أخبار متعلقة
الكلى من الأعضاء الحيوية التي قد لا نحس بها إلا اذا جفت ينابيع عطائها واختلط داؤها بدوائها .
انها المصفاة الحقيقية للجسم تخلصه من السموم الناتجة عن تمثيل البروتينات كما أنها تعمل على توازن
الأملاح في الجسم وتـحافظ على ميزان الماء والحموضة والقلوية وتساهم في إنتاج مجموعة متكاملة من
الهرمونات المختلفة التي تنتج كريات الدم الحمراء وفيتامين (د) الذي يحافظ على قوة وسلامة العظام كما
تـحافظ على ضغط الدم بمعدل طبيعي ولذا عندما يصيبها خلل ما تختل وظائف الجسم وتبدأ الأمراض في
الظهور وتبدأ معها المعاناة ورحلة البحث عن العلاج إما من خلال الغسيل أو البحث عن كلى لزراعتها بديلا عن
تلك التي أصابها التلف.
ولأن عملية الغسيل مرهقة ماديا وجسديا وتـحتاج الى مداومة يومية يحاول البعض البحث عن البديل الأوحد
وهو الزراعة ( زراعة كلى بديلة).
وهذا الأمر ليس من السهولة بمكان لأنه ليس في يد المريض أو الطبيب إنما في يد المتبرع الذي يصعب إيجاده
محليا مما يدفع البعض للجوء الى الخارج للحصول على متبرع( أي بائع بالمعنى الصحيح).
من هنا تبدأ المأساة والوقوع في أيدي السماسرة وعصابات تجارة الأعضاء البشرية والأطباء منزوعي الضمير
وغيرهم ليعودوا أكثر معاناة وألما جسديا ونفسيا مما يقودهم للندم والألم النفسي والجسد
بل ويكلفون الدولة بعد عودتهم من الخارج اكثر مما لو صبروا لإكمال علاجهم في الداخل ولكنهم يستعجلون
لهثا وراء الخلاص السريع بأي طريقة كانت ، وما زلت أتذكر العديد من المشاهد المؤلمة لبعض المرضى أثناء
وبعد الغسيل الخارج وتلك المآسي التي تبدأ معهم من وقت الزراعة.
ان هذه القضية الهامة تتطلب وقفة أمامها لنعرف ونكشف ونحاور كل الأطراف لعلنا نحدد أبعاد القضية
من أجل العلاج.
كلية ملوثة يقول محمد الحريصي أحد المرضى الذين لجأوا الى الخارج للعلاج وزراعة كلى: قمت بزراعة الكلى في الباكستان وذلك قبل عشرة اشهر من الآن وكان هناك تنسيق مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء قبل السفر ولكن لم يحصل هناك نصيب والاهم هو استعجالي للزراعة فقمت بالسفر الى هناك واجريت العملية ومكثت في المستشفى 15 يوما ولم تعمل الكلى بعد زراعتها مما اثار التساؤلات وعدت لإجراء الغسيل بعد الزراعة والتئام الجرح ومن ثم قدمت الى ارض الوطن واتجهت الى مستشفى الجبيل وبعد شهرين من توقف البول رجع الوضع كالعادة ومن ثم تم إرسالي الى المركز الإقليمي بمجمع الملك فهد الطبي بالظهران ومكثت فيه خمسة اشهر وذلك لوجود التهابات فطرية شديدة بسبب الكلية الملتهبة والمتلوثة .
وعن المعاناة التي واجهها في الباكستان اثناء عملية الزراعة ذكر الحريصي ان المتبرع جاءني مرة واحدة قبل الزراعة ومن ثم أوكل الأمر الى اخيه الذي كان يتردد علي لطلب المال،لأكتشف ان الامر لا يعدو كونه تجارة .
