DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من اعمال الفنان علي الطخيس

أخطاء النحات صعبة ولكن بالخبرة أتجاوزها

من اعمال الفنان علي الطخيس
من اعمال الفنان علي الطخيس
أخبار متعلقة
 
تتميز أعمال النحات السعودي الفنان علي الطخيس بوضوح الرؤية، والشفافية العالية، ليس على مستوى الملمس وحسب، وإنما من حيث الشحنة الحسية والبصرية في آن واحد، ومع أن النحت فيه قدر كبير من الحرفية والمهارة، إلا أن الطخيس يعرف جيداً الحدود الفاصلة بين الحرفي الماهر، والفنان المبدع، حيث يقول الطخيس: نعم بالفعل هناك تقارب كبير بين النحت والمهارات الحرفية الأخرى.. ووجه الاختلاف أن الحرفي يعمل بجد ودون تردد، وعلى معيار واحد هو الكم لا الكيف، فتجده يعمل عملاً وينسخ منه مجموعة كبيرة، وأيضاً باستطاعته أن يعمل عملاً بطلب من الآخرين، بهدف هو الكسب المادي، ويهمل فيه ملكة الإبداع والتفرد والخصوصية. أما الفنان فإنه يعمل للكيف دون الكم، وللتفرد والتخصص، أي أنه يعمل المجسم ويبلوره حسب الفكرة، مراعياً فيها جانب الإبداع والتفرد والأهم.. الخصوصية لأن الرخام أو الحجر من الخامات الصلبة التي يحول الفنان ملامسها إلى فضاء يحتمل التأويل، وكتلة تشتمل على مضمون فكري أو جمالي.. سألت الطخيس عن مرحلة التحول من الصلابة إلى الشفافية فقال: من الوهلة الأولى وحين وقوع النظر على الكتلة، أرى بها مفاهيم من الصعب أن يراها الآخرون.. فالكتلة بطبيعتها تكون مغلفة بطبقات طينية أو كلسية، ولا تخلو من الشوائب، لذلك أبدأ بتجريد الكتلة من تلك العوالق والرواسب المحيطة بها، ومن خلال مرحلة التجريد والتنظيف، تتولد لدى إسقاطات لا إرادية، ومن خلال هذه المرحلة النادرة، أقوم ببلورة هذه الإسقاطات، إلى قيم إبداعية أعيش معها مرحلة الإبداع بشغف، ومن خلال هذه المرحلة تتجلى الكتلة وتتهاوى العناصر الصلبة، ورويداً رويداً تشرق ملامح التكوين، والملامس، والجاذبية، وتظهر الشفافية. المعروف أن الرسم بالألوان تكون الأخطاء فيه سهلة المعالجة، لكن مع النحت تكون الأخطاء صعبة المعالجة .. وحول هذا الموضوع يقول الطخيس: إن المعالجة صعبة، ولكن بتوفيق من الله ثم من خلال الخبرة التي تتجاوز ربع قرن من الاكتشاف، وبين الخطأ والتصحيح استطعت أن أتكيف مع هذه المجريات، والآن قبل وقوع الخطأ.. أتأمل الكتلة مرحلة مرحلة دون استعجال، لكي أدرك الخطأ قبل وقوعه، فإذا أحسست أن هناك اختلافا عن المطلوب أحاول أن أبلوره واسلك مسلكا صحيحا، وارتباط أعمالي التحتية بالخامة أمر ضروري حيث توجد الجبال الرخامية والجرانيتية، فمن هذا المطلق يكون ارتباطها بالواقع شيئا ضروريا، ومناطقنا التي تعيش فيها لا تخلو من هذه المفردات والمعاني والرموز، وتتضمن أعمالي النحتية الكثير من هذه العلامات، التي تدل على وجود هذا الارتباط. لقد اختار الطخيس مساراً صعباً هو التشكيل بالمواد الصلبة .. لكنه لم يشعر مع الوقت بالندم، حيث يقول: أدرك تلك الصعوبة القاسية حيث المخاطر لا عد لها ولا حصر، لكن من توفيق الله، أنني أشعر شعوراً غريباً، وهو الاستمتاع والارتياح من خلال هذه التجارب الصعبة.. أما صعوبة الخامة، فأمر يسهل بالإصرار والعزيمة.. وعموماً لا يمكن أن تتفرد إذا لم تختر طريقا صعب المسالك. مع أن بعض الفنانين يعترفون بأنهم ينتجون بشكل يومي .. نتساءل: هل النحات يمكنه أيضا أن ينتج بشكل يومي؟ ويجيب الطخيس عن هذا السؤال قائلاً: من الصعب أن يكون هذا واقعاً صحيحاً، لأنه من المستحيل أن ينتج بشكل يومي فهناك وقفات إجبارية، أما النحات وأنا أحكي من واقع تجربتي الخاصة فإنه يتواجد فترات يمكن أن تكون اختيارية أو إجبارية، يتوقف بها عن العمل لفترات قصيرة أو طويلة، ليخلو إلى نفسه ويرتبها. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: هل يتعامل الطخيس مع المجسم من الفكرة؟ بمعنى آخر.. هل الفكرة تأتيه أولاً ثم ينحتها، أم أنه أحياناً يبدأ النحت ليصل إلى الفكرة؟ يقول الطخيس: في أغلب الأحيان عند بداية العمل النحتي، أكون قد أعددت مجموعة من الاسكتشات حول الفكرة التي في ذهني، ومن خلال تنظيف الكتلة من الشوائب وبلورتها وتحويرها إلى أقرب فكرة، من التصور الذي سبق أن عملت له الاسكتشات، ولكن بعض الأحيان- وهذا نادراً لتواجد رواسب وهشاشات أضطر إلى حذف جزء كبير من الكتلة، وقد يتغير عن الفكرة التي سبق أن أعددتها مسبقاً، غير أنه يكون قريباً منها.