DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اللواء د. جمال مظلوم

القمة مطالبة بدعم حقيقي وفعلي للحقوق وخاصة فيما يتعلق بفلسطين وسوريا

اللواء د. جمال مظلوم
اللواء د. جمال مظلوم
أخبار متعلقة
 
هل يمكن للقمة العربية أن تحدث تحولا حقيقيا في مفهوم التضامن العربي وإدراك أنه أمسى ضرورة حتمية للبقاء وليس رفاهية بالنظر إلى الظروف الحالية للأمة العربية وتفاقم الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية؟.. كثيراً ما تخرج القمم العربية بقرارات جريئة ولكن لا تُنفّذ في الواقع.. فما الذي يمكن عمله لجعل هذه القرارات أكثر جدية؟.. هل ستلعب الإملاءات الغربية دورها وتؤثر على قرارات القمة؟.. اسئلة كثيرة تحتاج الى صراحة ووضوح في الرد والتعليق عليها.. (اليوم) التقت مع خبير الشئون العربية اللواء دكتور جمال مظلوم مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية في حوار لا تنقصه الصراحة، فكان هذا الحوار: @ يغلب على القمم العربية الأخيرة الانشغال بقضايا جزئية.. فهل يعتبر ذلك مؤشراً إلى اعتراف القيادات العربية بصعوبة العمل المشترك؟ -الحقيقة انه ليس من الدقيق القول إن القمم العربية الأخيرة انشغلت بقضايا بعينها، كالقضية الفلسطينية، وان اهتمامها بإصلاح النظام الإقليمي العربي أقل كثافة؛وهذا يمثل -دون شك- جانب القصور في اجتماعات القمة، بالإضافة إلى أننا يجب أن نعترف بأن ما قررته قمتا 96 و2000 مثلهما في ذلك مثل قمم أخرى بشأن إصلاح النظام العربي ككل لم يجد طريقه إلى التنفيذ وهذا يثير قضية أعم، تتعلق بضرورة متابعة قرارات القمم العربية. @ أين تضع القمة العربية القادمة بين القمم العربية المختلفة من حيث فرص التفعيل الحقيقي للتضامن العربي ؟ - الحقيقة انه من الصعوبة بمكان أن نضع القمة العربية القادمة في مكانها المناسب بين القمم التي اهتمت بالانتفاضة قبل أن تصدر قراراتها لأن عملية صنع هذه القرارات ما زالت جارية حاليًا على المستوى الوزاري، ولم تبدأ بعد على المستوى القيادي،وقد يكون من الأدق أن نقول: إن هذه القمة بالذات أكثر من أي قمة عربية أخرى سبقتها مطالبة بدعم حقيقي وفعلي للانتفاضة الفلسطينية وللنضال الفلسطيني بصفة عامة، وكذلك للحقوق العربية وبالذات فيما يتعلق بسوريا؛ نتيجة الوضع الراهن للسياسات الإسرائيلية والامريكية، والتي تغلق الطريق تمامًا، سواء بأطروحات شارون للتسوية، أو بسياساته غير المقبولة تجاه الشعب الفلسطيني أمام أي حديث عن استئناف التسوية. تحول حقيقي @ هل تعتقد أن القمة القادمة يمكن أن تحدث تحولا حقيقيا في مفهوم التضامن العربي ؟ - الحقيقة انني أتمنى أن تخطو القمة القادمة خطوة حقيقية في طريق استعادة التضامن العربي بمعناه الشامل، ومعنى هذا أن أقصى تفاؤلي هو أن تكون القمة قادرة على أن تتخذ القرارات الملائمة لمواجهة سياسة الغطرسة الإسرائيلية الراهنة، والدعم الأمريكي الواضح لها، وأن تكون كذلك قادرة على أن تفتح بجرأة ملف الخليج، وأن تتخذ خطوة أولى حقيقية تجاه تحقيق مصالحة عربية عربية شاملة في منطقة الخليج. قرارات جريئة @ كثيراً ما تخرج القمم العربية بقرارات جريئة ولكن لا تُنفّذ في الواقع.. فما الذي يمكن عمله لجعل هذه القرارات أكثر جدية؟ - ظاهرة حقيقية وعامة للأسف، وهي تدل على متابعة دقيقة لشؤون القمم العربية، ذلك أن معظم هذه القمم اتخذت قرارات لا غبار عليها على الإطلاق، وبعضها ارتفع إلى مستوى المسئولية المطلوبة، ومع ذلك فإن معظمها للأسف لم يجد طريقه إلى التنفيذ. ويبدو أن مرد ذلك هو أن النظام العربي ما زال قائمًا على فكرة الدولة القطرية ذات السيادة، التي قد تحرج في مؤتمر للقمة؛ فتوافق على قرار أو آخر، ولكنها عند التنفيذ تتهرب بشكل أو بآخر. مشاركة الشعوب @ لماذا لا يتم تقنين مشاركة الشعوب والمنظمات الأهلية في مؤتمرات القمة العربية؟ - هذا مطلب عزيز لكثير ممن تحدثوا عن إصلاح النظام العربي، وقد أثير هذا المطلب عادة فيما يتعلق بنظام جامعة الدول العربية، وليس فيما يتعلق بمؤتمرات القمة. وقد نذكر أن الاتحاد الأوروبي مثلاً فيه مؤسسات شعبية تتمثل في البرلمان الأوروبي الذي ينتخب مباشرة من رعايا الدول الأعضاء في الاتحاد. والسبب المباشر دون شك في عدم تقنين مشاركة الشعوب والمنظمات الأهلية. @ أتعجب من اهتمام بعض الدول العربية بالتكامل الاقتصادي ووضعه في جدول الأولويات، وتجاهلها من الناحية الأخرى الحالة المأساوية الذريعة التي وصل إليها كل من الشعبين الفلسطيني والعراقي؟ - الحقيقة أنني قد أشاركك في التعجب من تجاهل بعض الدول العربية للوضع المأساوي الحالي لعدد من الشعوب العربية، في مقدمتها الشعبان الفلسطيني والعراقي، ولا أقصد بالتجاهل هنا عدم الاهتمام اللفظي بالموضوع؛ فهو موجود، ولكني أقصد عدم القيام بخطوات إيجابية تجاه تحسين أوضاع هذه الشعوب. لكني لا أشاركك التعجب من الاهتمام بالتكامل الاقتصادي لأن التكامل الاقتصادي العربي دون شك إن نجح فسوف يمثل عامل قوة مهما لدى الدول العربية يعينها. @ يشكك البعض في مفهوم الأمن القومي العربي إلى حد إنكاره ويستندون في ذلك إلى الاختلاف بين الدول العربية على تحديده، .. فما ردكم على ذلك؟ - هذا السؤال ينطوي على بعض التعقيد؛لأنه من المؤكد أن الأمن القومي العربي حقيقة موجودة، نلمسها في تصرفات الدول العربية عبر عشرات السنين، وفي وثائق قانونية وإلا فبماذا نسمي مشاركة الدول العربية جمعاء في حرب 1948، أو توقيعها لمعاهدة الدفاع المشترك في 1950، أو رفضها - فيما عدا العراق - في ذلك الوقت لحلف بغداد في 55، أو دعمها بشكل أو بآخر لمصر في مواجهة العدوان الثلاثي في عام 1956، أو دعمها السياسي والمالي والعسكري لدول المواجهة مع إسرائيل في أعقاب هزيمة 67، وبنفس الطريقة تكتل الدول العربية في حرب أكتوبر 1973 من خلف مصر وسوريا بكل السبل الممكنة.. فمفهوم الأمن القومي العربي مفهوم قائم وحقيقة واقعية، الإملاءات الغربية @ هناك من يقول إن الإملاءات الغربية ستلعب دورها.. فما تعليقكم؟ - لا توجد بصفة عامة قرارات خالصة، ولا يعني هذا بالضرورة أن هناك إملاءات مباشرة هنا أو هناك، لكنني أقصد بصراحة أن القادة العرب عندما يجتمعون كغيرهم من القادة، لا بد أن يكون لديهم تقدير واقعي للضغوط الدولية والإقليمية التي يمكن أن تؤثر على قراراتهم، وسوف يحاولون بالتأكيد أن يصدروا قرارات لا تفضي بهم قدر المستطاع إلى الصدام مع قوى إقليمية ودولية لا يريدون الصدام معها. وسوف يتوقف حكمنا على قراراتهم على الطريقة التي يحدثون بها الموازنة بين احتياجات الأمة العربية ومتطلبات تحقيق أهدافها. @ الحديث عن غياب بعض القيادات العربية عن القمة.. هل سيضعف منها؟ وهل صحيح ما يشاع أن ثمة ضغوطا أمريكية لإضعاف أو إفشال القمة؟ - بغض النظر عن هذه الأنباء، الفكرة العامة أنه كلما قل عدد القادة العرب الذين يحضرون القمة، فإن هذا ينقص بدرجة أو بأخرى من فاعلية قراراتها. وربما يشير ذلك إلى أنه ربما تكون هناك دولة أو أخرى غير راضية عما سيُتخذ من قرارات في هذه القمة. وبخصوص الضغوط الأمريكية فأنا ليست لدي معلومات محددة. @ ماذا تتوقع من القمة القادمة؟ - الحقيقة أن هذا سؤال صعب للغاية؛ لأن التوقع يجب أن يبنى في بعد أساسي منه على متابعة دقيقة لتفاصيل المراحل السابقة على انعقاد القمة، وهو ما لا يتوافر عادة للمراقب عن بُعد، غير أنني للأسف أتوقع أن تكون هناك بعض القيود على ما يجب أن تتخذه القمة.