ولكن الحمد لله تخلصت من هذه المشكلة وذلك بوجود هذا المركز والعاملين فيه الذين بذلوا الجهود المتواصلة لاعادتي الى الوضع الاحسن. وطالب الخريصي من يعانون الفشل الكلوي بالانتظار والزراعة هنا في الوطن وذلك للضمان الصحي والأخلاقي في مستشفياتنا السعودية . مستشفى الحشرات
عبدالرحمن الهاجري يذكر معاناته مع الفشل الكلوي فيقول :كنت أراجع المستشفى المركزي و لكن لم ألق العناية المطلوبة بعدها ذهبت إلى الخارج وقمت بالزراعة ولكن الكلية بعد زراعتها لم تعمل ورجعت من الخارج ومعي مشاكل تخص عملية الزراعة ومكثت العملية تنزف لأن الجرح قد تلوث والسبب في ذلك عدم العناية به بعد العملية ومن المطار جئت إلى مجمع الملك فهد لاجد كل عناية واهتمام إذ قاموا بعمل الغيارات ومكثت شهرا لحين التئام الجرح وبعدها باتت المضادات الحيوية والأدوية اللازمة والعلاجات الموضعية تؤتي ثمارها بعد فترة وبعد ذلك أجريت لي عملية استئصال الكلية المعطوبة.
والشيء الذي لا يغادر مخيلتي هو المستشفى الذي اجريت لي فيه عملية الزراعة في الخارج اذ كان مليئا بالحشرات التي كانت تطوف جنباته وكذلك التهاون من قبل الممرضات أثناء الغسيل والادهى من ذلك والأمر هو وضع العناية المركزة في المستشفى واللافت أن غالبية من في المستشفى هم من شباب هذا الوطن وتتم مغادرتهم المستشفى بعد العملية بخمسة أيام وذلك بسبب تلك المشاهد المقززة. لذا اقول لمن لديه فشل كلوي ألا يستعجل في الزراعة خارج المملكة وما عليه إلا الصبر ويحاول ان يبحث عن متبرع من داخل العائلة او الاقربين له.
ولا يفوتني ذكر اهمية التوعية الإعلامية بأهمية التبرع بالأعضاء خاصة الكلى وذلك لسد الحاجة ولكسر شوكة السماسرة الذين يصطادون في الماء العكر،لان الدولة ايدها الله لم تبخل بالإمكانات ويبقى دور المواطن المهم في دعم هذه المراكز بالتبرع بالأعضاء. زراعة واستئصال
أما المواطن الذي فضل الرمز لاسمه بـ (م. م ) فقال: كنت قد أصبت بالفشل الكلوي نتيجة ارتفاع ضغط الدم واصابتي بجلطة في أحد شرايين القلب ومن ثم بدأت معاناتي مع الغسيل الكلوي ،وذلك لمدة عامين ونصف العام وانتظرت حتى قررت السفر والزراعة في الباكستان وذلك على حسابي ومن ثم قابلت احد مسئولي السفارة في الباكستان ومن ثم أصبحت كلفة الزراعة على حساب احد أبناء هذا البلد الطيب ، ومكثت في المستشفى فترة أسبوعين وعدت الى ارض الوطن ولكن بدون فائدة تذكر ، وقد تمت معالجة مضاعفات زراعة الكلية المعطوبة في هذا المستشفى .
والحمد لله منذ دخولي مستشفى في وطني وانا في تقدم كبير ولله الحمد والمنة ولحكومتنا الرشيدة الدعاء الخالص بأن يجزيها الله على ما تقدم لمواطني هذا البلد الطيب خير الجزاء.
ويتساءل: الى متى ونحن نتردد ونأخذ بالأمر البعيد الضار وننسى ان القريب هو الحل الامثل في التبرع ؟ تبرعت لأمي
السؤال السابق يجيب عنه احد ابناء هذا الوطن عندما قرر ان يتبرع لوالدته بعد ان تقدم شقيقه الاكبر لذلك ولكن حدثت موانع طبية منعته من التبرع لوالدته .. الشاب صالح سالم السويلم هب متبرعا لوالدته ضاربا المثل الحي في التضحية والنبل في القصد يقول صالح: عندما تقدم شقيقي الاكبر نايف لم تتم العملية لموانع طبية من ثم أقدمت وكانت الرغبة في ان اتبرع لوالدتي ، واستغرقت عملية التحضير اسبوعين وتمت العملية بنجاح ولله الحمد، والذي يهمني هو ان والدتي تنعم بالصحة والعافية والكلية بدأت في العمل فور زراعتها. من ناحية اخرى شكر الفريق الطبي المعالج صالح لما اقدم عليه من التبرع لوالدته، وهو يمر حاليا بفترة نقاهة وينعم بالصحة والعافية بدون أي مشاكل تذكر. ندرة المتبرعين بعدما لامسنا معاناة المرضى كان لابد ان نتعرف على مسببات وخلفيات هذه القضية التي تمس شريحة من مجتمعنا لذا لجأنا الى من يقومون بهذا العمل النبيل وهو زراعة الكلى ليوضحوا لنا حجم هذه المأساة ( زراعة الكلى في الخارج). بداية يقول الدكتور ابراهيم ابن عبدالكريم العريفي استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى والمدير الطبي بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران: تصل نسبة مرض الفشل الكلوي النهائي ( من يحتاج الى الغسيل او زراعة الكلية) في المملكة العربية السعودية حوالي 100-120 مريضا لكل مليون نسمة سنويا .
