تصل اليوم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس إلى منطقة الشرق الاوسط للتحقق من الخطط الاسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة وللتأكد من استعداد الفلسطينيين للاضطلاع بمسئولية الامن في الاراضي التي سيتم الانسحاب منها , وستلتقي رايس بمسئولين إسرائيليين وفلسطينيين في القدس المحتلة ورام الله قبل أن تواصل جولتها التي تستغرق 7 أيام في المنطقة للدفع قدما بسياسة الرئيس بوش الخاصة بدعم الديمقراطية والإصلاحات الاقتصادية.وترى الولايات المتحدة في خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الرامية لانهاء الوجود الاسرائيلي في غزة فرصة لتحريك عملية السلام قدما مع التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإنهاء الهجمات الفلسطينية.ودعا الرئيس الامريكي جورج بوش خلال زيارة عباس لواشنطن الشهر الماضي إسرائيل لتفكيك المواقع الاستيطانية غير القانونية , ووقف عمليات توسيع الاستيطان. وتلقى عباس وعودا بمساعدات مباشرة قيمتها 50 مليون دولار كما أثنى عليه بوش كثيرا.بيد أنه لم يحصل على خطاب من بوش يوضح موقف الولايات المتحدة بالنسبة إلى قيام إسرائيل بوقف كافة الانشطة الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية وإزالة المستوطنات غير القانونية.وفي الواقع تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون خطابا قبل عام من بوش يقر فيه ببقاء بعض أكبر المستوطنات في الضفة الغربية , ويتزامن وصول رايس مع تهديدات من جانب جماعات المقاومة الفلسطينية بإنهاء وقف إطلاق النار القائم منذ أربعة شهور بسبب صدامات وقعت مع القوات الاسرائيلية مؤخرا , فضلا عن أن حماس تشعر بالغضب إزاء قرار عباس بتأجيل الانتخابات البرلمانية وهو إجراء يرى بعض المراقبين أنه نكسة للديمقراطية في المنطقة. وكان من المتوقع أن تحقق حماس نتائج قوية في تلك الانتخابات.
كما تزور رايس كلا من الاردن ومصر والسعودية وهي الدول التي تعتقد الولايات المتحدة أنها اتخذت خطوات على طريق الإصلاحات الديمقراطية ولكنها بحاجة إلى المزيد.فمصر فتحت الباب لاول مرة أمام تقدم مرشحين آخرين للانتخابات الرئاسية المقبلة بها أمام الرئيس الحالي حسنى مبارك ولكن منتقدين يقولون إن المعايير التي وضعت لتأهل المرشحين للترشيح تجعل فرص المنافسة الحقيقية ضئيلة , كما أجرت المملكة انتخابات محلية , وتواجه واشنطن أيضا صعوبات تتصل بما تبديه الحكومة العراقية الانتقالية من بطء في صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بحلول نهاية العام, واتصل بوش يوم الاثنين الماضي هاتفيا بالرئيس العراقي جلال طالباني ليؤكد أهمية الوفاء بالمواعيد المقررة في هذا الشأن وذلك حسبما ذكر المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان.
وكانت زيارة عباس للبيت الابيض الاولى من نوعها لرئيس فلسطيني على مدى 5 سنوات لان إدارة بوش كانت ترفض التعامل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات متهمة إياه بدعم ما اسماه " الارهاب " ضد الاسرائيليين.
وخرج بوش على غير عادته وكال المديح لعباس واصفا إياه أنه شريك تفاوضى يمكن الوثوق به وأنه ملتزم بإنهاء العنف ضد الاسرائيليين ودعم الديمقراطية وهما أمران يعتبرهما بوش أساسيين في تحقيق رؤيته الخاصة بدولة فلسطينية فضلا عن المساعدات أرسل بوش الليفتاننت جنرال وليام وورد إلى المنطقة لمساعدة الفلسطينيين في وضع خططهم الامنية كما دفع بنجاح مسألة تعيين رئيس البنك الدولي السابق جيمس وولفنسون لقيادة الجهود الدولية لبناء الاقتصاد الفلسطيني.
