DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عيسى حسن الانصاري

د. عيسى حسن الانصاري

د. عيسى حسن الانصاري
د. عيسى حسن الانصاري
أخبار متعلقة
 
يعتبر التعليم التعاوني مسارا تعليميا اثبت نجاحه في تعضيد العلاقة بين المؤسسات التعليمية والطلاب من جهة وسوق العمل من جهة اخرى. وقد اتجهت مؤسسات تعليمية من دول عدة صوب هذا التعليم للاستفادة من هذه النجاحات وتحقيق أهدافها التعليمية والتوظيفية هذه المقالة ستقف على ما هية التعليم التعاوني؟ واهميته للمؤسسات التعليمية؟ وما هو موقع التعليم التعاوني بمفهومه المطبق حاليا من الاتجاهات العالمية الحديثة؟ وهل بالامكان ان نوسع من دائرة التعليم التعاوني بهدف شراكة افضل مع سوق العمل؟ ينبغي في الحقيقة ان نقف على تعريف محدد لمفهوم التعليم التعاوني حتى نناقش هذه المشاركة على ضوء مفاهيم محددة. خاصة ان المصطلحات تعددت مما أدى الى اختلاط المفاهيم. فعلى سبيل المثال بعض الجهات تطلق عليه البرنامج التعاوني وأخرى التدريب التعاوني وغيرها التدريب الميداني واخرى العملي. والتعريف الذي اخترته اساسا لهذه المقالة هو ان التعليم التعاوني تلك الشراكة الناتجة عن اية احتكاك بين المؤسسات التعليمية وسوق العمل سواء كان ذلك رسميا أو غير ذلك. وقد حددت أنماطا ثلاثة للتعليم التعاوني هي على النحو التالي: التدريب التعاوني Cooperative Training وهي الفترة التدريبية التي يقضيها الطالب في مواقع العمل الفعلية والتي عادة لا تقل عن فصل دراسي واحد بهدف تطبيق معارفه وعرض مهاراته المكتسبة. التدريب الميداني Dual Learning Practicaltraining : هو ذلك الجزء العملي من المقرر الدراسي الذي يأخذه الطالب في مواقع العمل الفعلية اثناء دراسته التعليم الثنائي. هو المشاركة الفعلية بين المؤسسة التعليمية وسوق العمل في تنفيذ المناهج الدراسية في مراحل معينة من العملية التعليمية تهدف الى تعزيز عملية التوظيف. وانطلاقا من هذا التعريف ننطلق الآن للتحدث عن التعليم التعاوني وأهميته في مؤسساتنا التعليمية. وبالمناسبة فإن ما يذكر هنا عن هذه المؤسسات لا أعتقد أنه بعيد في تطبيقاته عن باقي المؤسسات التعليمية التطبيقية في المملكة نظرا لتشابه الظروف وبيئة العمل. وتزداد اهمية هذا النوع من التعليم في التخصصات التطبيقية كالكليات التقنية بالمملكة خاصة مع ازدياد الاقبال على هذه الكليات وصعوبة اللحاق بركب التقنية المتقدمة التي يستخدمها سوق العمل. وقد استشعرت المؤسسات التعليمية اهمية هذا النوع من التعليم ولكن تعذر التطبيق في بداياتها بسبب تعذر وجود الفرص التدريبية المناسبة التي تحقق الهدف المنشود. وتنحصر الأهداف التقليدية للتدريب التعاوني في اتاحة الفرصة للطلاب لمعايشة الجو الحقيقي للحياة العملية للتعرف على الظروف المتاحة والصعوبات المحيطة بمواقع العمل وكيفية مواجهتها وممارسة العمل التطبيقي في ميدان العمل الحقيقي ومحاولة تطبيق ما تعلمه من مهارات ومعارف على الواقع العملي ومن ثم اتاحة الفرصة للطالب للاطلاع على التجهيزات والمعدات المتوافرة في سوق العمل. وتتشكل ملامح التعليم التعاوني التقليدي في مؤسساتنا التعليمية في اقتصار فترة التعليم التعاوني لمدة فصل دراسي واحد او تزيد بقليل يقضيها الطالب في مواقع العمل الفعلية. كما يهدف التعليم التعاوني لتحقيق اهداف سلوكية تخص المؤسسة التعليمية في اغلب الأحيان وتوضع الخطة التعليمية عادة من المؤسسة التعليمية ومشاركة بسيطة من سوق العمل ويكون الاشراف عادة من المؤسسة التعليمية وفي نهاية المطاف يتم قياس مدى تمكن الطالب من اكتساب مهاراته من خلال معايير نظرية اكثر منها عملية في نهاية الفترة التدريبية. حيث تعمل المؤسسة التعليمية على تطوير التعليم التعاوني داخل اسوار الكلية وبتنسيق محدود مع مؤسسات سوق العمل. هذه باختصار شديد اهم ملامح التعليم التعاوني التقليدي ولكن ماذا عن الحداثة في هذا الموضوع؟ أرى في واقع الأمر ان تتحرك الاهداف التي أشرت اليها لتتماشى مع المعطيات الجديدة فلو وقفنا قليلا على هذه الاهداف لتوصلنا الى انها اهداف تعليمية وجدانية لا علاقة لها بالتوظيف وان كانت تساعد عليه ولكن ليست موجهة. في الوقت الذي نجد فيه ان العالم يتجه الى ربط التعليم والتدريب بالتوظيف ولعل في مدارس التعليم التعاوني الحديثة كالمدرسة الألمانية Dual Learning والمدرسة البريطانية NVQ والمدرسة الأمريكية School-to-work كل هذه النماذج التعليمية التعاونية تهدف بالتعليم والتدريب نحو التوظيف اذ انها لا تقتصر فقط على مرحلة معينة اثناء فترة الدراسة ولكن لفترات قد تصل في بعضها الى ثلثي فترة الدراسة. ولعل من اهم الملامح التي يشترك فيها التعليم التعاوني بمدارسه المختلفة هي: 1ـ شراكة فعلية بين المؤسسة التعليمية وسوق العمل تبدأ من قبول الطلاب وتنتهي بعمليات التقييم والتقويم. 2ـ يقضي الطالب النسبة الكبرى من مدة الدراسة في مواقع العمل الفعلية. 3ـ تهدف في المقام الأول لتلبية احتياجات سوق العمل لتعزيز عملية التعليم والتدريب للتوظيف. 4ـ مناهج التدريب والتعليم تتم بالشراكة الفعلية بل ان سوق العمل هو المحرك الرئيسي في تصميم وتنفيذ وتقويم وتطوير المناهج الدراسية. 5ـ هناك شراكة فعلية طيلة فترة الدراسة بين المؤسسة التعليمية وسوق العمل تتدخل حتى في العناصر الداخلية لنظام التعليم التعاوني. 6ـ تتم عمليات تقييم المهارات من خلال اختبارات نظرية وعملية في مواقع العمل الفعلية للتحقق من مدى إلمام الطالب بتطبيق المهارت المكتسبة وتشارك فيها جهات متعددة. 7ـ التنسيق متكامل بين المؤسسة التعليمية وسوق العمل من اجل تطوير التعليم التعاوني. إذا هل بالامكان ان نصل الى نتيجة مفادها بأن نمطا واحدا من انماط التعليم التعاوني هو التدريب التعاوني هو الذي تعمل مؤسساتنا التعليمية على تطبيقه. وليس التعليم التعاوني بمفهومه الشامل. ولكن على اية حال هذا لا يعني ان نعمل على تبني التعليم التعاوني بمفهومه الشامل اذ انها اقرب الى المثالية في الوقت الراهن على الاقل. ولكن ليكن هذا هو الطموح في ان نصل بالتدريب التعاوني في مؤسساتنا التعليمية الى المفهوم الشامل الذي لا يقتصر فقط على احكتاك بسوق العمل في فترة زمنية محددة من مدة الدراسة ولكن لتكن شراكة فعلية الى حد تبني المؤسسات التعليمية التعليم التعاوني بمفهومه الشامل وبكافة أنماطه وان تقوم هذه الشراكة بتنفيذ العملية التعليمية بدءا من عملية استقبال المدخلات ومرورا بتصميم وتنفيذ المناهج وانتهاء بعمليات التقييم والتقويم والتطوير. ان مثل ذلك من شأنه ان يعمل على تكامل امكانات سوق العمل مع المؤسسات التعليمية من اجل مخرجات ذات تأهيل عال كما يعمل على الاستجابة لمطالب الدولة في توفير تعليم عال يرتبط بالاحتياجات الوظيفية العملية ويخفف من العبء المالي على المؤسسات التعليمية الحكومية في توفير التعليم العالي للطلاب كما ينقل سوق العمل الى الفصل الدراسي والعكس من اجل التعليم للتوظيف ليساهم في توظيف الخريجين والاستقرار الوظيفي. ولكن والى ان نصل الى هذا المنال حري بنا ان نضع حلولا آنية اذ ماذا لو تم توجيه التدريب التعاوني بمفهومه الحالي لعميات التوظيف من خلال قيام المؤسسات التعليمية (مكاتب الخريجين وغيرها) في حصد الفرص الوظيفية لطلابها قبل البدء بفترة التدريب التعاوني ومن ثم توجيه خطة التدريب وفقا لاحتياجات الجهة الطالبة للوظيفة حتى اذا ما انخرط الطالب بعد تخرجه بإمكانه القيام باحتياجات الوظيفة التي ستسند اليه دون المرور بمسألة التأهيل الوظيفي (وهي الفترة التدريبية التي يقضي فترة التخرج وتبنى على احتياجات وظيفة محددة). ان مثل ذلك من شأنه ان يساعد على تلبية حاجة السوق من خلال توظيف التدريب التعاوني نحو عمليات التوظيف. ولتصل قناعتنا بأن ما يطبق لدينا في الوقت الراهن هو نمط من انماط التعليم التعاوني وهو التدريب التعاوني. ينبغي على المؤسسات التعليمية ان تتوسع في مفهوم التعليم التعاوني بمفهومه الشامل من أجل توسيع الشراكة مع سوق العمل. وايضا محاولة تبني مسارات تعليمية تعاونية جديدة.