وقد انشىء مركز الكلى الوطني عام 1985م لتنظيم وتنسيق العناية بمرضى الكلى ثم حول اسمه الى المركز السعودي لزراعة الاعضاء عام 1993م ليشمل زراعة الأعضاء (وليس الكلى فقط) جميعها. وقد أفتى علماء مملكتنا الحبيبة بجواز زراعة الأعضاء من الأحياء الأقارب والمتوفين دماغيا فقفزت زراعة الكلى قفزات هائلة في مجال زراعة الكلى (والأعضاء الأخرى) حيث تتبوأ المملكة المركز الأول في العالم العربي من حيث التنظيم والعدد والتطور في زراعة الأعضاء .
وقد واجهت زراعة الأعضاء مشكلة ازدياد عدد مرضى الفشل الكلوي مقارنة بعدد المتبرعين الاحياء والمتوفين دماغيا فلجأ الكثير من المرضى لزراعة الكلى من متبرعين أحياء غير أقارب في خارج المملكة مثل الهند وباكستان والفلبين وإيران وغيرها . فأصبحنا نرى الكثير من هؤلاء المرضى بعد الزراعة في الخارج لمتابعة عنايتهم في العيادات او التنويم في المستشفيات.
وقد اجريت الكثير من الدراسات الداخلية والخارجية لمتابعة نتائج هذه الزراعة ووجد ان نسبة المضاعفات مثل ( الرفض الحاد للكلية، والالتهابات غير الاعتيادية ، والالتهابات وجروح العملية وغيرها) هي أعلى عند هؤلاء المرضى مقارنة بالمرضى الزارعين من أحياء اقارب كما ان نسبة فشل الكلى هي أعلى ايضا كما ان فترة بقاء الكلية في عملها اقل من الكمية المزروعة من قريب حي . واهم الأسباب في وجود تلك الآثار السلبية على الزارع هي:
ـ عدم اختيار المتبرع المناسب والكلية المناسبة للمريض المتقبل . ـ قلة او تدني مستوى الخبرة لدى المركز الزارع.
ـ عدم اتباع الوسائل العالمية المعترف بها في حالات الزراعة .
ـ استخدام مواد رخيصة أثناء العمليات ليست الأفضل كما هو متعارف عليه.
ـ الهدف التجاري البحت لكثير من مراكز الزراعة مما يجعلهم يتغاضون عن الانسب للمريض المتقبل.
ـ عدم الصدق مع المرضى في حالات تعرضهم لمضاعفات او عدم عمل الكلية بل يخرجونه من المستشفى للعودة الى وطنه دون علمه بالتفاصيل ودون معالجتهم هذه المضاعفات ، وغيرها من الأسباب. حلول ومن الحلول لهذه المشكلة ان يزداد التبرع من الأهالي والأقارب لاقاربهم مرضى الفشل الكلوي حتى يستغنوا عن الذهاب الى الخارج. وكذلك التدقيق في مراكز الزراعة في الخارج فليس كل مركز أهلا لان يقوم بعملية زراعة الأعضاء كما اود من الإعلاميين المشاركة في زيادة وعي الجمهور لهذه المشكلة وحلولها لما للدور الإعلامي من أهمية في هذا المجال. المركز الأوحد من جانبه ذكر الدكتور صديق عجيل استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى ان مركز زراعة الكلى بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران يعد مركزا اقليميا في المنطقة الشرقية ويقوم بزراعة الكلى منذ اكثر من عشرة اعوام حيث يعد المركز الوحيد في المنطقة الشرقية وكان من عمليات الزراعة لمتبرعين مانسبته 70 بالمائة من المرضى اقارب المتبرع لهم عن طريق أقاربهم داخل المستشفى و اقارب 30 بالمائة تجرى لهم عمليات زراعة عن طريق متوفين دماغيا،وبعض الأحيان يقوم المركز السعودي لزراعة الأعضاء عن طريق التواصل المستمر معه بإرسال الأعضاء من مناطق أخرى من متبرعين متوفين دماغيا لتتم زراعتها في هذا المركز الإقليمي بمستشفى الملك فهد العسكري.
