DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

البابا الجديد .. خشية من الآراء القديمة

البابا الجديد .. خشية من الآراء القديمة

البابا الجديد .. خشية من الآراء القديمة
أخبار متعلقة
 
معظم الكرادلة تقريبا الذين اجتمعوا لاختيار البابا الجديد عينهم البابا الراحل جون بول الثاني فلربما لم يكن مثيرا للدهشة أنهم اختاروا شخصا كان مقربا جدا من البابا الراحل وهو الكردينال جوزيف رانزنجر ليكون البابا الجديد باسم البابا بنديكت السادس عشر ، وكان يعمل بمشاركة قوية مع سلفه ، وشاركه في دفاعه القوى عن العقيدة الكاثوليكية التقليدية ، وبالطبع ليس هناك ما يدعو إلى توقع تغيير مسار الكنيسة فيما يتعلق بمسائل ضبط النسل ، وعزوبة الكهنة ،. وهذه مسائل تتعلق بالإيمان، ومما يتعلق بالسياسة العامة تعنينا آراء زعيم أكثر من بليون كاثوليكي . فقد تدخل البابا الجديد عندما كان (كاردينال) في الحوار حول قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي. ونقل عنه أنه قال أن قبول عضوية تركيا ومعظم سكانها البالغ عددهم 70 مليون مسلمون من شأنه أن يشوب ثقافة قارة تعتبر قارة مسيحية، وأنه ينبغي لتركيا أن تنضم إلى غيرها من البلاد الإسلامية بدلا من هذا، وجاء موقفه في وقت تجري فيه مصالحة العالم الإسلامي مع الغرب غير الإسلامي مما يثير أشد القلق أن يصبح البابا عامل شقاق لا ضرورة له. كما أن ذلك لا يتفق مع تراث البابا جون بول الثاني، فعلى الرغم من محافظته فيما يتعلق بالعقيدة عرف عنه أن يمد يده إلى الشعوب من شتي العقائد. والبابا بنديكت السادس عشر مثل سلفه ليس إيطاليا بيد أنه يواصل التقليد القديم بالباباوات الأوروبيين في وقت يزداد فيه عدد الكاثوليك خارج أوروبا. بينما مستقبل الكنيسة الكاثوليكية سيكون في نصف الكرة الجنوبي وخاصة البلاد النامية في آسيا وأفريقيا حيث كان البابا جون بول محبوبا بسبب شخصيته الدافئة. وعندما كان البابا بنديكت السادس عشر (كاردينال) كان يتمتع بشخصية ودودة وليست كاريزمية ، والبابا الجديد يتقن عشر لغات ، وعالم لاهوتي ذو مكانة كبيرة ، وعمل في الحقل الأكاديمي ، كما عمل في الحقل الكنسي . وكل من استمع إلى رثائه للبابا جون بول الثاني أثناء جنازته لابد أنه أخذ ببلاغته وإخلاصه للبابا الراحل . وربما كان الدافع وراء اختيار الكرادلة له أنهم يأملون أن يحمي عقيدة الكنيسة في وقت يعيش فيه معظم الكاثوليك بملاءمة عقائدهم الدينية مع العقائد والتقاليد المحلية . والبابا الجديد البالغ من العمر 78 عاما ليس من المحتمل أن يخدم وقتا كافيا يسمح له بالتأثير مثل سلفه .. بيد أن الكنيسة عرفت رجالا انتخبوا على أن يكون دورهم عابرا ولكنهم قاموا بتغييرات كاسحة والمثال الأخير لهؤلاء كان البابا جون الثالث عشر . وفي وقت مفعم بالمخاطر مثل هذا الوقت كان شاغل كرسي القديس بطرس له سلطان كبير لعمل الخير ، وأن يحول دون وقوع الضرر بشعور كامل بالمسؤولية . واليوم لا يسع العالم إلا أن يأمل في قوة البابا بنديكت السادس عشر، ورسالته وهو يضطلع بالعبء الروحي والقيادة الأخلاقية والسياسية غير العادية في الاوساط الكنسية.