DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إلهام أحمد

إلهام أحمد

إلهام أحمد
أخبار متعلقة
 
كيف نحمي أنفسنا من براثن علاقة محكوم عليها بالفشل ؟ سؤال لا يتبادر لأذهاننا حينما نترك مشاعرنا تصاحب توقعاتنا حول شخص ما دون التأكد من أحقيته لذلك. بل اننا أحيانا نلمس إحساسا في اللاواعي بشيء ما غير صحيح في هذه الشخصية ونتمادى مع تجاهلنا حتى تجرنا تلك الأحاسيس إلى متاهة من الآلام والمعاناة. والمضحك أننا نأتي وقد فشلنا ونبكي أحزاننا التي صنعناها بحمقنا. ولكن لم يحدث ذلك؟ يحدث ببساطة إما لخوفنا من فقدان الحب والاهتمام، أو لعدم وجود خطة واضحة في قلوبنا وعقولنا عما نريده، أو لقلة الخبرة أحيانا، أو ضعفنا أمام عواطفنا، أو عدم وعينا بالفرق بين الميل إلى الشخص وبين الانبهار به. المهم أننا نقع فريسة سهلة الهضم لسوء اختيارنا. ولكن من هم أكثر الناس المتضررين من ذلك ؟ أولا أنت أول ضحية، ثانيا من ترتكب في حقهم هذه الحماقة لأنك تدفعهم أيضا للاقتراب منك تشبثا بفكرة ضبابية في اللاشعور، كأن تظن بأنك تحب فلانا وهو أبعد مايكون عن بيئتك وثقافتك ومستوى تفكيرك وتظن بأنك ستتمكن من إسكانه إحدى حجرات عالمك وتعلمه كيف يتكيف مع أدوات عيشك لمجرد أنه عبر عن حبه لك. إنك بذلك تسيئ إليه لأنك لا تقبله كما هو بل وتقتحم كل عوالمه بحجة أنك تريد مواءمته مع واقعك.. كم هذا أناني وقاس ( نفعله غالبا دون نية مبيتة للإيذاء). حسنا نعود مرة أخرى لسؤال البداية.. كيف يمكننا التحكم في نجاح أو فشل أي علاقة بناء على خياراتنا ؟ يقول البعض أنك لا يمكن أن تبرمج إحساسك ليقبل أو لا يقبل وأنا أقول ( وأعوذ بالله من كلمة أنا ) بل يمكن لكنها مسألة تربية ذاتية واعية لا نصل إليها عادة إلا في منتصف العمر والقليل من يمتلك تلك الخبرة باكرا، إذ أن طعمها لايستساغ إلا بعد بعض القرصات المؤلمة في الحياة. لكن قبل الإبحار في ذلك دعني أذكرك عزيزي القارئ بأن هناك استثناءات تنجح، فمثلا تقابل شخصا ما فيضع ترمومتر مشاعرك على أعلى درجات الغليان من أول كلمة يتفوه بها. قد توافق تلك الكلمة مكانا خاصا لا يدخله أحد لديك. قد تسامر عباراته احتياجا مميزا لم يكتشفه أحدا قبله فتتوافق شفراتكما وهنا يحدث الانسجام الروحي من أول حرف بينكما. وعندما نكون على درجة كافية من الوعي نستطيع تحليل أسباب هذا الشعور القوي بالارتياح وننساق معه بسعادة. لكن الأغلب أن الكثير منا ينساق إلى دهاليز الارتباط بأشخاص هم أبعد الناس عن فهم مشاعرنا وأكثرهم بعدا عن احتياجاتنا، رغم ذلك يأتيك ( المؤمن خاصة ) شعور غريب في بقعة مجهولة من القلب بأن هناك شيئا ما خطأ في هذا الشخص وتريد أن تتبعه لتعرف لماذا لكن عوامل خارجية تمنعك.مثلا نصائح الأخوة المدعين فهم الحياة وخبراء بتجاربها فيقولون لك ( أنت تبالغ في تصوراتك، أو أنها ستتغير أو ماشابه مع الوقت ) وعندما لايكون لديك إصرار كاف على احترام قدرات اللاوعي لديك فإنك تستسلم بسهولة لهذه العوامل الخارجية ثم يمتصك الفشل الذي كنت أصلا تتوقعه. والغالب أن فراسة المؤمن تقوده غالبا إلى الإحساس بمكامن الخطر لكن هل في ذلك حقيقة علمية ؟ قال تقرير نشر في مجلة "ساينس" إن الحاسة السادسة لدى الإنسان الخاصة بالإحساس بالخطر التي رفضها بعض العلماء على اعتبار أنها خرافة توجد فعليا في جزء من المخ يتعامل أيضا مع حل الصراعات. وقال الباحث (جوشوا براون) من جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري في مقابلة إن منطقة المخ المعروفة بالقشرة الداخلية الطوقية تطلق بالفعل الإنذار بشأن الإخطار التي لا تستطيع النفاذ إلى المخ الواعي. وتقع القشرة الداخلية الطوقية قرب قمة الفصوص الأمامية وإلى جانب الفواصل التي تفصل بين قسمي المخ الأيسر والأيمن. ويقول براون "في الماضي كنا نجد نشاطا في القشرة الداخلية الطوقية عندما كان يتوجب على الناس اتخاذ قرار صعب أو بعد ارتكابهم خطأ ما". ولكنه أضاف "لكن الآن تستطيع المنطقة فعليا تعلم الإدراك عندما يرتكب المرء خطأ.. إنها تتعلم أن تحذرنا مقدما عندما يقودنا سلوكنا إلى نتيجة سلبية". وبمعنى آخر فإن فراسة المؤمن أو ماتعارف عليه العلم الحديث باسم الحاسة السادسة هي الجزء النشط الواعي الذي يتسبب في حالات التفاؤل والتشاؤم من شيء ما وعن طريق هذه الحاسة قد تتحقق تخمينات واستبصارات لكثير من الناس حتى العاديين منهم لأن العقل باستمرار يمتص الحقائق والمشاعر بشكل أوتوماتيكي ولو من التجارب أو الخبرات العادية. بل أن هناك معلومة طريفة تقول ان العلماء يؤكدون على أن هذه الحاسة موجودة لدينا جميعا، البلهاء والبدائيون لديهم القدرات الخارقة كغيرهم وهذا يعزز الرأي القائل ان الحاسة السادسة لا تعتمد على الذكاء إذ ان الذكاء يتدخل في التفكير التحليلي المنطقي الذي لا نعتقد بأن البلهاء والبدائيين يستخدمونه. و يصف د. ممتاز عبد الوهاب أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة الحاسة السادسة بأنها نوع من أنواع التخاطر عن بعد وهي حالة لا إرادية ولا تخضع لمسببات مباشرة ولا علاقة لها بصفة اجتماعية أو نفسية ولا تخضع لسن محددة ولكنها تظهر في موقف معين تحت ما يسمى بالاستشعار الحسي اللاإرادي أو الاستشعار خارج الحواس.. وهذه عملية تحدث في العقل الباطن الذي يستوعب كثير من الأحداث التي لا يستوعبها العقل الواعي فالعقل الباطن هو بمثابة الصندوق الأسود الذي يحتفظ بالأحداث التي قد يرى الإنسان بعضها بأنها غير مهمة في حياته، أو أخرى يحاول الهروب منها فيخزنها العقل الباطن، وهذا المحتوى الكبير في العقل الباطن لا يفقد طاقاته وقدراته ولكنه يظل محتفظا بها وقد تنعكس آثاره على أحلامنا ومشاعرنا وأحاسيسنا والتي قد نطلق عليها الحاسة السادسة، فتوقع حدث معين قد يكون بناء على توقعات وأحداث موجودة بالعقل الباطن وتظهر في صورة إحساس لا نعرف مصدره ولكنه يتحكم فينا. بيد أننا من المهم أن نذكر بأننا أحيانا نستسلم لانطباع أولي حول بعض الأشخاص أو الأماكن أو المشاريع ثم نجد مع الوقت وشيئا من العقل بأننا تسرعنا فنشعر بالندم لذلك فمن المهم أيضا عدم تتبع هذه الأحاسيس دون إخضاعها للحسابات العقلية حتى تكون قراراتنا أكثر منطقية.الخلاصة أن خاصية الفراسة أو الحاسة السادسة لديك ترسل إشارات سلبية أو إيجابية بقصد تنبيهك للخطر فلا تتجاهلها كلية، على الأقل دعها تعطيك شعورا بالحذر والحيطة أو قد يكون الفرح والتفاؤل لإنها طاقة نورانية مرتبطة بالروح البشرية وقد ذكرها رسولنا الكريم في الحديث الشريف حيث قال عليه أفضل الصلاة والتسليم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل) رواه البخاري في التاريخ، والترمذي وصدق رسول الله. لؤلؤة: أجمل الأحلام هي ما تعطينا مساحة للحب دون شروط.... وأجمل اللحظات هي ما تجمعنا بمن نتمنى دون موعد.