وبما انه يوجد لدينا متبرعون متوفون دماغيا فاننا نقوم باستئصال الكلى والأعضاء الأخرى ونقوم بزراعة إحدى الكليتين في المركز ونرسل الأخرى الى مكان آخر من المملكة ويتم هذا التنسيق عن طريق المركز السعودي لزراعة الاعضاء في الرياض. مشاكل الخارج وفيما يتعلق بموضوع زراعة الكلى في الخارج فانني اوجه رسالة حيث اننا اجرينا بحثا على 126 مريضا اجريت لهم زراعة الكلى خارج المملكة وكلهم سعوديون معظمهم أجريت لهم العمليات في الباكستان والهند والفلبين وقليل في دول أخرى وهذا العدد لا يشمل من زرعوا كلى ولم يعودوا حيث توفوا هناك وغير الذين عادوا وتوفوا وهؤلاء المرضى هم من دخل المستشفى لاسباب مختلفة وقبل زراعة الكلى لم تكن لديهم مشاكل وبعد الزراعة حصلت لهم إشكاليات منها مشاكل جراحية ومشاكل غير جراحية فالمشاكل التي كانت جراحية كانت تمثل النسبة العالية بين المرضى والتي بلغت 40 بالمائة واكثر ، ومنهم من يأتون بمشاكل زراعية تحتاج الى تدخل جراحي ،حيث كان هناك عدد كبير من المرضى يصابون بالتهابات في جرح العملية ، و تجمع لمفاوي حول الكلية و انسداد في مجرى البول او في الحالب وهذه الاشكاليات جاءنا منها الكثير لكن السدد في الحالب هو اكثر المضاعفات المتكررة وحدة تلك الالتهابات شديدة بحيث ان المريض يحتاج لنظافة الجرح تحت التخدير الكامل، ومن ثم فان نظافة الجرح تستغرق وقتا طويلا في المستشفى. ولابد ان يعرف الناس ان تلك الالتهابات ليست من نوع الالتهابات التي نواجهها في المستشفيات العادية ، فهي معقدة جدا هذا من ناحية واما الناحية الاخرى فهي تلك الجراثيم التي تختلف عن المعهود لأنها توجد في مستشفيات بعيدة عن مستشفياتنا .
خاصة ان المرضى اعطوا أدوية مثبطة للمناعة ومن ثم كانت هناك قابلية لحدوث التهابات عالية جدا لأولئك المرضى الذين يقومون بالزراعة في الخارج، فكانت مهددة لحياتهم، وكانت نسبة الوفيات منها 9 بالمائة.
وهذه النسبة بالنسبة لمن يقومون بالزراعة في المملكة نسبة عالية جدا. فهناك مرضى يأتون من المطار الى المستشفى فورا واكبر مشكلة تواجهنا في هذه الحالة ان بعضهم لا يوجد لديهم تقرير طبي . واغلب المشاكل التي تواجه الذين يقومون بزراعة الكلى في الخارج تأتيهم في الشهور الاولى من الزراعة ، والملاحظ ان المرضى يذهبون للزراعة في الخارج وليس لديهم أي مشاكل صحية غير الزراعة ثم يعودون بمضاعفات طبيــة كثـــيرة بعضهــــا لا يتطلب التدخل الجراحي مثل التهابات الرئة والتهابات الكلية نفسها او التسمم من الأدوية واخذ جرعة اكثر من اللازم او جرعة اقل بكثير من الجرعة المطلوبة وكذلك التهابات الكبد الفيروسي ،وتعتبر نسبة هذه المضاعفات او الاختلاطات نسبة عالية وصلت من 40 بالمائة الى 50 بالمائة. أسباب الفشل
وعن اسباب الفشل الكلوي ذكر د. صديق ان السبب يعود الى الامراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري وكذلك امراض الكلى الاخرى.
