أخبار متعلقة
بقدر ما حفلت بالتباين في الإبداعات، بقدر ما حفلت بالاختلاف في الرؤى النقدية الانطباعية والمداخلات التي تلت القراءات.. ذلك كان حال الأمسية القصصية التي نظمها نادي المنطقة الشرقية الأدبي نهاية الأسبوع الماضي واستضاف لها القاصين فالح الصغير وعلي الحبردي والقاصة نوره العقيل (قرأ أعمالها الشاعر مصطفي أبو الرز).. وشهدت جمهورا متنوعا من المثقفين والمهتمين والأكاديميين. تقديم الأمسية شهد هو الآخر مساحة زمنية واسعة إذ آثر القاص والكاتب خليل الفزيع مدير الأمسية (متحيزا للقص) أن يقدم للمشاركين في الأمسية تقديما وافيا مارا بمسيرة حياتهم الوظيفية والإبداعية، فأشار إلى أن القاص فالح الصغير عمل مديرا للتحرير في جريدة (اليوم) ومراسلا لوكالة رويترز وصدرت له أربعة كتب ضمنها مجموعتان قصصيتان ويعمل حاليا رئيسا لتحرير صحيفة (اتجاهات) الإلكترونية أما القاص علي الحبردي فقد ذكر ضمن سيرته أنه حائز على براءة اختراع للحرف العربي الجديد وصدر له أكثر من كتاب ضمنها رواية ومجموعتان قصصيتان وهو فنان تشكيلي أيضا ..أما القاصة نوره العقيل فوضح أنها معلمة كيمياء نشرت أعمالها في العديد من الصحف والمجلات المحلية.
وبدأت القراءات من القاص علي الحبردي الذي قرأ عبر دورات القص الثلاث أربع قصص هي:البطة المبجلة،الدمية المتوحشة،القلعة العاجية،الخبير .. وقد تشابهت في تقنياتها بمحاولة المزج بين الواقعي والفانتازي والحس الانتقادي الساخر والاقتراب من عالم الحكاية وسيادة الوصفي غالبا.
وبالنسبة لفالح الصغير ففي قصصه القصيرة والقصيرة جدا حاول تكثيف السرد بالاتكاء على الجمل القصيرة والشخصية الواحدة فقدم (النهيدين) و(اختفاء مقبول) (والمختنق) و(عيون) و(الأجرب) و(مسن) عبر سردية تشظى فيها الحدث وتشابهت مصائر الشخصيات وسيادة الذاكرة لا العين الرائية.
أما القاصة نورة العقيل التي قرأ عنها مصطفى أبو الرز فقد قدمت قصتين هما: (اندثار حلم) و(شموخ الذكرى) سادهما الوصفي والوعظي وتدخل الراوي مرارا، ورغم بدايتها الجيدة إلا أن محاولة التوضيح قادت إلى الترهل السردي رغم إمكاناتها الجيدة.
بدأت المداخلات النقدية بمداخلة للباحث عبد الرحمن المهوس الذي قدم رؤوس أقلام أشاد فيها بلغة العقيل القصصية وانحياز الحبردى للخيال ولتقنية البياض عند الصغير وإن بالغ فيها أحيانا (كما قال) وأشار إلى أن الصغير يكاد يغفل قضية التشكيل في قصصه القصيرة جدا.
أما المداخلة الإشكالية فكانت للشاعر عيسي قطاوي الذي بدأ بكلام عام عن ماهية القصة القصيرة عند الرواد ثم عرج كالعادة على الأخطاء اللغوية مؤكدا أن فرسان الأمسية لم يكونوا أمناء على اللغة العربية وأيضا لم يوفقوا في الإبداع فقد اختفت كل مقومات السردية فيما طرحوه وتساءل عن الحدث والحوار والشخصيات وفي النهاية أبدى عدم اعترافه بما يسمى (كما قال) القصة القصيرة جدا.
د.أيمن النبشة أوضح في مداخلته أن قصص الحبردي تميزت بالرمزية المفهومة وان القاص نجح في قصتيه الأوليين بينما لم يوفق في قصة (الخبير) للتناقض الواضح في الطرح أما عن أعمال الصغير فقال إنه لم يفهم منها شيئا وأن لغتها صحفية وثمة تقريرية في المكان والزمان وأسماء الأشخاص وعن العقيل قال إنها تتعلق بالمناخ البيئي والأسري وأن الأسلوب الشاعري الذي وظفته لم يكن موفقا كثيرا.
في مداخلته القصيرة طالب الشاعر ريان الشققي القاصين بتشكيل الكلمات قبل القراءة لتلافي الأخطاء اللغوية، وأبدى أعجابه بالإسقاطات الرمزية والتراكيب اللغوية وبين أن سرد الحبردي كان كالحكاية وأن بعض القصص القصيرة جدا عند الصغير لم تكن مفهومة . الشاعر احمد القادري قال في مداخلته إن الأصوات القصصية التي استمعنا إليها أمتعتنا رغم المداخلات التشكيكية وانتقد ما طرحه القطاوي في مداخلته مبينا أن ما قاله ( القطاوي) أكاديمي منهجي لا يتناسب وما طرح من أعمال، فالعناصر التي طرحها تم تجاوزها نقديا منذ زمن.
وعما قرأ من أعمال قال القادري: إن قصص نورة العقيل تقليدية وان فالح تداخلت في أعماله الثقافة والفكرة والشعاراتية واللجوء للمباشرة والتقريرية .. أما أعمال الحبردي فبين أن القاص استخدم الرمز بشكل جارح وأعطاه شحنة انفعالية رغم بعض المآخذ .
وقبل انتهاء الأمسية كانت للقاصين مداخلتهم. وقد فند أبو الرز أطروحات قطاوي مبينا أن أعمال العقيل يسودها الحوار والشخصيات فيما قال الصغير إن قطاوي تقليدي في متابعاته بشكل أثر على شخصيته وكتاباته فهو يكرر نفسه وعليه أن يتخلص من طريقة (خالف تذكر). ولم يعلق الحبردي على ما طرح من مداخلات مكتفيا بقوله: هذا جهدي وما شاركت إلا لأستفيد.
جانب من الحضور