عزيزي رئيس التحرير
ابتهجنا في مناطق المملكة بتخريج دفعة جديدة من طلاب وطالبات الثانوية بكل اقسامها وانتهت السنة التي تحدد ملامح مستقبل كل خريج وخريجة، بدأت موضوعي بعنوان قريب من موضوع كان في عدد اليوم رقم 11697 لجريدتكم الغراء وهو خير بداية لأنطلق الى فكرتي الرئيسية وهي حينما يتخرج الطالب في معهد او جامعة ما يبتهج لاقباله على حياة مختلفة تماما عما كان يعيشها في السابق وهو يكاد ينهي مشوار الالف ميل وذلك بالبحث عن الوظيفة المناسبة له ولتخصصه ولتطلعاته الشخصية. يبتهج الخريج بوجود عدد لا نهاية له من الوظائف المتاحة للسعوديين في هذه الايام خصوصا في ظل اتجاه مكتب العمل للضغط على الشركات من ناحية توظيف السعوديين بحيث نجد ان كل اعلان لوظيفة شاغرة مطلعه (للسعوديين فقط) وهذا ما يطمح له مكتب العمل وقد حقق طموحه للوصول الى اعلى نسبة توظيف للسعوديين ولكن حينما تبدأ بقراءة الاعلان ترى ان متطلبات الشركة او المؤسسة الموفرة للوظيفة تناقض نفسها بنفسها لوجود متطلبات اعلى من الوظيفة المتاحة من جميع النواحي بمميزات وبراتب لايكاد يصل الى مستوى التعليم الذي قد تلقاه الخريج فمثلا انا خريج معهد الادارة العامة لهذه السنة وكنت متفائلا جدا خصوصا أنني قد تخرجت بنسبة مرتفعة نسبيا مقارنة بالخريجين الآخرين، وكلما قرأت اعلان وظيفة محاسبة شاغرة اتفاءل خيرا ولكن مع المضي في القراءة للاعلان تتحطم آمالي واحد تلو الآخر بوجود متطلبات لاتتماشى مع الوظيفة فمثلا هناك شركة من الشركات عرضت وظيفة شاغرة وهي محاسب وكانت المسؤوليات كالتالي:
1ـ تسجيل القيود اليومية.
2ـ مراجعة محاسبية للمبيعات.
3ـ المشاركة في اتمام التقارير السنوية والحولية وبعدها تفاجأ بان الشركة تلك توفر الوظيفة لمن لديهم خبرة 3 سنوات عمل، مع ان كل مسؤوليات الوظيفة التي سبق ذكرها لاتتطلب الا طالب محاسبة قد انهى الفصل الاول من دراسة هذا التخصص سواء كان جامعيا او اقل، وفي مثال اخر بان تتقدم للحصول على وظيفة معينة ويصلك رد باجراء مقابلة شخصية للوظيفة وفي نهاية المطاف تفاجأ باعطائك مسؤوليات اكبر واكثر من التي كانت معروضة او باعطائك وظيفة مغايرة تماما او في مثال ثالث بان تحصل على الوظيفة التي كنت قد تطلعت اليها ولكن براتب ومميزات تستطيع بشهادتك الثانوية الحصول على وظيفة مماثلة لها في تلك الناحية وتضيع سنون دراسة مابعد الثانوية هباء منثورا وفي هذه الحالة تتحطم آمالك التي كانت قد بنيت لن تقول من اول يوم في الدراسة المدرسية لنقل بعد تخرجك في الثانوية ومع انتقالك للتعليم الاكاديمي. لقد ادليت بأمثلة اقرب لي من غيرها لانني اعايش هذه الحالة وهو اقرب وخير مثال لي وانا واثق ومتأكد بان هنالك امثلة كثيرة بمثل ما قد حصل لي من متطلبات الشركات الكثيرة لاعطائك وظيفة اقل من المتطلبات، ولا ننسى هنا انا هناك وظائف تتطلب ما قد تطالب فيه الشركة للباحث عن العمل ولكن بوجود مايحصل من التحوير لمفهوم السعودة وهو ان تكون الوظيفة للسعوديين فقط ولكن بسن قوانين صعبة ومستحيلة احيانا تلجأ الشركة لتوظيف غير السعوديين وذلك بحجة ان ليس هناك متقدم سعودي يتميز بالمواصفات المطلوبة للوظيفة وهنا نتساءل كيف نجد حلا لهذه المشكلة؟؟ ولمن نوجه الشكوى عما يحدث في سوق العمل؟؟ ومن هو المسئول الاول؟ والى متى سيظل الحال كما هو عليه؟؟
ان البحث في جميع الاسئلة السابقة وحلها حلا منطقيا سيفتح المجال للشباب السعودي للانطلاق بكل ما يحمله من طاقات للانتاج في سوق العمل وستسهل عليه عملية الخوض في مضمار العمل وهذا يعني تقليلا من نسب البطالة المرتفعة في هذه الايام واستقرار حياة الشاب السعودي واعطاء الامل من ناحية اخرى لخريجي الثانوية العامة بان كل ما تزرعه اليوم ستجنيه غدا. حسين ابراهيم ال سماعيل ـ الدمام