ونحن من منبر "اليوم" لا نشجع الزراعة في الخارج لانها تكون مصحوبة بكثير من المشاكل وفي كثير من الاحيان ليست الاوضاع في المستشفيات هناك او حالة المريض لا تؤخذ بعين الاعتبار او لا ينظر اليها بدقة او بفحص كامل وفي المقابل نشجع على الزراعة في المراكز المعتمدة من قبل المركز السعودي لزراعة الاعضاء وذلك لمجانية الزراعة والنتائج المستقبلية للمريض افضل. وقد حاولنا معرفة الاسباب التي تدفع البعض الى الذهاب للزراعة في الخارج فوجدنا القليل منهم لعدم توافر المتبرع وفي احيان اخرى عدم تطابق التحاليل ، وبعض المتبرعين لديهم امراض مزمنة، وبعض الاحيان لوجود سبب طبي يمنعه من التبرع. قرار شخصي وبعض المرضى يتخذون القرار الشخصي بالسفر للزراعة في الخارج من غير اخذ موافقة الطبيب المعالج، وهناك بعض المرضى ننصحهم بألا يزرعوا الكلى في الوقت الحالي لاسباب وموانع صحية يكون المريض لديه عدة امراض كثيرة منها ماهو متحكم فيه مثل مرض القلب ومرض السكر، ومنها ماهو غير متحكم فيه مثل الوزن الزائد ونقول في هذه الحالات للمريض ان الافضل ان يستمر في الغسيل حتى يحين الوقت المناسب لزراعة الكلى .، فهؤلا يتخذون القرار وحدهم او وسط العائلة ويسافرون للزراعة في الخارج ويعودون بمشاكل .وهناك البعض لديه القدرة المالية للزراعة في الخارج. الأقارب أفضل والمشكلة ان الذين يزرعون الكلى في الخارج يؤخرون برنامج عملية الزراعة ، والمريض في بعض الاحيان يحاول ان يوفر على قريبه او اخيه مشاكل العملية او استئصال الكلى فيفضل الزراعة في الخارج ولم يدرك هؤلاء ان المتبرع القريب افضل من المتبرع في الخارج لاننا هنا نجري له عملية الزراعة في اسرع واقصر وقت ممكن ،ونحن في جميع الاحوال لا ننصح بالزراعة في الخارج ومن اراد ان يزرع في الخارج فلابد ان يأخذ اذنا او استشارة قبل ان يذهب ويكون كلام الطبيب دائما في الاعتبار لانه في بعض الاحيان هناك مرضى يتجاوزون رأي الطبيب واستشارته .
واضاف الدكتور صديق: ان المركز الاقليمي بمجمع الملك فهد الطبي يقوم سنويا بزراعة 18 الى 20 كليــة.
وعن التنسيق مع المركز السعودي لزراعة الاعضاء ذكر الدكتور صديق ان الاتصالات متواصلة وهناك تنسيق واجتماعات دورية . الزراعة في الخارج من جانب آخر قال الدكتور احمد الزهراني اخصائي اول جراحة الكلى والمسالك البولية ان زراعة الكلى شكلت نقلة كبيرة في ايجاد حل لمرضى الفشل الكلوي وقد كان للفتوى الصادرة من هيئة كبار العلماء قبل اكثر من عشرين عاما اثرها في تنشيط برنامج التبرع بالاعضاء بين الاقارب ومن المتوفين دماغيا. وقد ظهرت نتائج هذا البرنامج جلية من خلال تجاوب المرضى ونتائج زراعة الكلى المتبرع بها بين الاقارب من حيث تطابق الانسجة ونجاح الزراعة وقلة حدوث المضاعفات. إلا ان دخول تجارة زراعة الاعضاء في الخارج ادى الى حدوث مضاعفات كبيرة تبدأ من الوفاة نتيجة عدم التطابق الى اقل المضاعفات وهي الالتهابات. ان صد الاقارب عن المبادرة بالتبرع بالكلى لذويهم ادى لرواج هذه التجارة وازدهارها في بلدان لا تملك البنية التحتية للخدمات الطبية من ادوية واجهزة ومعدات. لقد زادت معاناة المرضى حينما زرعوا خارج المملكة بالتكلفة المادية وزادت ايام دخولهم المستشفى فبدلا من ان يمكثوا اياما قلائل ويعودوا الى حياتهم الطبيعية صاروا يعانون اسابيع وشهورا وعندما يعودون الى البلاد اصبحوا يحملون عبئا على الدولة لعلاج مضاعفات العمليات التي اجريت لهم في الخارج.
د. ابراهيم الزهراني والدكتور آدم
المتبرع لوالدته صالح السويلم يتحدث لـ (اليوم)