفعل قيادياً إنساناً وحتى لا يجعل من مركزه وسيلة لتحقيق سلطته ونفوذه فيعيش ضمن قوقعة التسلط والاستبداد ، ولتتحقق الإنسانية لابد أن يجد الإنسان نفسه في الآخر فلا معنى لوجوده إلاّ مع الإنسانية الشاملة التي تحقق عمق وجوده دون أن يستثمر غيره أو يهمش إنسانيته. الإسلام يفرض تحقيق الإنسانية لتتجاوز حدود المجتمع حتى تصل إلى الإنسانية العامة والانتماء للعالم كله وعالمية الإنسان مبدأ يحقق احترام الإنسان وتقديره ، وكل إهانة تلحق بالإنسان تلحق بالجنس البشري كله. وحتى نكون عند المسئولية علينا أن نكون (إنسان الواقع والتحقيق). وبمناسبة الإنسانية يجدر بي أن أشيد بالقيادات الوطنية التي تدير أعمالها بالقيم الإنسانية الفاضلة وبالعلم والممارسة والتجربة والفن والذوق والضمير والخلق العالي أمثال القيادات الفذة في كافة المجالات المختلفة الذين يمثلون الإنسانية المجردة لهم مني التقدير ومن الله الجزاء . أما غيرهم فمن الله العوض وعليه العوض.